من الجيل «Z» إلى «NEET».. سر أزمة الشباب في إيران

في إيران.. تحذيرات من ظاهرة مجتمع الشباب "نتز"

يوسف بنده

مجتمع الشباب "NEETS"، هم الذين ليس لديهم رغبة في الدراسة أو العمل أو التدريب، وهي إحدى القضايا العالمية.


الجيل “زد” Generation Z أو zoomers، هو الجيل الذي يلي جيل الألفية، وغالبًا ما يستخدم الباحثون وعلماء الديموجرافيا مواليد ما بين منتصف التسعينيات ونهاية عقد الألفين، كنقطة بدء الجيل.

ويتبعه جيل “ألفا” وهم مواليد أواخر عقد الألفين إلى منتصف عقد 2020، كنقطة انتهاء. وهو ما يمثل الفترة الحالية للشباب “نيتز” الذين يتصفون بالسلبية.

الجيل زد في إيران 2

الجيل زد وألفا في إيران

شباب “نيت”؟

NEET (Not in Education, Employment, or Training)‏ وهو اختصار لعبارة “لا تعليم، لا تشغيل، لا تكوين”، هو شخص عاطل عن العمل ولا يتلقى تعليمًا أو تكويناً مهنيًا.

نشأ التصنيف في المملكة المتحدة في أواخر التسعينيات، وانتشر استخدامه بدرجات متفاوتة إلى دول أخرى. وتشمل هذه الفئة العاطلين عن العمل (الأفراد الذين ليس لديهم وظيفة ويبحثون عنها)، وكذلك الأفراد خارج القوى العاملة (بدون وظيفة ولا يبحثون عنها). وفي الغالب يشمل هذا التصنيف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عامًا.

الجيل زد في إيران 3

الجيل زد وألفا في إيران

العدد في إيران

يشير تقرير صحيفة آرمان امروز، اليوم السبت 12 أكتوبر 2024، إلى أن الاحصائيات الرسمية تشير إلى وجود 11 مليون نسمة من الشباب بين سن 15: 24 في إيران. وأن حوالي 2 مليون و823 ألف نسمة منهم، يشكلون مجتمع “نت”، أي حوالي 6.25%. ويشكل الذكور منهم 928 ألف نسمة، والإناث مليون و895 ألف نسمة.

وحسب تقرير الصحيفة الإيرانية، فإن الاحصائيات غير الرسمية تظهر أعدادًا أكبر من تلك الرسمية. كما أن شباب المجتمع “نت”، يميل إلى السلبية بعدم البحث عن عمل، أو الاتجاه نحو الوظائف الرقمية أكثر من الوظائف التنفيذية أو حتى قبول الوظائف الصعبة.

الجيل زد في إيران 1

الجيل زد وألفا في إيران

فجوة بين الأجيال

يقول عالم الاجتماع الإيراني، حمید مستخدمین، إن مجتمع الشباب “NEETs”، هم الشباب الذين ليس لديهم رغبة في الدراسة أو العمل أو التدريب، وهي إحدى القضايا العالمية.

وفسر العالم الإيراني هذه الظاهرة، بأنها نتاج التنشئة الاجتماعية، حيث أن معظمهم ولدوا في أسر لديها طفل واحد أو طفلين على الأكثر، ما أدى إلى ظهور جيل مرفه، لا يبحث عن المشقة والبحث عن العمل، فإن والديهم يلبون كافة احتياجاتهم.

إننا نواجه أطفالًا يُطلق عليهم أيضًا اسم “أطفال الفندق”، نظرًا لتلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم في أقصر وقت ممكن، والذين يعتقدون أنهم يعيشون في “فندق” ويتم كل شيء في أقصر وقت ممكن.

الجيل زد في إيرا

الجيل زد وألفا في إيران

الجيل زد

وأبرز ما يميز شباب الجيل زد، استخدامه الواسع للإنترنت في سن مبكرة، وعادة ما يكون أبناؤه متكيفين مع التكنولوجيا، ويمثل التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا كبيرًا من حياتهم الاجتماعية.

والجيل زد في إيران، هو جيل التظاهرات المعارضة للنظام، حيث إن هذا الجيل على عكس الأجيال السابقة التي ارتبطت بتيارات ثقافية أو سياسية محددة، وقد انتقلت من تيار لآخر، بينما هو لا يمكن حصره في تيار فكري محدد، بسبب أنه يستلهم رؤيته ومعارفه من وسائل التواصل الاجتماعي.

وحسب عالم الاجتماع الإيراني، حميد مستخدمين، فإن مجتمع “نت” من الجيل “ألفا” الذي يعقب الجيل زد الحالي، لذلك لا يمكن الحكم أو التعليق على هذا الجيل بشكل عام. فالجيل Z هم أولئك الذين تمكنوا من استخدام الفضاء الافتراضي بأفضل طريقة ممكنة، ولديهم معرفة عميقة ويعيشون حياتهم بأفضل طريقة.

ويوصي مستخدمين بأن هذا الجيل يحتاج إلى خطاب جديد ومختلف يعتمد على التفاهم، وإلا سيواجه أية سلطة بالتمرد، إذ يجب النظر من الداخل والتقرب من هذا الجيل ورؤية العالم والحياة من خلال وجهة نظرهم.

ربما يعجبك أيضا