منيرة كيلاني.. تونسية تحافظ على مهنة المسحراتي من الاندثار

شيرين صبحي

قبل فجر كل يوم خلال شهر رمضان، تخرج التونسية منيرة كيلاني حوالي الساعة الثالثة صباحًا وتجوب الشوارع وهي تدق على طبلتها لإيقاظ جيرانها من أجل تناول السحور.

ومهنة المسحراتي أو “بوطبيلة” باللهجة التونسية، هي تقليد قديم يتميز به شهر رمضان لكنه يندثر ببطء في ظل عصر التكنولوجيا.

وتعلمت منيرة كيلاني تلك المهنة من والدها.

تقول منيرة “لقد ورثت عمل بوطبيلة عن والدي، لقد كان أبي يعمل بالطبل، وتعلمت منه وأصبحت أشتغل مكانه”، وفق وكالة أنباء رويترز.

الظروف المعيشية تقودها لمهنة المسحراتي

ولم تظن أبدًا أنها ستسير على خطاه، لكن في ظل ظروف معيشية صعبة وجدت التونسية البالغة من العمر 50 عامًا في تلك المهنة الموسمية طريقة لإعالة أسرتها وشقيقها المريض. وعادة ما يشغل هذه المهنة الرجال.

وأردفت “عندما يأتي شهر رمضان أفرح كثيرًا لأنه يوفر لي عملًا ماذا سأفعل 250 دينار أحسن بكثير من لا شيء، أو أذهب لأسرق؟ أو أذهب لأتسول؟ لا أشتغل بذراعي”.

على خطى والدها

أضافت “أتذكر عندما كنت صغيرة أقوم بتتبع أبي عندما يخرج لأرى كيف يضرب الطبل وكيف يمشي وينادي (أفيقو تسحروا) تعلمت هكذا وأصبحت أفعل مثله”.

وعن هيمنة الرجال على مهنة المسحراتي قالت “هذا العمل مخصص للرجال لكني الآن أنا امرأة تقوم بهذا العمل وذلك من أجل عائلتي وأخي فأنا أضحي من أجلهم”.

الجيران يعتادون طبلتها

بات الجيران يعتادون على صوت طبلتها ويسألون عنها إذا غابت. وتقول “في بعض الأحيان لا أذهب إلى العمل، تتأسف الناس، يقولون لي لماذا لم تأت ليلة البارحة يا منيرة؟ أقول لهم إنني كنت مريضة لم أستطع فلتسامحوني هذه المرة”.

وتتحدث منيرة عن عاداتها قبل القيام بمهمتها قائلة “أفيق من النوم، أشرب القليل من الماء ثم أقوم بتثبيت الطبلة وبعدها أخرج إلى الشارع على الساعة الثالثة صباحًا تقريبًا، أخرج من البيت أجوب كل الأحياء وأقول (قوموا تسحروا، قوموا تسحروا)، عندها يستفيق الناس ليأكلوا قبل بداية الصيام”.

العمل ليلًا ونهارًا

على الرغم من أنها تجوب الأحياء ليلًا لإيقاظ الجيران فهي أيضًا تعمل بالنهار.

“في رمضان أشتغل بوطبيلة في الليل وفي النهار أقوم بجمع الخبز من الشارع لبيعه لأعيل نفسي والظروف تحت الصفر لم أعد أستطيع التحمل، إنني لا أكذب عليك نحن لا نأكل لا لحم ولا دجاج مثل الناس إذا استطعت توفير الخضراوات فهذا جيد”.

وعلى الرغم من ظروفها الصعبة، فهي تجد السعادة فيما تفعله، وتقول “أفرح كثيرا في عملي عندما تفرح بي الناس ويحبونني، أفرح كثيرًا”.

عندما يحل عيد الفطر، ستسير منيرة بين الأحياء التي أيقظتها لتناول السحور من أجل تعويضها عن عملها في ليالي رمضان.

اقرأ أيضًا| حلويات رمضان.. متعة خاصة للصائمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ربما يعجبك أيضا