من قتلني؟.. احتجاجات واسعة في العاصمةالعراقية وتجدد مطالب «مظاهرات تشرين»

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

توافد الآلاف على ساحة التحرير في العاصمة العراقية بغداد قادمين من مناطق داخل العاصمة ومحافظات خارجها للمشاركة في مظاهرات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن اغتيال النشطاء والإعلاميين وتندد “بفشل الدولة في حمايتهم” وتعتبر امتدادا لمظاهرات تشرين الأول عام 2019 ضد الفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية .

من قتلني؟

هذا الشعار الذي رفعه العراقيون المتظاهرون اليوم مع صور صحفيين ونشطاء اغتيلوا “ولم يحاسب أحد بجريمة اغتيالهم حتى الآن”.

تقول المفوضية العليا لحقوق الإنسان إن 78 محاولة وعملية اغتيال فعلية نفذت منذ انطلقت المظاهرات في العراق في أكتوبر تشرين الأول عام 2019.

وقال عضو المفوضية فاضل الغزاوي في وقت سابق من هذا الشهر إن المحاولات، الناجحة منها والفاشلة، استهدفت ناشطين ومدونين وإعلاميين.

كانت المفوضية قد حذرت من تصاعد وتيرة الاغتيالات بحق الناشطين والإعلاميين منذ ديسمبر كانون الأول عام 2019.

وكانت مظاهرات تشرين الأول قد شهدت عنفا وهجمات مسلحة وعمليات خطف واغتيالات هي وقود مظاهرات اليوم.

وفتحت السلطات تحقيقات في عدد من الأحداث والجرائم لكنها لم تعلن نتائج التحقيقات حتى الآن.

ضغط لتسريع وتيرة التحقيقات

وبحسب نشطاء، فإن التظاهرة لا تستهدف أشخاصا معينين، بل تسعى إلى الضغط من أجل تحقيق المطالب التي رفعتها تظاهرات عام 2019، وأبرزها تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير حياة آمنة وكريمة.

وأكدت خلية الإعلام الأمني صدور توجيهات من رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي بحماية المتظاهرين ومنع المظاهر المسلحة، داخل الساحات.

وقالت الخلية في بيان إن “القوات الأمنية باشرت بمهمة تأمين التظاهرات بمهنية وحرص عال”، مشيرة إلى أنه تم “القبض على 4 مندسين يحملون أسلحة جارحة قرب ساحة التحرير وسط بغداد”.

وقال الناشط وائل الركابي إن “التظاهرات اليوم تهدف إلى الضغط بكل قوة على السلطات المعنية، مثل البرلمان والقضاء والحكومة لتسريع في فتح ملف قتلة النشطاء، وكشفهم أمام الرأي العام”.

ويضيف الركابي لـ”سكاي نيوز عربية” أن “هناك بوادر استجابة من بعض المؤسسات لكنها ما زالت بطيئة، وهذا غير مرض لنا، ومن الممكن تصعيد خطواتنا في حال عدم وضع حد لظاهرة قتل العراقيين، كما يحصل في الوقت الراهن، على أيدي الميليشيات”.

ووصلت عشرات السيارات الكبيرة، تقل متظاهرين من مختلف محافظات البلاد، إلى العاصمة بغداد، للمشاركة في التظاهرة المركزية.

امتداد لمظاهرات تشرين 2019

الوسم المسيطر على تويتر العراق هو #العراق _ينتفض .

لكن من بين الوسوم التي يغرد بها العراقيون المشاركون والمتضامنون مع مظاهرات 25أيار أيضا #مليونية _تشرينية و #العدلين _راجعين و #تشرين_ستنتصر .

وذلك لأن الداعين للمظاهرات والمشاركين فيها يعتبرونها امتدادا لمظاهرات أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، والتي استمرت عدة أشهر قبل أن تخبو بفعل انتشار وباء كورونا في البلاد. بحسب بي بي سي.

ومن بين الشعارات التي تغنى بيها المتظاهرون اليوم “تشرين اسمعي أعتذر..”، إذ يرون أن ما خرجوا من أجله في “تشرين” لم يتحقق، رغم أنها أسقطتالحكومة، لكن من اغتال بعض وجوهها لم يلق عقابه.

وكانت مظاهرات 2019 قد انطلقت في الأول من تشرين الأول في ساحة التحرير في بغداد، وهي نفس مكان تركز مظاهرات اليوم.

خرجت المظاهرات حينها تنديدا بالفساد والبطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتوسعت من بغداد إلى محافظات أخرى.

وقد أطاحت مظاهرات تشرين بحكومة عادل عبدالمهدي وراح ضحيتها 565 من المتظاهرين وأفراد الأمن، منهم عشرات الناشطين الذين اغتيلوا على يد مجهولين بحسب الإحصاءات الرسمية.

ربما يعجبك أيضا