مفتي مصر: علاقة وثيقة بين شهر رمضان وإتقان العمل

شوقي علام: لم يَرِد أن النبي أو المسلمين كانوا يتركون أعمالهم وأمور معاشهم للتفرغ للعبادة

بسام عباس
مفتي مصر في برنامج نظرة مع حمدي رزق

قال مفتي مصر، الدكتور شوقي علَّام، إن المتأمل في النصوص الشرعيَّة يجد علاقةً وثيقةً بين شهر رمضان وبين العمل والحث على إتقانه؛ وذلك من خلال ما اختص الله تعالى به هذا الشهر الفضيل من نفحات.

وأضاف أن الصوم يرسخ في المسلم التعلق بالله تعالى ومراقبته على الدوام، كما يحث الصائمين على ترك أسباب الكسل والتهاون، ويرشدهم إلى العمل وإتقانه والتحقق بأسباب القوة وعلو الهمة والانتصار على شهوات النفس.

لا إفراط ولا تفريط

أوضح مفتي مصر أنه لم يَرِد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين كانوا يتركون أعمالهم وأمور معاشهم في رمضان للتفرغ للعبادة، سواء كانت الصيام أو القيام، بل يجمعون بين ذلك كله في توازن وانسجام وفق نظام مُحكم يجمع بين العبادات واستقرار العمل واستمرار الإنتاج وسلامته بطريقة وسطى لا إفراط فيها ولا تفريط.

وأضاف، خلال لقائه في برنامج “اسأل المفتي“، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، اليوم الأحد 24 مارس 2024، أن الصوم يرتقي بطبع الصائم إلى جِمَاع الكمالات المحمودة كمراقبة الله تعالى، وانضباط الباطن كما هو في الظاهر، والحلم، والعدل، والعفو والصفح، وحسن المعاملة، وجميل العِشرة، والوقار، والأمانة.

وتابع أن الصيام للصائم يحقق مظاهر احترام الآخر، والمحافظة على الوقت، مما يفيد إنجاز الأعمال وشيوع الحب والاحترام بين جميع العاملين، لأن الصوم الحقيقي هو المُحَلَّى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي تحمل المسلم على مجانبة اللغو والكلام فيما لا يفيد والفحش من القول ومنكر العمل.

اسأل المفتي

أفاد مفتي الديار المصرية أنه إذا تعارض فرض كالعمل مع فرض كالصلاة فيجوز جمع الصلوات في بداية الوقت، أو جمعها جمع تأخير، وإذا كان العمل لا يجوز تأخيره لأنَّ أداءه مطلوب على الفور، والصلاة وقتها متَّسع فعليه المواءمة بين الأمرين، وعلى المسلم الموازنة بين النوافل والفروض.

وفي رده على سؤال عن جواز إمامة المرأة لبناتها في الصلاة في البيت قال: يجوز للمرأة أنْ تَؤُمَّ غيرَها مِن النساء في صلاة الفرض، ويكون وقوفها للإمامة معهنَّ في وسط الصف، فإنْ تقدَّمَت عليهنَّ صَحَّت صلاتهنَّ مع الكراهة، ولكن لا يجوز إمامتها للرجال.

واختتم حواره بالقول: إنَّ مَن أكل أو شرب في نهار رمضان عامدًا عالمًا بوجوب الصوم عليه من غير عذرٍ ولا ضرورةٍ من سفرٍ أو مرضٍ أو نحوهما، فقد ظلم نفسَهَ باقترافِ كبيرة من كبائر الذنوب، والواجب عليه في هذه الحالة أن يتوب إلى اللهِ تعالى منها بالاستغفار والندم، مع وجوب قضاء الصوم.

ربما يعجبك أيضا