معاهدة القوى النووية.. صدام روسي أمريكي يلوح في الأفق

عاطف عبداللطيف

رؤية – عاطف عبداللطيف

غيوم جديدة وسحب كثيفة تحيط العلاقات المتشابكة بين روسيا بالولايات المتحدة الأمريكية ومقدمات حرب كلامية واتهامات متبادلة بين البلدين الكبيرين وحديث روسي عن عدم مساواة في الحقوق فيما يتعلق بمعاهدة القوى النووية واتهام أمريكي بعدم الالتزام.

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، صرح بأن الولايات المتحدة لم تقدم لموسكو أي توضيح يثبت مزاعمها بأن الصاروخ الروسي “9 إم 729” ينتهك معاهدة القوى النووية متوسطة المدى بين الجانبين.

التزام كامل

وحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء، عن ريابكوف، اليوم الخميس، قال: “نلتزم بالمعاهدة بشكل كامل، دون أي تغيير، ودون أي استثناءات، ودون انحراف عن المتطلبات، ولم يختبر نظام 9 إم 729 أبدًا ليصل إلى مدى محظور بموجب المعاهدة، ولا نرى أي أسباب أخرى تجعل الولايات المتحدة توجه لنا ادعاءات فيما يتعلق بالمعاهدة، ولكن على وجه التحديد، في ظل هذا النظام.

وأضاف أن الولايات المتحدة أظهرت عجزها عن تزويدنا بمعلومات محددة عن السبب الذي استنتجت من خلاله أن هذا الصاروخ لا يتوافق مع مطالب المعاهدة”.

وأبرمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي سابقًا، معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، من أجل القضاء على الصواريخ النووية المتوسطة المدى والقصيرة المدى.

وقع المعاهدة في واشنطن العاصمة الرئيس الراحل رونالد ريجان، والأمين العام الراحل للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ميخائيل جورباتشوف، في 8 ديسمبر 1987. وصدق مجلس الشيوخ الأمريكي على المعاهدة في 27 مايو 1988، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يونيو 1988.

توتر جديد

مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الرقابة على التسلح والأمن الدولي، أندريا تومبسون، قالت أمس الأربعاء، إن واشنطن ستوقف العمل بالمعاهدة في 2 فبراير المقبل، إذا لم تقدم روسيا أدلة على التزامها بالمعاهدة. فيما رد المسئول بالخارجية الروسية سيرجي ريابكوف قائلًا “إنهم مخادعون في سياسات الحد من التسلح ويحاولون تضليل الحلفاء في حلف شمال الأطلسي، والمجتمع الدولي ككل”.

وقال: “لا نفهم جوهر الموقف الأمريكي الحالي. هل يريد شركاؤنا في واشنطن منا العمل للحفاظ على المعاهدة أم أنهم قرروا في النهاية أنه بعد تعليق المعاهدة، كما أبلغونا بوضوح في المشاورات، سيعقبه انسحاب رسمي وكامل” منها.

اقتراح روسي

وفي الوقت الذي هددت فيه واشنطن بالانسحاب من الاتفاق قائلة إن موسكو لا تلتزم به. اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة، بتصعيد خطر الحرب النووية بالتلويح بالانسحاب من المعاهدة ورفض إجراء محادثات بشأن معاهدة أخرى ينتهي العمل بها قريبًا.

وترى روسيا أن إلغاء معاهدة نووية تعود لعصر الحرب الباردة قد يؤدي إلى سباق تسلح ومواجهة مباشرة في العالم، وذلك بعد رفض اقتراح تقدمت به موسكو في تصويت بالأمم المتحدة، الشهر الماضي، ما يعني أنه ضربة جديدة لبنية الأمن والاستقرار العالمي. وبانهيار معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى فإن مناطق عديدة بالعالم قد تنزلق إلى سباق تسلح أو حتى مواجهة مباشرة.

وكانت موسكو قدمت مشروع قرار لدعم معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، التي تعود لعام 1987، وتحظر على موسكو وواشنطن وضع صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى على البر في أوروبا. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الأمم المتحدة أخفقت في التصويت لصالح الاقتراح.

ربما يعجبك أيضا