اللجوء لوسائل التدفئة التقليدية يهدد المغاربة بالاختناق

دعاء عبدالنبي

رؤية

الرباط – كشفت مصادر حقوقية لوكالة “هيسبريس”، اليوم (الإثنين)، أن المغرب يسجل سنويا حوالي 1500 حالة اختناق بسبب أحادي أكسيد الكربون المنبعث من وسائل التدفئة الغازية والتقليدية التي يتم تشغيلها بواسطة الحطب.

ومع اشتداد البرد في المملكة المغربية، تواجه فئات اجتماعية عدة صعوبات في توفير الدفء، خاصة الساكنة بالمناطق الجبلية بالأطلس الكبير والمتوسط والصغير، ما يجعل هذه الفئات تعاني من قساوة الظروف المناخية وبرودة الطقس حيث تتراوح درجات الحرارة في بعض الأحيان ما بين صفر درجة وناقص 10 درجات.

وتتكرر في هذه المناطق حوادث الموت اختناقا بسبب سوء استخدام وسائل التدفئة المختلفة أو عدم مطابقتها لمعايير الجودة، ما يحولها من وسيلة لـ”الحياة” إلى أداة لـ”الموت”، بحسب وكالة “هيسبريس”.

ففي ظل غياب أي رقم رسمي لعدد حالات التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون الناتج عن احتراق غير كامل لغاز البوتان إثر استخدام وسائل التدفئة البدائية، دق عدد من الحقوقيين ناقوس الخطر، مؤكدين أن “الدولة أصبحت ملزمة أكثر من أي وقت مضى بالتدخل من أجل إنهاء معاناة المواطنين مع هذه الوسائل التي تبيد العديد من العائلات في رمشة العين”.

وأشارت معطيات غير رسمية وفرتها مصادر حقوقية إلى أن عدد حالات الاختناق السنيوة يقارب 1500 حالة.

وفي هذا الصدد، قال موجان بن ميمون، فاعل حقوقي بإقليم ميدلت، إن “لوسائل التدفئة، خاصة في المناطق الجبلية التي تسجل انخفاضا حادا في درجات الحرارة، فوائد كثيرة، حيث يتم الحصول من خلالها على جو دافئ”.

وأضاف موجان، في تصريح لـ”هسبريس”، أن “وائد هذه الوسائل كثيرة لكن مخاطرها أكثر، لكونها تتسبب في إبادة العشرات من المواطنين سنويا”، موضحا أن “غياب معايير الجودة في وسائل التدفئة، سواء الوطنية أو المستوردة، مع تسجيل تهاون من قبل مراقبي الدولة، يمكن معه تسجيل حالات وفيات سنويا”.

من جهته، أفاد جمال عبدالمومن، خبير في الإسعافات الأولية، بأن استخدام معدات تدفئة سيئة الصنع، أو تفتقد للتهوية الكافية أو لا تكون موصولة بأنبوب تهوية ينقل مخلفات الاحتراق إلى خارج المنزل، من بين الأسباب الأولية التي تؤدي إلى اختناق الإنسان.

وأوضح الخبير ذاته أن “حالة التسمم تحدث عند استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون، وتكمن الخطورة في استحالة التفطن لوجوده باعتباره غازا لا لون ولا رائحة له”.

وأضاف أن “أعراض حالات التسمم بأحادي أكسيد الكربون تتمثل في الصداع والدوار والشعور بالنوم والتقيؤ، ويمكن أن تتأزم وضعية الإنسان ويشعر بضيق في التنفس وخلل في وظائف الجهاز العصبي والقلب وفقدان للوعي، مما قد يؤدي إلى الموت السريع”.

ومن أجل حماية أهالي المناطق الجبلية والأشخاص بدون مأوى، أفاد مصدر مسؤول بالإدارة الجهوية للتعاون الوطني بأن الدولة، ممثلة في وزارة الداخلية والتعاون الوطني والقطاعات الحكومية المعنية، وبتنسيق مع جمعيات المجتمع المدني، تقوم سنويا بتقديم الدعم لفائدة الساكنة المتضررة من موجة البرد، عبر توزيع مواد غذائية أساسية وأغطية وملابس شتوية، بالإضافة إلى إحصاء وإيواء المتشردين.

وكشف المسؤول ذاته، في تصريح لـ”هسبريس”، أن الدولة تقوم بمجهود كبير من أجل حماية المواطنين من موجة البرد القارس، موضحا أن “ذلك يدخل في إطار العناية والرعاية التي يوليها الملك محمد السادس لرعاياه، خاصة القاطنين بالجبال”

ربما يعجبك أيضا