من قلب كييف.. رسالة دعم لأوكرانيا تحرج كبار أوروبا

علاء بريك

رغم مخاطرها، أجرى قادة بولندا والتشيك وسلوفينا زيارة مفاجئة إلى كييف يوم الثلاثاء الماضي.


صرَّحت رئاسة الوزراء البولندية يوم الثلاثاء بأنَّ رئيس الوزراء البولندي ونائبه ومعهما رئيس لجنة الأمن الوطني والدفاع صحبة رئيسي وزراء التشيك وسلوفينيا سيزورون العاصمة الأوكرانية كييف.

في سياق هذه الزيارة استحضرَ رئيس الوزراء البولندي في منشورٍ عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك” زيارة الرئيس البولندي الأسبق إلى العاصمة الجورجية تبليسي خلال حرب الأيام الخمسة التي شنتها روسيا في العام 2008، مقارنًا بين حربي الأمس في جورجيا واليوم في أوكرانيا.

زيارة مفاجِئة

بحسب الصحفي والباحث في مؤسسة المجلس الأطلسي، ديف كيتنج، كانت الزيارة مفاجئة لعدد من الدبلوماسيين الأوروبيين، ومن الصحيح أنَّ الزيارة قوبلت بالتهليل في أوروبا، بيد أنَّ الدبلوماسيين الأوروبين رأوها لا تبشر القارة بالخير. حصوصًا مع اقتصار القادة اليمينيين الثلاثة على إعلام رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي.

من جهة أخرى، صرح الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكي بأنَّه بوجود مثل هكذا حلفاء لا بد لأوكرانيا أن تتنصر ورأى الزيارة كأبلغ شهادة على الدعم، موضحًا أن القادة الثلاث ذهبوا إلى كييف شبه المحاصرة، مخاطرين بأرواحهم لتبيان تضامنهم مع أوكرانيا ومقاومتها. واختار الوفد الذهاب إلى أوكرانيا بواسطة القطار من بولندا.

تصريحات نارية

طالب رئيس لجنة الأمن الوطني البولندي خلال الزيارة بتشكيل قوة حفظ سلام من الناتو أو أي جهة دولية أخرى “تكون قادرة على الدفاع عن نفسها وتباشر مهامها في أوكرانيا”، بحسب ما ذكرت بي بي سي، وعُقِّبَ لاحقًا على هذه المطالبة بأنَّها لا تعني البتة الدعوة إلى تدخل الناتو عسكريًا في أوكرانيا.

من جانبٍ آخر، صرح زلينسكي بأنَّ الأوكران بدأوا الآن يتفهمون أنهم لن يتمكنوا من الانضمام إلى الناتو، وتابع “أنا فخور لأنّ شعبنا بدأ يعي هذا ويعتمد على نفسه وعلى شركائنا الذين يساعدوننا”. لكن لعل التصريح الأبرز كان مخاطرة 3 قادة أوروبيين بزيارة المدينة شبه المحاصرة تحت القصف.

مبادرة أوروبية أم مبادرة فردية؟

بحسب كيتنج، أخذت الأمور منحى درامي حين أعلن القادة الثلاثة للصحافة المحلية أنَّهم يمثلون الاتحاد الأوروبي، بيد أنَّ الزيارة لم تناقش داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، إنما جرى إطلاع رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس المجلس الأوروبي بطريقة غير رسمية على هامش اجتماع أوروبي في فيرساي الفرنسية، ما وضع باقي الأعضاء في موقف محرج.

لكن على الرغم مما تسببت به هذا الزبارة، فإنَّ أحدًا من الدبلوماسيين أو باقي قادة أوروبا وجه إليها نقدًا أو شجبها، فرئيس المجلس الأوروبي قال عند سؤاله عن الزيارة “لم تكن الزيارة بتكليف من المجلس الأوروبي… يوجد بعض المخاطر الأمنية لهكذا زيارات، لكن يجب علينا إظهار دعمنا لأوكرانيا”.

ربما يعجبك أيضا