«معارك السماء».. ماذا نعرف عن الجيل السادس للطائرات المقاتلة؟

كيف ستغير طائرات الجيل السادس قواعد اللعبة في «معركة السماء»؟

محمد النحاس

من المتوقع أن تأتي هذه المقاتلات لتلبية الاحتياجات العسكرية للجيش الأمريكي إزاء واقع عسكري جديد، حيث يواجه تحديات لوجستية وتقنية في منطقة المحيط الهادئ مع المقاتلات على شاكلة (إف – 35)  والتي جرى تطويرها بعد الحرب الباردة، حينما كان التركيز على المسرح الأوروبي.


منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مرّ الطيران العسكري خمسة أجيال من الطائرات المقاتلة، بدءًا من الطائرة “F-86 Sabre”  إلى الطائرة الشبحية الحديثة “F-35 Joint Strike Fighter”.

في الوقت الآني، يعمل الجيش الأمريكي وحلفاؤه على تطوير الجيل السادس من الطائرات المقاتلة، التي من المتوقع أن تحمل معها طفرات تكنولوجية هائلة على مستوى السرعة، والمدى، وقدرة الاختراق في الأجواء المعادية.

قدرات عالية

في ظل التوترات العالمية المتزايدة، لا يزال السباق نحو الهيمنة على السماء مستمرًا، وكل قفزة تكنولوجية تعني خطوة نحو التفوق في ساحة المعركة الجوية والتي تعد عنصرًا حاسمًا في الحروب الحديثة، وقد ظهر هذا جليًّا في حربي غزة وأوكرانيا.

لذلك فإن أعين القوى الكبرى تتجه للجيل السادس من الطائرات المقاتلة، والتي ستجمع بين إمكانات التخفي السرعة العالية، والطيران على ارتفاعات شاهقة، والقدرة على الطيران لمسافات طويلة بفضل (المحركات التكيفية) adaptive engines”التي تطورها شركات مثل (برات آند ويتني)  و(جنرال إلكتريك للطيران)، وفق تقرير نشرته مجلة ديفنس نيوز في 19 يوليو 2024.

جيل جديد

الجيل الجديد من الطائرات المقاتلة، يُعرف في الولايات المتحدة بمشروع  “التفوق الجوي للجيل القادم (NGAD) وسيجمع بين عدة قدرات متقدمة.

ويرى الخبراء أن السرعة وقدرات التخفي والمدى ستكون من بين العناصر الأكثر أهمية في طائرات الجيل السادس، خاصة إذا كانت هناك حاجة لاختراق مسافات طويلة في المحيط الهادئ والدخول إلى الأجواء “التي تسيطر عليها الصين” (باعتبارها التهديد الرئيس لأمريكا).

التحديات التقنية واللوجستية

هذه المقاتلات، من المتوقع أن تأتي لتلبية الاحتياجات العسكرية للجيش الأمريكي إزاء واقع عسكري جديد حيث يواجه تحديات لوجستية وتقنية في منطقة المحيط الهادئ مع المقاتلات على شاكلة (إف – 35)  والتي جرى تطويرها بعد الحرب الباردة، حينما كان التركيز على المسرح الأوروبي وحلف الناتو وتهديدات الاتحاد السوفيتي.

في هذه البئية توجد مئات مدارج الطائرات، غير أنّ الوضع مختلف تمامًا في المحيط الهادئ (عند الحديث عن أي تصعيد محتمل محتمل مع الصين)، حيث أن المدارج محدودة والمسافات شاسعة.

إزاء هذا التعقيد، يريد سلاح الجو الأمريكي أن يتكامل نظام “NGAD” مع المسيرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم “الطائرات القتالية التشاركية ” “Collaborative Combat Aircraft” (CCA)، التي يمكنها تنفيذ مهام الاستهداف، وتعطيل رادارات العدو، وإجراء الاستطلاع، وحتى العمل كطعم، من شأن هذا التعاون أن يزيد من فعالية العمليات الجوية ويقلل من المخاطر التي تواجه الطيارين.

التقدم في تكنولوجيا التخفي

باديء الأمر كانت الإصدارات الأولى من تكنولوجيا التخفي على الطائرات مثل “F-117A Nighthawk” (نايت هوك) و”قاذفة القنابل B-2 Spirit” (بي-2 سبيريت) صعبة الصيانة.

قدرات التخفي حققت طفرات كبيرة على مر السنين ليكون أكثر عملية وموثوقية، ويجب أن تكون قدرات التخفي لطائرات الجيل السادس قادرة على تحقيق تقدم آخر لتكون قابلة للصيانة وتوفر أداءً أفضل.

يُتوقع أن يحتوي نظام “NGAD” على نوع جديد من أنظمة الدفع المعروف بـ”المحرك التكيفي “adaptive engine”، الذي يمكنه التبديل إلى تكوينات مختلفة وأكثر كفاءة بناءً على وضع الطيران. لكن هذه المحركات ستكون مكلفة جدًا وفي ظل الضغوط الكبيرة على الميزانية، يفكر سلاح الجو في تقليص حجم محركات “NGAD” لخفض التكاليف.

قاذفة بي – 21 رايدر

رغم أن بعض الطائرات، مثل “قاذفة القنابل B-21 Raider” (بي-21 رايدر) من شركة  “Northrop Grumman” (نورثروب جرومان)، جرى وصفها بأنها طائرات الجيل السادس، إلا أن التقييمات تختلف.

ويرى العديد من الخبراء أن وصف “Northrop Grumman”  لطائرتها بأنه الجيل السادس هو إلى حد كبير توجه تسويقي، حيث تقدم إمكانات “B-21” خطوة متقدمة، لكنها ليست قفزة جيلية.

ربما يعجبك أيضا