«ناشيونال إنترست» تحذر من مخاطر تواجه العالم في عام 2023

بسام عباس

في 2023.. إلى أي مدى ستكون شدة الركود الاقتصادي؟ وما الاستجابات الإقليمية المختلفة لتداعيات الأزمات العالمية؟


مع اقتراب العالم من إتمام الربع الأول للقرن 21، يزداد المشهد العالمي غموضًا وتقلبًا أكثر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث.

وتوقعت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية أن يكون عام 2023 أحد أكثر الأعوام تحديًا منذ عقود، مع استمرار اضطراب السوق، مشيرة إلى أن التضخم سيظل مرتفعًا بنحو استثنائي، مصحوبًا بركود عالمي حتمي، رغم إمكانية السيطرة عليه.

الاقتصاد يتراجع

قالت المجلة، في تقرير نشرته الأحد 8 يناير 2023، إن بريطانيا أصابتها حالة ركود، أما الولايات المتحدة، فمن المرجح أن يكون الركود فيها أقصر وأقل حدة مما هو عليه في أوروبا التي تتعرض للضغوط، بسبب قربها الجغرافي من الحرب الروسية الأوكرانية، واعتمادها على واردات الطاقة من روسيا.

وأضافت أن الاقتصاد الصيني سوف ينتعش بمجرد أن تتكيف مع كورونا خلال عام 2023، إلا أن انتعاش الطلب الصيني بعد الوباء قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم في الاقتصادات الغربية، الذي سيصاحبه ركود عالمي لا مفر منه.

تخلف عن سداد الديون

ذكرت المجلة أن الديون المتصاعدة في الأسواق الناشئة أصبحت غير مستدامة إلى حد كبير، مشيرة إلى أن دول عدة قد تتعثر خلال 2023، فتتسبب في سلسلة من حالات التخلف عن سداد الديون السيادية، خاصة في إفريقيا، ما لم تُطلق جهود إعادة هيكلة منسقة وفعالة.

وأشارت إلى أن غانا توصلت إلى صفقة إنقاذ في اللحظة الأخيرة مع صندوق النقد الدولي، ومن المحتمل أن تحذو الدول الأخرى حذوها في عام 2023. ودعت المستثمرين إلى الاستعداد لاحتمال حدوث حسم من قيمة ممتلكاتهم قبل استرجاعها.

الأسوأ لم يأت بعد

قالت المجلة إن الأسوأ لم يأتِ بعد، فالوضع في أوكرانيا سيتدهور خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، فروسيا تستعد لشن هجوم كبير في النصف الأول من عام 2023 بعد أن جندت أكثر من 200 ألف جندي جديد في الأشهر التي سبقت نهاية عام 2022، ولا يوجد وقف لإطلاق النار في المستقبل المنظور لانعدام الثقة.

أما الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، فيعتبر الصراع أزمة وجودية، ويمد قواته بكل ما تحتاج إليه لتحقيق النصر في أوكرانيا. ويشعر بوتين أن الوقت في صالحه ويمكنه إطالة أمد الحرب، إلا أن الروح المعنوية للقوات الروسية والوصول إلى الموارد تشكل تحديات خطيرة لبوتين في سعيه لتحقيق النصر.

عواقب وخيمة

أوضحت المجلة أن التوترات ستزداد حدةً بين أمريكا والصين، خاصة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي، في ظل مطالبات بحرية ونزاعات إقليمية. ورغم رغبة كلا الجانبين في تجنب المواجهات المباشرة، يمكن أن تؤدي لعبة سياسة حافة الهاوية المستمرة إلى حوادث مؤسفة لها عواقب وخيمة.

وأشارت إلى أنه كان من الممكن أن يؤدي الاصطدام القريب بين الطائرات الأمريكية والصينية، التي تفصل بينها مسافة 10 أقدام فقط، في بحر الصين الجنوبي، إلى نشوب صراع مسلح وتغيير مسار التاريخ، ما يدعو إلى ضرورة وجود خط اتصال ساخن أكثر فاعلية بين البلدين.

تايوان أزمة مستمرة

استبعدت المجلة أن يتحقق التهديد المستمر بغزو صيني لتايوان خلال عام 2023، لأن الصين تفتقر في الوقت الحالي إلى القدرة على غزو فعال. وبالإضافة إلى ذلك، ستكون العواقب الاقتصادية على الصين والعالم كارثية، فالحرب الروسية الأوكرانية تقدم دروسًا مفيدة في هذا السياق.

وأضافت أن من المرجح أن يحاصر الزعيم الصيني شي جين بينج جزيرة تايوان دون أن يغزوها، إذا شعر بتحدٍّ متزايد من الولايات المتحدة، أو إذا كان التحول السياسي نحو الاستقلال التايواني يتخذ مسارًا لا رجعة فيه.

الصين والافتقار إلى الشفافية

تطرقت المجلة إلى المحاولات العالمية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في عام 2022، وقالت إن الصين تخاطر بتعطيل هذا التقدم في عام 2023 بسبب الافتقار إلى الشفافية بشأن سرعة انتشار الفيروس محليًّا، نتيجة إيقاف سياستها الكارثية لمواجهة الفيروس، في حين أن التهديد لا يزال مستمرًا بظهور متحور مقاوم للقاحات.

وأضافت أن قيادة الحزب الشيوعي، في محاولة لحفظ ماء الوجه والحفاظ على السلطة، تُظهر نفس السلوك “غير المسؤول” الذي أظهرته خلال التفشي الأولي للفيروس في أوائل عام 2020، وهي بذلك تفقد مصداقية هائلة في الداخل مع فشلها في السيطرة على الوباء.

بؤر توتر خطيرة

قالت المجلة إن بؤر توتر خطيرة أخرى لا تزال تهدد الاستقرار العالمي في عام 2023، منها التقلبات المستمرة في الخليج العربي بين إيران والسعودية وضامنها الأمني، الولايات المتحدة. بالإضافة إلى أن النزاعات الحدودية بين الهند وباكستان والصين تظل نقاطًا ساخنة يمكن أن تؤدي إلى نزاع مسلح خطير.

وأضافت أن عام 2023 سيشهد أيضًا تأثيرًا متزايدًا للقوى الوسطى التي تعمل على تشكيل الجغرافيا السياسية على المستوى الإقليمي، مع تداعيات عالمية منتظمة، خاصة المملكة العربية السعودية وقدرتها على تحديد أسعار الطاقة الدولية، بالإضافة إلى تركيا وقدرتها على التأثير في الحرب الروسية الأوكرانية.

ربما يعجبك أيضا