مع تشديد السياسة النقدية.. إلى أين يتجه الاقتصاد الأمريكي؟

محمد النحاس
الاقتصاد الأمريكي

هل يتجاوز الاقتصاد الأمريكي معدلات التضخم المرتفعة؟ وهل يشهد ركودًا مرتقبًا.. الأرقام تجيب.


في إبريل، كانت التوقعات بارتفاع التخضم في الولايات المتحدة، ما عزز الاعتقاد السائد بأن زيادة مجلس الاحتياط الفيدرالي أسعار الفائدة ستحد منه.

وبالفعل، كان الواقع يشير في اتجاه إيجابي، ووفقًا لتقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، انخفضت أسعار الفائدة إلى 4.9 %، لتصبح بذلك في أقل معدل منذ إبريل عام 2021، في حين كانت التوقعات، التي تعد متفائلة، أن التضخم سيظل ثابتًا عند حد 5%.

ما دلالات هذه الأرقام؟

حول دلالة هذه الأرقام، يرى كبير الاقتصاديين في “نات ويست ماركتس”، كيغن كومينز، “أنها خطوة في الاتجاه الصحيح”، مضيفًا أن الحمائم في لجنة صنع السياسات في بنك الاحتياط الفيدرالي سيشعرون بـ “شيء من الارتياح”، ويرى أن ذلك “دليل على أن أسوأ ما في الأمر قد مضى”، حسب ما نقل تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز.

وبعض المحللين، كما تشير فاينانشال تايمز، يرون أن هذا التحسن النسبي يرتبط بانخفاض أسعار السفر عبر الطيران، في حين تظل أرقام السلع الأساسية مرتفعة، وفق تقرير الصيحفة البريطانية، أمس الأربعاء 10 مايو 2023.

تحسن نسبي وهدف بعيد المنال

أسعار الإيجار انخفضت، وهو اتجاه إيجابي مستمر منذ عامين، ما قد يعطي دلالة على إمكانية انخفاض محتمل للتضخم الأساسي ككل، خلال الفترة المقبلة، حسب التقرير.

ورغم هذا التحسن النسبي فإن الطريق لا يزال طويلًا أمام البنك المركزي الأمريكي، الذي يستهدف إيصال نسبة التضخم إلى 2%، وفقًا لتقرير صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية.

اقرا أيضًا: محمد العريان: تخبط مجلس الاحتياط يدفع الاقتصاد الأمريكي للركود

تضخم أساسي مرتفع.. فماذا بعد؟

وبحسب الصحيفة المعنية بالشؤون الاقتصادية، فقد ظل التضخم الأساسي، (الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة)، مرتفعًا بعناد خلال الأشهر القليلة الماضية، وانخفض قليلًا في إبريل إلى 5.5% على أساس سنوي.

وقادت هذه البيانات إلى ارتفاع الطلب على السندات الأمريكية مع تزايد ثقة المستثمرين بأن بنك الاحتياط الفيدرالي لن يرفع أسعار الفائدة مجددًا، في حين انخفض العائد بالنسبة إلى سندات الخزانة للآجل لعامين (تنخفض عوائد السندات عند ارتفاع الأسعار).

تباطؤ في وتيرة ارتفاع الأسعار

إجمالًا، تباطأت وتيرة ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة كثيرًا مقارنةً بأعلى مستوى لها منذ 40 عامًا في صيف العام الماضي، ودفع ذلك رئيس الاحتياط الفيدرالي، جاي باول، للإعلان صراحةً الأسبوع الماضي، “في ما يتعلق بأسعار الفائدة، فقد اقتربنا من النهاية” (اقتربنا من وضع حد لسياسة رفع أسعار الفائدة).

ويتبني الفيدرالي الأمريكي هذه السياسة منذ بداية العام الماضي، في محاولةٍ منه لوضع حد لمعدلات التضخم المرتفعة، وكان مجلس الاحتياط الفيدرالي قد حذر من أنّ أزمة القطاع المصرفي قد تقود إلى أزمة نقدية تقود إلى ركود اقتصادي، وقد تؤدي كذلك إلى دورة جديدة من “تشديد السياسة النقدية” (أي رفع أسعار الفائدة).

ركود عميق.. أم انكماش محدود؟

في وقت سابق، كان الرئيس التنفيذي لبنك ستاندرد تشارترد، بيل وينترز، قد استبعد أن يتعرض اقتصاد الولايات المتحدة لركود عميق، ولكنه لفت إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد انكماشًا لفترة، حسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز.

اقرأ أيضًا: بايدن يشيد بمرونة الاقتصاد الأمريكي وقوته

وقال وينترز، في مؤتمر بدبي: “أعتقد أن الأمر لا يتعلق بمسألة حدوث تراجع ضخم في الولايات المتحدة. فهو ليس مرجحًا”، مضيفًا أن الاقتصاد الأمريكي قوي للغاية.

وأقر بأن “الاقتصاد الأمريكي يعاني مشكلة التضخم المرتفع وأسعار الفائدة، التي إما ستبقى مرتفعة وإما قد ترتفع أكثر في مرحلة ما، لحين تباطؤ الاقتصاد” ولكنه تابع: “والآن هل يقودنا ذلك إلى ركود عميق؟ أعتقد أن ذلك ليس مرجحًا، فهل يمكننا أن نشهد فترة من الانكماش؟ نعم”.

اقرأ أيضًا: محمد العريان يحذر من زيادة احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي

اقرأ أيضًا: رئيس «ستاندرد تشارترد» يستبعد تعرض الاقتصاد الأمريكي لركود عميق

ربما يعجبك أيضا