مصر وباكستان.. السيسي وعلوي يحاولان استعادة تقارب الماضي

إبراهيم جابر
مصر وباكستان - العلاقات المصرية الباكستانية

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، دعوة من نظيره الباكستاني عارف علوي، لزيارة باكستان، في خطوة دبلوماسية لإعادة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، وسط تأكيدات على العمل على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

“علاقات تعاون”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تلقى خلال استقباله وزير خارجية باكستان مخدوم شاه محمود قريشي، رسالة من نظيره الباكستاني عارف علوي، تضمنت دعوته إلى زيارة دولة باكستان، في إطار عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، مع التطلع إلى استكشاف آفاق جديدة للتعاون الثنائي بين مصر وباكستان، والتأكيد على أن استقرار مصر يمثل ركيزة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.

ونقل وزير خارجية باكستان تحيات رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وإشادته بالتجربة المصرية الملهمة، المتمثلة في الإنجازات الضخمة التي شهدتها مصر خلال السنوات الماضية في مختلف المجالات بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة للرئيس، بدءاً من مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، ثم جهود تحقيق التنمية الشاملة من خلال الإصلاح الاقتصادي العميق واقامة المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها حالياً، وأن باكستان تنظر للتجربة التنموية المصرية بتقدير وإعجاب، وتطلع للاستفادة من هذه التجربة على خلفية أوجه التشابه للأوضاع بكلا البلدين الصديقين والتحديات المشتركة التي تواجههما.

من جانبه؛ طلب الرئيس المصري نقل تحياته إلى الرئيس عارف علوي ورئيس الوزراء عمران خان، مشيداً بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، ومؤكداً أن مصر تنظر بعين الاعتبار والتقدير الكبير إلى باكستان كإحدى كبريات الدول الإسلامية، وترحب بتطوير التعاون الثنائي وتبادل الخبرات في مختلف المجالات، والحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والذي يعد أحد أهم التحديات التي تواجه البلدين.

“مكافحة الإرهاب”

وذكر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان عبر صفحته بـ”فيس بوك”، أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات بما يتسق مع مكانة وإمكانات الدولتين ويلبي طموحات شعبيهما، خاصةً على صعيد التعاون الأمني والاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري، بما فيها استكشاف آفاق التعاون بين ميناء جوادر بباكستان والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإقامة مشاريع صناعية تكاملية في إطار مشروعات مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتشاور في مختلف المحافل الدولية متعدد الأطراف.

كما تم استعراض آخر المستجدات بالنسبة للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث تم تأكيد أهمية مواصلة التنسيق المكثف ودفع الجهود المشتركة بين البلدين لصون السلم والأمن الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب، فضلاً عن تكثيف الجهود لتصويب الخطاب الديني ونشر صحيح الدين الإسلامي.

“مواقف متماثلة”

قال وزير الخارجية المصرية إن الشعبين المصري والباكستاني بينهما تاريخ من التضامن، وكانت باكستان دائما ما تتخذ مواقف داعمة للقضايا العربية والمرتبطة بمصر، والأخيرة كانت في طليعة الدول التي تتعاون مع إسلام آباد، سواء في حركة عدم الانحياز أو مجموعة الـ 77 والصين، والإطار المتعدد، مضيفا: «لدينا مواقف متماثلة في دعم أهداف ومقاصد الدول النامية من أجل تحقيق الرفاهية لشعوبنا والسير قدما في الجهود التنموية».

وأوضح شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الباكستاني، أنه بحث مع الوفد الباكستاني كيفية استعادة مجالات التعاون، وعقد دورات متلاحقة من اللقاءات على مستوى كبار المسؤولين والوزاري، وعقد اللجنة الوزارية المشتركة وتبادل الزيارات على مستوى القمة لاستعادة العلاقة الخاصة التي تربط فيما بين الدولين، وتوسيع رقعة التعاون بما يخدم المصالح التنموية، والتوافق فيما بين الدولتين حول الكثير من القضايا السياسية، سواء على الساحة الدولية أو الإقليمية.

“تعويض قطع العلاقات”

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الباكستاني عن شكره للوزير شكري على الدعوة لزيارة مصر، لافتا إلى أن البلدين لديهما الآن خارطة طريق واضحة بالخطوات الواجب اتخاذها مستقبلا لتدعيم ودفع العلاقات، واصفا العلاقات السياسية بأنها “متميزة” حيث تتعاون مصر وباكستان في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية ومن بينها مجموعة الـ77 والأمم المتحدة.

وعبر عن الشكر لمصر والرئيس السيسي على تأييد ودعم باكستان للحصول على مقعد بمجلس الأمن، وهو التأييد لكل الدول النامية لا سيما وأننا نواجه تداعيات “كوفيد 19″، منوها إلى دعوته نظيره المصري لزيارة باكستاني، مكملا: “مصر وباكستان سيعملان على تحديث مذكرات التفاهم وتعويض العقد الماضي من قطع العلاقات ونأمل أن نعوض هذه السنوات العشر في 10 أشهر فقط”.

وأكد على التوافق في الرؤى بين البلدين فيما يتعلق بتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والدفاع والتعليم ومواجهة التحديدات العالمية بما في ذلك الإرهاب والتطرف وأيضا مكافحة كورونا.

“طفرة مصرية”

ومن جانب آخر، أشاد الوزير الباكستاني بالطفرة التى شهدتها مصر في مجال البنية التحتية وأيضا الاستثمارات التي تم ضخها والعاصمة الإدارية الجديدة.. مشيرا إلى أن بلاده بصدد تدشين عملية تطوير وتنمية، ودعا رجال الأعمال المصريين إلى الاستثمار في المشروعات الجديدة في بلاده والاستفادة من التسهيلات والإعفاء الضريبي الذي تمنحه الحكومة .

وفيما يخص الأوضاع في كشمير، قال قريشي إن النزاع القائم في كشمير هو قضية متشابكة الأطراف وهو أقدم بند على أجندة مجلس الأمن..مشيرا إلى أن الوضع في كشمير تدهور إلى أبعد حد منذ عام 2019 حيث يعاني الشعب بشكل كبير ويتعرض الأبرياء للضرر، كما تم تدمير اقتصاد جامو وكشمير.

ربما يعجبك أيضا