مفتي مصر: لا يوجد صدام بين العلم والدين في الفكر الإسلامي

شوقي علام: الدين يحفِّز التقدم العلمي.. والآيات صريحة بإعمال العقل

بسام عباس
اسأل المفتي - مفتي مصر

أوضح مفتي مصر الدكتور شوقي علَّام، أنّ قضية وجود صِدام بين العلم والدين ليست مطروحة في الفكر الإسلامي، ولكن كان لها سياق معين في زمان محدد ومرتبط ببعض الأماكن.

وأضاف أن الأديان جميعها جاءت لصالح الإنسان وعمارة الأرض، ولكي يكون الإنسان مستقيمًا في سلوكه في الحياة، فالدين مؤثر بشكل كبير ولا يستغني عنه الإنسان.

توءَمة العلم والدين

أوضح مفتي الديار المصرية أن البشرية عندما تحيد عن الأحكام يرسل الله إليهم رسولًا يرشدهم إلى مراد الله عزَّ وجلَّ ويضبط حركة الحياة، لافتًا إلى أن ادعاء التصادم بين العلم والدين يفرز عددًا من التساؤلات: عن أيٍّ علم نتحدث؟ وهل الدين في تضادٍّ مع العلوم مثل الطب والهندسة والعلوم وغيرها؟

وأضاف، في لقائه الأسبوعي في برنامج “اسأل المفتي” على فضائية “صدى البلد”، اليوم الجمعة 12 يوليو 2024، أن في السياق التاريخي قد يكون الفهم غير الصحيح للدين عائقًا يحول دون إيجاد توءَمة بين العلم والدين في بعض السياقات التاريخية المعينة.

وأفاد أنه في سياقنا المعاصر فإن الدين يعد محفزًا إلى التقدم العلمي، والشريعة صريحة بتكليف الله بإعمال العقل والنظر في الكون في آيات كثيرة من كتاب الله، فأول آية كانت: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).

فرض كفاية

قال مفتي مصر: “إن علماء الإسلام جعلوا البحث العلميَّ وما ينتج عنه من تطوير في مهنة معينة فرض كفاية، وهو ما يعني أنه لا بدَّ أن تقوم به مجموعة من المجتمع، فلا بدَّ في منظور الفقه الإسلامي من العناية بالبحث العلمي في المجتمع، وإلَّا نكون قد وقعنا في دائرة التقصير والمحاسبة من الله سبحانه وتعالى”.

وتابع أن فروض الكفاية هي فروض على الجميع، ولكن إذا قام بها البعض سقط التكليف عن الباقين، مشيرًا إلى أن ارتقاء العلماء بمفردات البحث العلمي وتطبيقه إلى دائرة فرض الكفاية هو دلالة حقيقية على أن الدين يعد العلم فريضة.

وأوضح أن من قالوا بأن هناك تصادمًا بين العلم والدين عملوا على تنحية الدين حتى في جانبه الأخلاقي كذلك، ثم عادوا لينادوا مرة أخرى بعودة الجانب الأخلاقي والمبادئ والقيم.

حكم قتل الكلاب الضالة

أوضح علام أن الإسلام جاء بالرحمة في كافة تفاصيل الحياة مع الإنسان والحيوان، بل مع النبات والجماد، فكان الجماد يشعر بوجوده ويحنُّ إليه، ولذلك لما صعد النبي صلى الله عليه وسلم جبل أُحد اهتزَّ الجبل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أُحد جبل يحبنا ونحبه”.

وأضاف أن إثبات علاقة الحب بين الإنسان والجماد يعطي مفهومًا أوسع للرحمة، حتى إنَّ الصالحين كانوا يرون أنه يجب أن يكون التعامل حتى مع الجمادات برفق، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلا زانه، ولا يُنزع من شيءٍ إلَّا شانه”.

وقال المفتي إن الحيوانات هي أمَّة من الأمم ينبغي أن نتعامل معها بالرحمة، وأما أي فعل غير ذلك فيجب أن يكون تحت مبرر شرعي، وهو الضرر الشديد جدًّا، ويجب أن يكون من قِبل الدولة والسلطات المختصة.

ربما يعجبك أيضا