موقع ألماني | «ماكرون» يخطط لاستراتيجية جديدة لإدارة الاتحاد الأوروبي

مترجمو رؤية

ترجمة – فريق رؤية

نشر موقع “تاجسشاو” الألماني تقريرًا عن الأزمة الُمعّقدة بين دول الاتحاد الأوروبي بسبب ضبط الحدود والتصدي لموجات الهجرة واللجوء وأعمال التهريب، ولطالما اشتكت الدول الحدودية مثل إيطاليا واليونان من صعوبات التعامل مع المهاجرين واللاجئين الفارين من مناطق الصراع، وتعاني هذه الدول بالفعل نتيجة لإشكاليات في اتفاقية دبلن، التي تُحمِّل الدول الحدودية مسؤولية استقبال اللاجئين وطالبي اللجوء واستلام ملفاتهم وأوراقهم باعتبارهم أول الدول الأوروبية التي يدخلها، وهذا ما نصت عليه الاتفاقية، لتتحمل عبئًا إضافيًّا فوق ضرورة حماية حدودها.

وقد فرضت أزمة المهاجرين الأخيرة على الحدود البيلاروسية – البولندية التي تشكّل الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، نفسها على الساحة الأوروبية والعالمية، حتى أنها باتت تمثل الأزمة الأكبر في مواجهة أوروبا منذ الحرب الباردة، ووعد الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، الذي تترأس بلاده مجلس الاتحاد الأوروبي بداية من العام المقبل، بإجراء تعديلات على اتفاقية “شينغن” ووضع آليات جديدة لحماية الحدود الأوروبية.

وتقود فرنسا مجلس الاتحاد الأوروبي بداية من العام المقبل 2022، ويخطط الرئيس ماكرون لإقرار استراتيجية جديدة لحماية الحدود الخارجية بشكل أفضل، بحيث تلتزم دول منطقة شنغن بإرسال قوات أمنية للمساهمة في حماية الحدود حال الأزمات، وتابع ماكرون بأنه من الضروري تعاون دول منطقة “شنغن” من خلال مشاركة هذه الدول بالقوات، إذا كانت هناك حاجة لذلك لفرض سيطرة أقوى على حدود أوروبا الخارجية.

كما وعد ماكرون بالتنسيق السياسي، إضافة للتنسيق العسكري، بحيث تكون اتفاقية شنغن مُكملة للاتفاقيات بين دول الاتحاد الأوروبي، التي تعمل لصالح السيطرة السياسية على منطقة “شنغن” على غرار منطقة اليورو، كما يجب أن تكون هناك اجتماعات وزارية منتظمة لاتخاذ القرارات اللازمة لتعزيز تأمين الحدود وضبطها.

ضرورة التحركات السريعة والعاجلة

وتابع ماكرون بأن أوروبا تحقق سيادتها فقط، حين يمكنها التحكم في حدودها الخارجية، لكن ما يحدث اليوم على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا والوضع المأساوي للاجئين والصراعات هناك مثَّل صدمة، خاصة بسبب تأخر ردود الأفعال من قبل الاتحاد الأوروبي تجاهها، ولم يستطع الاتحاد حتى اللحظة مساعدة شركائه بسبب القيود المفروضة وعدم وجود الآليات اللازمة، لذلك سنقوم خلال رئاسة فرنسا لمجلس الاتحاد الأوروبي بتعزيز ميثاق الهجرة الأوروبي، الذي ينص على توزيع أكثر عدلًا للمهاجرين في أوروبا، ويجب مساعدة دول المنشأ والعبور من أجل محاربة عصابات مهربي البشر، كما يجب تنسيق إجراءات اللجوء بشكل أفضل مما هو عليه الآن.

ضرورة تغيير الاستراتيجية الأوروبية

وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يريد ماكرون تطبيق استراتيجية دفاعية أوروبية جديدة تعمل على توسيع القدرات العسكرية للاتحاد الأوروبي، وترد على الانتقادات الموجهة للعملية العسكرية في أفغانستان، والتي اعتمدت فيها القوات الأوروبية على حلفائها الأمريكيين، وقال ماكرون: “علينا تحويل أوروبا القائمة على التعاون الداخلي إلى أوروبا القوية عالميًّا، والتي تتخذ قرارات حرة وتتولى مصيرها بأيديها، ويجب أن تلعب الاستراتيجية الأوروبية أيضًا دورًا فعالًا في مواجهة التحديات الجديدة، مثل الصراعات على المحيطات والفضاء الخارجي وعالم الإنترنت، وستطرح فرنسا هذه القضايا في قمم الاتحاد الأوروبي المقبلة لمناقشتها.

هل يجب تغيير اتفاقية ماستريخت؟

يخطط الرئيس الفرنسي ماكرون لإجراء تعديلات في معاهدة الاتحاد الأوروبي، أو ما تعرف أيضا باسم اتفاقية “ماستريخت”، وهي الاتفاقية المؤسسة للاتحاد الأوروبي، والتي جرى الاتفاق عليها من قِبل المجلس الأوروبي في مدينة ماستريخت الهولندية، حيث يريد ماكرون إجراء إصلاحات في بنود الميزانية في الاتحاد الأوروبي وتغيير استراتيجية الديون من أجل تعزيز الاستثمارات في مجلات مثل حماية المناخ والرقمنة.

وتنص اتفاقية “ماستريخت” لعام 1992 على تحمل الدول الأعضاء عبء ديون إجمالي لا يزيد عن 60% من الناتج الاقتصادي، وقد اضطرت مفوضية الاتحاد الأوروبي لتعليق هذا البند خلال أزمة كورونا الحالية من أجل إمكانية دعم بعض دول الاتحاد المديونة بحزم مساعدات وصلت في بعض الأحيان إلى مليارات الدولارات، وقال الرئيس الفرنسي إنه بعد أزمة كورونا يجب أن يقود نموذج النمو الأوروبي الجديد الابتكار وخلق فرص العمل، ويضمن التنافسية ويتماشى مع أهداف حماية المناخ.

دور أكبر في إفريقيا

وأخيرًا، دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاتحاد الأوروبي إلى القيام بدور أكبر بمنطقة الساحل الإفريقي، وقال: نريد دورًا أكبر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل الإفريقي، وأضاف أنه يجب على أوروبا أن تكون شريكًا استراتيجيًّا لدول القارة الإفريقية، ولذلك تعتزم فرنسا عقد قمة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي في بروكسل من أجل إتمام هذه الخطوات وإزالة العوائق بين القارتين وتحقيق الاستراتيجية المشتركة على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية.

للاطلاع على الرابط الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا