معهد أمريكي: قطر راعية الإرهاب تبتلع اقتصاد فرنسا بالفساد

أشرف شعبان

رؤية

واشنطن – حذرت دراسة صادرة عن معهد “جيتستون” الأمريكي المعني بالسياسة الدولية، من محاولة دولة قطر الراعية للإرهاب لابتلاع الاقتصاد الفرنسي، إذ يعمد النظام القطري إلى ابتلاع فرنسا، من خلال الاستثمار في احتياطاتها الضخمة من النقد، عبر رشاوي تدفعها لعصابة من المسؤولين الفاسدين.

وانتقدت الدراسة التي أعدها الباحث البلجيكي دوريو جودفريدي، الإعفاءات الضريبية التي تمنحها فرنسا لدولة راعية للإرهاب مثل قطر، مشيراً إلى أن أهداف الدوحة تتعدى شراء الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة.

وأضاف جودفريدي: “الانفتاح على الاستثمار الأجنبي شيء، لكن منح الإعفاءات الضريبية لدولة راعية للإرهاب أمر آخر تماماً”، لافتاً إلى أنه وعقب تصنيف السعودية وبقية دول المقاطعة لقطر كدولة راعية للإرهاب، فإنه على الدول الغربية أن تضع هذا التصنيف في اعتبارها.

وأوضح جودفريدي، وهو كاتب وباحث ليبرالي، ومؤسس معهد هايك في بروكسل، أن قطر تعمل على ابتلاع فرنسا، من خلال الاستثمار في احتياطاتها الضخمة من النقد، عبر رشاوى تدفعها لعصابة من المسؤولين الفاسدين.

ونوه جودفريدي بما كشفته الصحافة البريطانية، التي أكدت أن المُدعي العام الفرنسي يحقق في صفقتين، يُعتقد أن الدوحة دفعت رشاوى ضخمة مقابلهما، وهما منح قطر حق تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، والاستثمار في شركة “فيوليا” الفرنسية العملاقة.

وبحث المحققون في اجتماع تم عقده بتاريخ 23 نوفمبر 2010 قبل 10 أيام من اللقاء بين الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الفرنسي ميشيل بلاتيني، وعضو لجنة الفيفا، مع مسؤولين قطريين.

وقال المحققون إن ساركوزي دفع لبلاتيني من أجل تغيير رأيه بعد أن كان معارضاً لاختيار قطر، وأصبحت الصفقة مؤكدة عندما اشترت الدوحة فريق باريس سان جيرمان، أما بالنسبة لملف الاستثمار في شركة “فيوليا”، فقد قامت شركة الديار المملوكة للأسرة الحاكمة في قطر، في أبريل 2010،  بشراء حصة بنسبة 5% فيها، ويتعقب المحققون مبلغ 182 مليون يورو يشتبه فى أنها استخدمت لرشوة المسؤولين الفرنسيين.

جودفريدي أشار إلى أن الحكومة القطرية قامت بشراء فريق “باريس سان جيرمان”، بمساعدة ساركوزي، والذي كانت تربطه علاقة صداقة مع الشخص المسيطر على إدارة الصندوق الخاص المالك للفريق، واستدل بما أورده الصحفيان الفرنسيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو، في كتابهما “أمراؤنا الأعزاء”، والذي يرصد علاقة الفساد التي نشبت بين قطر وبعض السياسيين في باريس.

وأشار جودفريدي إلى أن ما ورد في الكتاب، يؤكد أن جزءًا كبيراً من الطبقة السياسية الفرنسية تنظر إلى سفارة قطر في باريس على أنها صراف آلي، الأمر الذي يثير عدة مخاوف حول ما يمكن أن تقوم به قطر الدولة الراعية للإرهاب في فرنسا، ما يمكن أن يؤدي إلى تقويض مبادئ الجمهورية الفرنسية ويجعل نظامها الديمقراطي برمته في خطر، فمنذ العام 2008، قررت حكومة ساركوزي إعفاء الدوحة من الضريبة، ونتيجة لذلك، قامت العائلة المالكة في قطر وصندوقها السيادي منذ ذلك الحين ببناء محفظة ضخمة من الأصول في هذا البلد الأوروبي.
 

ربما يعجبك أيضا