مع تزايد هجمات حزب الله على إسرائيل.. هل ينجح بلينكن في خفض التصعيد؟

هل تنجح جولة بلينكن في وقف التصعيد بالشرق الأوسط؟

شروق صبري
بلينكن في الشرق الأوسط

تتصاعد الهجمات في أنحاء الشرق الأوسط مع تفاقم التوترات الناجمة عن الحرب في غزة.. فماذا يحدث الآن؟


قال حزب الله، إنه أطلق صواريخ على موقع مراقبة إسرائيلي كرد أولي على مقتل زعيم حماس صالح العاروري يوم 3 يناير 2024.

وأطلق الحزب حوالي 40 صاروخًا على إسرائيل اليوم السبت 6 يناير 2024، وهو أحد أكبر الصواريخ من هذا النوع في الأشهر الأخيرة، مع وصول كبير الدبلوماسيين في إدارة بايدن إلى المنطقة لنزع فتيل أزمة الشرق الأوسط المتصاعدة الناتجة عن الحرب في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بإطلاق النار على نشطاء كانوا يطلقون الصواريخ.

مواجهة إقليمية

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية”، يوم 6 يناير 2024، إن مقتل العاروري و6 أشخاص في غارة جوية على مكتب في بيروت، إلى جانب الهجمات المكثفة التي يشنها حزب الله، يزيد من خطر تحول الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ ثلاثة أشهر مع حماس في غزة إلى مواجهة إقليمية أوسع في جميع أنحاء المنطقة.

وقال مسؤولون لبنانيون إن مقتل العاروري كان هجوما إسرائيليا، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي تنفيذ الغارة، وتعهد قادة إسرائيل بمطاردة قيادة حماس بعد هجوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وقُتل أكثر من 22 ألف شخص فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، منذ شنت إسرائيل عملية عسكرية في غزة بهدف الإطاحة بحماس.

وفيما يتعلق بالتهديد بشن هجمات من لبنان، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، يوم 5 يناير 2024 “نحن في حالة استعداد عالية جدًا في الشمال، ومستعدون دفاعًا وهجومًا”. وقال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، وقال في كلمة متلفزة، إن رد الجماعة على مقتل العاروري “آتي بلا شك”، ولن نسكت على خرق بهذا المستوى لأن هذا يعني أن لبنان كله سينكشف.

أنتوني بلينكن

أنتوني بلينكن

تصاعد الأعمال العدائية

تبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ بداية الحرب، مع تصاعد الأعمال العدائية في الأسابيع الأخيرة. وقد تكون الحرب واسعة النطاق مدمرة لكلا الجانبين بسبب ترسانة حزب الله من الصواريخ والأسلحة الأخرى التي تقدمها إيران. وخلال حرب إسرائيل الأخيرة مع الجماعة في عام 2006، قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مطار بيروت وغيره من البنية التحتية الرئيسية.

ومن المتوقع أن يناقش وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي وصل إلى إسطنبول، مساء 5 يناير 2024، في بداية جولة إقليمية تشمل إسرائيل والعديد من الدول العربية، الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة. وتتزامن الزيارة مع تواجد منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في بيروت، حيث قال إنه يهدف إلى تهدئة التوتر المتفاقم في المنطقة.

الهجوم على القوات الأمريكية

وقد أدى الصراع إلى زيادة المخاطر التي تواجهها القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة التي تتعرض بشكل متزايد لهجوم من الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين فإنه منذ منتصف أكتوبر 2023، وقع ما لا يقل عن 115 هجومًا على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق وسوريا.

كما أدت الحرب في غزة إلى توتر علاقات الولايات المتحدة مع الشركاء الأمنيين العرب والحلفاء الرئيسيين مثل تركيا، الذين انتقدوا الدعم الأمريكي لإسرائيل ودعوا إلى وقف إطلاق النار وسط تزايد عدد القتلى المدنيين في القطاع.

وكان للحرب أيضًا تأثير مضاعف على الاقتصاد العالمي بعد أن أجبرت الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن شركات الشحن الكبرى على تحويل مسار السفن من البحر الأحمر وقناة السويس في الأسابيع الأخيرة، بدلاً من إرسال السفن حول القرن الأفريقي.

وأصدرت الولايات المتحدة إنذارا نهائيا للحوثيين المدعومين من إيران هذا الأسبوع تحذر فيه من عواقب شن المزيد من الهجمات على السفن، تمهيدا لضربات عسكرية محتملة ضد الجماعة.

واشنطن تسير على حبل مشدود

قال مسؤول أمريكي كبير إن واشنطن تسير على حبل مشدود في المنطقة، داعيا الجهات الفاعلة الإقليمية إلى استخدام نفوذها لتجنب التصعيد من ناحية، مع الإصرار على أن الولايات المتحدة ستدافع عن أفرادها وسفنها التي تعبر المنطقة، مضيفا أنه من المتوقع أن تكون المحادثات في إسرائيل صعبة وتركز على التخطيط لمستقبل غزة في أعقاب الحرب الحالية.

وهناك خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول من يجب أن يسيطر على غزة، حيث يرفض القادة الإسرائيليون الدعوات الأمريكية للسلطة الفلسطينية للسيطرة على غزة.

ربما يعجبك أيضا