«ناسا» تكتشف كوكبًا جديدًا يصلح للحياة ويعوض عن جفاف الأرض

أعلنت وكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، أول من أمس الثلاثاء 10 يناير 2023، أن فريقًا من علمائها اكتشف كوكبًا ثانيًا يكاد يكون في حجم كوكب الأرض.

ويقع هذا الكوكب على بعد مناسب من شمس صغيرة يدور حولها، ما قد يزيد من احتمالات وجود مياه عليه، حسب “ناسا”. وهذا الكشف يبعث التفاؤل لسكان الأرض، لا سيما مع زيادة مشكلات المناخ وجفاف الأرض وغير ذلك.

كوكب ينقذ البشر

أعربت وكالة ناسا عن آمالها الواسعة في إمكانية عيش الإنسان على هذا الكوكب، بعد احتمالية وجود مياه عليه، وسعت الوكالة لالتقاط صور مقربة للكوكب، الذي يقع في نظام يبعد 1300 سنة ضوئية عن الأرض.

وأوضحت الوكالة، عبر موقعها الرسمي، يوم الأحد 8 يناير 2023، أن الكوكب المكتشف هو الثاني من نوعه الذي يقترب من حجم الأرض، ويعتقد الباحثون أنه صالح للحياة.

وأوضحت “ناسا”، في بيان لها، أن أحد أنظمة الرصد لديها وجد كوكبًا في مجموعة شمسية أخرى، تختلف عن مجموعتنا، ولكنها بعيدة، ويدور حول نجم صغير على بعد 100 سنة ضوئية، ويبلغ حجمه 95% من حجم كوكب الأرض، ومن المبشر أنه يصدر عنه انبعاثات، حسب ما وجدت مستشعرات المرصد.

الشهر في الكوكب الجديد أقل منه على الأرض

الجدير بالذكر أن الوكالة أوضحت أن الكوكب المكتشف حديثًا ليس الوحيد، الذي يصلح لحياة البشر، ولكن هو رابع كوكب يجري اكتشافه، يدور حول نجم صغير من نوع القزم الأحمر، يقع على بعد نحو 100 سنة ضوئية من الأرض، ويُعرف هذا النوع باسم M TOI 700.

كوكب صورته ناسا

وحسب ما أوضح الفريق المكتشف أول من أمس الثلاثاء 10 يناير 2023، توجد فروقات بين الكوكب الحديث وكوكب الأرض، فالأول يستغرق 28 يومًا فقط للدوران حول نجمه، لذا فالشهر عليه سيفرق يومين إلى 3 عن الأرض، ومن المحتمل أن يكون الكوكب، المسمى TOI 700 e، ذا طبيعة صخرية.

وأشارت “ناسا” إلى أن القمر الصناعي المسؤول عن “مسح الكواكب الخارجية العابرة Transiting Exoplanet Survey” والمعروف اختصارًا بالمهمة TESS قد عثر على عدة كواكب سابقًا، وجرى الإعلان تباعًا، ولكن لم تكن قابلة للحياة عليها، ولم تكن قريبة بهذه الدرجة من حجم كوكب الأرض.

ناسا تحمل الأمل

توجد احتمالات كبيرة بوجود مياه على سطح الكوكبين المكتشفين، خاصة أنهما على مسافة مناسبة من النجمين اللذين يدوران حولهما، ما يعني أن المياه لن تتبخر بسرعة، بفعل ارتفاع الحرارة الشديد الناتجة عن الاقتراب من النجم، والمياه تتطلب رحلة إلى الكوكبين، ولكنه أمر يحتاج إلى تخطيط وتمويل ودراسة للمخاطر.

وقد أشارت أبحاث الوكالة إلى احتمالية وجود ماء سائل على كوكبين، ما يمهد لأنْ تكون الكواكب نفسها، أو كانت في يوم ما، صالحة للسكن والحياة على سطحها، حسب ما نقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن رئيس ناسا، بعد أن أعلن اكتشاف الكوكب الرابع، يوم الثلاثاء، في الاجتماع 241 للجمعية الفلكية الأمريكية في سياتل.

كوكب صالح للسكن

في سياق متصل، ذكرت قائدة الفريق البحثي إميلي جيلبرت، الزميلة بما بعد الدكتوراه في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا جنوب كاليفورنيا، في بيان نشر لها على موقع ناسا على الإنترنت: “هذا واحد من أنظمة شمسية قليلة، فقط بها كواكب متعددة وصغيرة ومناطق صالحة للسكن نعرف عنها معلومات واضحة ومحددة”.

والجدير بالذكر أن مهمة TESS التي أطلقتها ناسا في عام 2018 تعمل على مراقبة أجزاء كبيرة من سماء الليل، للمقارنة بين الأرض والكواكب المحيطة لمدة 27 يومًا في كل مرة، وتعمل المهمة على التحديق في ألمع النجوم، وتتبُّع تغيراتها في السطوع.

حالات العبور السريع

أشارت إميلي إلى أن درجات الانخفاض في لمعان النجوم عند رصدها، تشير إلى وجود كواكب تدور حولها في ما يسمى بحالات العبور السريع، وبدأت البعثة المشاركة في المهمة tess برصد السماء الجنوبية في عام 2018، ثم تحولت إلى السماء الشمالية، ومن هنا اكتشفت أجرامًا جديدة بطبيعة تبعث الأمل.

وفي عام 2020، أعادت المهمة التركيز على السماء الجنوبية مرة أخرى، لمزيد من الدراسات، وكشفت عن الكوكب الرابع في النظام الشمسي TOI 700 مطلع العام الحالي، وعادت المهمة بتلك النتائج المبشرة.