مع تزايد تهديدات الحوثي.. مساعٍ لتشكيل تحالف بحري في البحر الأحمر

هل بإمكان القوة البحرية "المحتملة" ردع الحوثي؟

محمد النحاس

هجمات الحوثيين أقلقت شركات التأمين، ورفعت بالفعل كلفة الشحن عبر البحر الأحمر وتكلفة أقساط تأمين السفن التجارية


مع ازدياد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر، تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تشكيل تحالف بحري لحماية السفن المارة عبر البحر الأحمر.

ويهاجم الحوثيون سفنًا في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر منذ نحو شهرين، عبر إطلاق هجمات عبر المسيرات، والصواريخ، ما أثار مخاوف من توسع الصراع ليمتد لمناطق أخرى من الشرق الأوسط، كما أثار مخاوف جادة تتعلق بالأمن البحري واستقرار التجارة الدولية.

عدم التسامح مع هجمات الحوثي

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن الولايات المتحدة تريد تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر وإرسال “إشارة مهمة” إلى الحوثيين بأنه لن يجري التسامح مع المزيد من الهجمات، وفقًا لما ذكرت وكالة أنباء رويترز في تقرير الخميس 14 ديسمبر 2023.

ويذكر أنه في بادئ الأمر هاجم الحوثيون سفنًا قالت إنهما إسرائيليتين، واحتجزت أخرى يشترك في ملكية الشركة المالكة لها رجل أعمال إسرائيلي، إلا أن المجموعة أعلنت بعد ذلك استهدافها لأي سفينة متجهة إلى إسرائيل.

توسيع قوة المهام المشتركة

حسب ليندركينج فإن “هناك تقييمًا نشطًا للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد”، داعيًّا بدوره الحوثيين لـ “إطلاق سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر” والتي احتجزتها في الـ 19 من نوفمبر وبثت مقطع فيديو يظهر تفاصيل الهجوم.

ووفقًا لما نقلت رويترز عن ليندركينج فإن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة المهام المشتركة (153) لتصبح “تحالفًا دوليًا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة”.

فرقة المهام المشتركة 153

فرقة المهام المشتركة 153 هي تحالف يضم 39 دولة، وجرى تأسيسها في أبريل من العام 2022، ومقرها البحرين وتقودها الولايات المتحدة منذ يونيو 2023، وهي جزء قوة البحرية المشتركة CMF التي جرى تأسيسها عام 2001.

وتتمثل مهام الفرقة التي تنشط في البحر الأحمر وخليج عدن في التصدي لأعمال التهريب ومكافحة الأنشطة غير المشروعة، في البحر الأحمر وتحديدًا في باب المندب وخليج عدن.

كيف تؤثر الهجمات على التجارة الدولية؟

هجمات الحوثيين جعلت البحر الأحمر، الذي تمر به نحو 12% من التجارة العالمية، غير آمنً لكثير من السفن، وأقلق شركات التأمين، وارتفعت بالفعل كلفة الشحن عبر البحر الأحمر كما ارتفعت تكلفة أقساط تأمين السفن التجارية، حسب رويترز.

فضلاً عن ذلك، أدرجت سوق التأمين في لندن منطقة جنوب البحر الأحمر ضمن المناطق عالية المخاطر، وهو ما يستلزم دفع أقساط إضافية، ويتوقع أن يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار السلع التي تحملها تلك السفن التي تمر عبر البحر الأحمر والتي يصل عددها إلى 23 ألف سفينة في العام الواحد.

هجمات متكررة

يذكر أنه في الثالث من ديسمبر هاجم الحوثيون، سفينتي شحن البضائع، “يونيتي إكسبلورر” و”نمبر 9″، وهي السفن المملوكة لشركتين بريطانيتين ليس لهما علاقة ببعضهما البعض. وسفينة الحاويات “آي أو أم صوفي 2″، التي تملكها وتشغلها شركة يابانية.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية أيضًا أنه وسط الهجمات على السفن الثلاث، أسقطت المدمرة “يو إس إس كارني”، مسيّرتين تابعتين للحوثيين، وقبل ذلك بأسابيع احتجزوا سفينة “جلاكسي ليدر” الخاصة بشركة يملكها جزئيًّا رجل أعمال وملياردير إسرائيلي بارز.

ربما يعجبك أيضا