مطالب حماس وتعنت إسرائيل.. عراقيل تواجه التوصل لهدنة في غزة

إسرائيل منفتحة على «هدنة مؤقتة» لتحرير الرهائن المتبقين

شروق صبري
الرهائن

تطالب حماس بثمن باهظ للإفراج عن لأسرى المتبقين لديها، وذلك خلال المناقشات الأخيرة التي جرت في وارسو بين قطر وإسرائيل والولايات المتحدة، فهل ستحصل على ما تريد؟


قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، إن بلاده منفتحة على اتفاق هدنة مؤقتة جديدة مع حركة حماس لضمان إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في غزة.

وذكر هرتسوج لدبلوماسيين أجانب، اليوم الثلاثاء 19 ديسمبر، أن إسرائيل مستعدة لهدنة إنسانية أخرى، وتقديم مساعدات إنسانية إضافية إلى غزة من أجل إطلاق سراح الرهائن.

اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى المتبقين

جاءت تصريحات هرتسوج في الوقت الذي اكتسبت فيه المحادثات التي تتوسط فيها قطر للتوصل إلى اتفاق جديد لإطلاق سراح الأسرى المتبقين إلحاحا جديدا بعدما أطلق الجيش الإسرائيلي النار عن طريق الخطأ وقتل 3 من مواطنيه المحتجزين في غزة.

قالت صحيفة، “فاينانشال تايمز” البريطانية، إن إسرائيل تواجه أيضًا ضغوطًا دولية متزايدة للموافقة على وقف إطلاق النار، حيث تجاوز عدد القتلى في القطاع المحاصر الآن 19,000، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين، بينما تواصل القوات الإسرائيلية هجومها الجوي والبري ضد حماس.

صفقة الرهائن

أجرى رئيس المخابرات الإسرائيلية، ديفيد بارنيا، محادثات مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز في وارسو، لبحث مسألة الرهائن.

وكانت هذه هي الأولى بين الأطراف منذ انهيار صفقة تبادل الرهائن السابقة، والتي تمت خلالها مقايضة 86 امرأة وطفلاً إسرائيلياً مقابل 240 سجيناً فلسطينياً تحت غطاء هدنة هشة مدتها أسبوع، كما أطلقت حماس سراح 24 أجنبيا آخرين، معظمهم من العمال التايلانديين الذين تم اختطافهم من المزارع الإسرائيلية قرب حدود غزة.

مقترحات مختلفة

قال هرتسوج، الذي لا يتمتع بسلطات تنفيذية، إن المسؤولية عن اتفاق جديد تقع بالكامل على عاتق زعيم حماس يحيى السنوار، وقيادة حماس، التي احتجزت نحو 240 رهينة خلال الهجوم على جنوب إسرائيل، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص.

وذكر مصدر مطلع على المناقشات، أن المحادثات التي جرت يوم 18 ديسمبر 2023، بين رئيس الوزراء القطري ومدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية كانت “إيجابية”، لكنه أضاف أن الاتفاق ليس وشيكا لكنهم يحاولون استكشاف خيارات مختلفة، لكن الشيء الجيد هو أن المحادثات تجري ويناقشون مقترحات مختلفة.

حماس تطلق سراح 13 من الرهائن الإسرائيليين إضافة إلى أكثر من 10 تايلانديين

حماس تطلق سراح 13 من الرهائن الإسرائيليين إضافة إلى أكثر من 10 تايلانديين

هدنة أطول

وتسعى حماس إلى هدنة أطول من الاتفاق السابق، وقالت إنها تريد إطلاق سراح جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية وهو العدد الذي ارتفع إلى أكثر من 10 آلاف في الأسابيع الأخيرة، قبل إطلاق سراح الرهائن الـ 129، معظمهم من جنود الاحتياط.

وقال المصدر إنه كان من المتوقع أن يسافر بارنيا إلى الدوحة الأسبوع الماضي، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعترض على الرحلة. ثم التقى رئيس المخابرات برئيس وزراء قطر في اجتماع ثنائي في أوروبا 15 ديسمبر، وهو اليوم الذي قتلت فيه القوات الإسرائيلية عن طريق الخطأ الرهائن الثلاثة في غزة.

فيديو الأسرى

قال مسؤول إسرائيلي إن إحدى القضايا الحاسمة هي الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل الرهائن، ولا تزال بعض النساء محتجزات لأن الحركة الفلسطينية تعتبرهن من جنود الاحتياط، كما هو الحال مع بعض الرجال المسنين.

يوم 18 ديسمبر 2023، نشرت حماس مقطع فيديو لثلاثة رجال، حاييم بيري (79 عاما)، ويورام ميتسغر (80 عاما)، وعميرام كوبر (80 عاما)، يقولون بالعبرية إنهم من الجيل الذي أسس إسرائيل وجيشها.

محادثات الرهائن

بموجب الاتفاق الأصلي، توقفت الأعمال القتالية لمدة أسبوع أطلقت خلالها الحركة سراح النساء والأطفال المحتجزين في غزة على دفعات. وفي المقابل، أوقفت إسرائيل هجومها، وسمحت بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المحاصر، وأطلقت سراح النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في سجونها.

وقال المسؤول الإسرائيلي إن بلاده ستواصل حملتها العسكرية ضد حماس حتى تنجح المفاوضات، ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إضعاف حماس يقوي يد إسرائيل في محادثات الرهائن.

ثمن باهظ

في الوقت نفسه، تبدو حماس مقتنعة بأنها قادرة على جني ثمن باهظ للجنود الإسرائيليين، بما في ذلك إطلاق سراح الفلسطينيين المدانين بارتكاب جرائم قتل في المحاكم العسكرية، وأطلقت إسرائيل في الماضي سراح عدد كبير من السجناء لضمان إطلاق سراح جنودها، بما في ذلك أكثر من 1100 جندي عام 2006.

واستمر الضغط الدولي على إسرائيل للموافقة على وقف دائم لإطلاق النار هذا الأسبوع بعد أن دعت المملكة المتحدة وألمانيا إلى وقف إطلاق النار يوم 17 ديسمبر 2023.

ربما يعجبك أيضا