«مفاوضات تحت النار».. هل يشعل فشلها الشرق الأوسط؟

«خامنئي ينتظر».. انفجار المحادثات قد يشعل الشرق الأوسط

شروق صبري
المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي

المفاوضات بين إسرائيل وحماس تقرر مصير المنطقة، مع تزايد مخاطر التصعيد الإيراني والإسرائيلي على خلفية التوترات السياسية.


تواجه المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين اختبارًا حاسمًا قد يؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.

تشير تقارير من مصادر أمريكية إلى أن نجاح هذه المفاوضات، الذي يتضمن وقفًا كاملاً لإطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية، قد يقنع القيادة الإيرانية بالتراجع عن تنفيذ هجوم واسع النطاق ضد إسرائيل. هذا الهجوم سيكون انتقامًا لمقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران نهاية يوليو 2024.

دور نتنياهو في تعقيد المفاوضات

مع ذلك، تبدو احتمالات نجاح هذه الصفقة ضئيلة، خاصة في ظل الشكوك حول دوافع زعيم حماس يحيى السنوار ورغبته في تدخل مباشر من طهران. وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأن عرقل محاولات سابقة لإبرام صفقات مشابهة. حسب ما نشرت معاريف الإسرائيلية اليوم 25 أغسطس 2024.

وقال أستاذ العلوم السياسية وباحث أول في معهد السياسات والاستراتيجية في مركز هرتسليا الإسرائيلي، الدكتور إيلي كارمون في الوقت الحالي، تزداد الشكوك حول نواياه خاصة بعد سماحه بزيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي، وهي خطوة استفزازية من شأنها زيادة التوترات.

وأشار كارمون إلى أن رئيس حماس الحالي يحيى السنوار شن حربًا في مايو 2021 بسبب الأحداث في الحرم القدسي وحي الشيخ جراح، ما أدى إلى اندلاع معركة سيف القدس أو كما سمتها إسرائيل عملية “حارس الأسوار”. الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا قد تكون كافية لإثارة غضب طهران، التي تعتبر نفسها المدافعة عن القدس والمقدسات الإسلامية.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير

وزير الأمن القومي الإسرائيلي ايتمار بن غفير

مخاوف من تصعيد إقليمي

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته يوم 18 أغسطس 2024 لإسرائيل بأن “الوقت الحالي يتطلب من الجميع الامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد العنف”. لكن الأسئلة تبقى حول كيفية تعامل السنوار وطهران مع الاستفزازات الإسرائيلية الأخيرة.

في غضون ذلك، تؤكد التصريحات الصادرة عن نتنياهو بعد اجتماعه مع بلينكن أنه ليس هناك يقين بشأن نجاح الصفقة وأن إسرائيل لن تتراجع عن مواقعها على طول محور فيلادلفيا (صلاح الدين) الحدودي. هذه التصريحات تزيد من احتمالات اندلاع مواجهات جديدة في المنطقة.

انتفاضة ثالثة

يرى كارمون أن الاستراتيجية التي يتبعها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية تهدد بإشعال انتفاضة ثالثة. الغارات الجوية واستخدام الطائرات المسيرة في جنين وطولكرم ونابلس تحول شمال الضفة إلى “غزة ثانية”. بالإضافة إلى أن عمليات الاعتقال الجماعية وقتل المسلحين تزيد من الاستياء وتعزز من دائرة العنف، ما يعمق من حالة العداء بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

في الوقت نفسه، يساهم الاستيطان العشوائي والعنيف في الضفة الغربية في تفاقم الأوضاع، في ظل غياب أي محاولة لتعاون مع السلطة الفلسطينية في حل أزمات غزة. هذا الفراغ السياسي يترك الفلسطينيين بدون أي أفق لمستقبل سياسي واضح، ما يزيد من احتمالات التصعيد. حسب كارمون.

إيران وقرار المواجهة

مع ازدياد التوترات، يبقى السؤال المركزي حول ما إذا كانت إيران ستقرر القيام بعمل عسكري كبير ضد إسرائيل قد يؤدي إلى حرب إقليمية شاملة أم لا؟

يرى كارمون أن العامل الأساسي الذي قد يردع إيران عن مثل هذه الخطوة هو الخطر المباشر الذي تشكله حرب إقليمية على بنيتها التحتية، بما في ذلك منشآتها النووية ومواردها النفطية والغازية، التي تعد أهدافًا هشة في أي صراع.

في هذا السياق، تظل الأساطيل البحرية الأمريكية متمركزة في مناطق حيوية مثل البحر المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي، كجزء من جهود الردع ضد إيران، مما يقلل من احتمالات أن تقوم طهران بمغامرة عسكرية قد تضعها في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

السيناريوهات المحتملة

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قد تجد إيران نفسها في موقف صعب. قرار التصعيد قد يؤدي إلى نجاح المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق  دونالد ترامب في العودة إلى البيت الأبيض، وهو السيناريو الذي تخشاه طهران بشدة، خاصة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني بأمر من ترامب.

علاوة على ذلك، يرى استاذ العلوم السياسية الإسرائيلي، أن السلطات الأمريكية بدأت بالفعل في التحقيق في محاولات قرصنة إيرانية تستهدف حملة ترامب، مما يزيد من حدة التوترات بين البلدين.

المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي

المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي

ابقاء الوضع تحت السيطرة

في ظل هذه الظروف، يبدو من المرجح أن القيادة الإيرانية، بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، قد تفضل الحفاظ على مصالح النظام على المدى الطويل، متجنبة أي خطوة قد تؤدي إلى حرب شاملة.

وحسب كارمون فإن خامنئي سيحرص على إقناع حلفائه في حزب الله، مثل حسن نصر الله، بعدم المبالغة في الردود الانتقامية، محاولًا إبقاء الأمور تحت السيطرة قدر الإمكان.

ربما يعجبك أيضا