موجات جفاف مفاجئة تهدد العالم بسبب الاحتباس الحراري

توصلت دراسة أمريكية جديدة إلى أن تغير المناخ الذي تسبب فيه الإنسان هو أحد أسباب شيوع وانتشار موجات الجفاف السريعة، التي تلحق الأضرار بموارد المياه والزراعة.

ووجدت الدراسة أن موجات الجفاف المفاجئة حدثت أكثر من موجات الجفاف البطيئة في الأماكن الاستوائية، مثل الهند وجنوب شرق آسيا وإفريقيا جنوب الصحراء وحوض الأمازون.

محور بحث علمي

أوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن موجات الجفاف سريعة الظهور، تفاقمت خلال 40 عامًا الماضية لتصبح محور بحث علمي مثيرًا لاهتمام علماء المناخ، وأن مصادر البيانات الجديدة وتكنولوجيا نمذجة الكمبيوتر، أتاحت للعلماء القدرة على معرفة العمليات الفيزيائية المعقدة التي تقف وراءها.

وأضافت، في تقرير نشرته يوم الاثنين 23 أكتوبر 2023، أن موجات الجفاف اكتسبت اهتمامًا بالغًا منذ 2012 بعد جفاف شديد ضرب أنحاء الولايات المتحدة، وأدى إلى تدمير الحقول الزراعية والمراعي، ما تسبب في خسائر في القطاع الزراعي تربو على 30 مليار دولار.

الجفاف يتبع الرطوبة

ذكرت الصحيفة أن هذا النوع من الجفاف السريع يحدث عندما يكون الجو دافئًا ويندر سقوط المطر، وتكون الأرض، في مثل هذه الظروف، مبللة من الأمطار أو الثلوج في وقت سابق، وعندما يتوقف هطول الأمطار فجأة، يمكن أن تتسبب الظروف الحارة والرياح في تبخر كميات كبيرة من الماء.

وأضافت أن المناطق المدارية الرطبة تميل إلى مواجهة حالات جفاف خاطفة أكثر من الموجات البطيئة، فالمواسم الممطرة عادة ما تأتي بما يكفي لإبقاء الأرض والنباتات رطبة، ولكن عندما تتوقف الأمطار بشكل غير متوقع، تتسبب الحرارة الاستوائية في جفاف الأرض، تاركةً تأثيرًا مدمرًا.

تغير المناخ

موجات جفاف أكثر تواترًا

ذكرت الصحيفة أن اتجاهات الجفاف العالمية أظهرت تحولًا نحو موجات جفاف أكثر تواترًا، ووجدت الدراسة أن هذه الاتجاهات أُخِذَت من عمليات محاكاة حاسوبية قاست انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسبب فيها الإنسان والتغيرات الطبيعية في المناخ العالمي، مثل الانفجارات البركانية والتغيرات في الإشعاع الشمسي.

وأضافت أن زيادة موجات الجفاف لم تظهر بوضوح في عمليات المحاكاة التي تضمنت الاختلافات الطبيعية فقط، ما يشير إلى أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان كان السبب في حدوث موجات الجفاف، وتوقعت الدراسة أن تكون موجات الجفاف السريع أكثر شيوعًا وأسرع، في جميع أنحاء العالم، مع زيادة الاحترار العالمي.