“ناصر مصبح”.. عندما تغتال وحشية الاحتلال الإسرائيلي براءة الطفولة الفلسطينية

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

ليس بالضمادات وحدها تُشفى الجروح، فأصعب الآلام تلك التي تكون من دون صوت، أم ثكلى أصبح فؤادها فارغا بعدما غيبت نيران غادرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي فلذة كبدها، والذي لم يتجاوز عامه الثاني عشر.

غاب ناصر الذي أراد أن يكون له حظ من اسمه، توقف عن استكمال رحلته في الدفاع عن وطنه بعد استهدافه خلال تظاهرة على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

ناصر مصبح، طفل فلسطيني اعتاد على مساعدة ضحايا الغاز الإسرائيلي والرصاص ومحاولة إنقاذهم ليحفر سيرته بأحرف من نور في قلوب أصدقائه الذين لم يجدوا سوى الدموع سبيا للتعبير عن مرارة الفقدان.

رجل في عمر طفل، هكذا يصف أهل ناصر ابنهم والذي كان يد العون والمساعدة لأفراد أسرته في شؤون حياتهم، لكنه أصبح رقما جديدا يضاف إلى قائمة كبيرة لضحايا الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين الأبرياء، وأيقونة أخرى للقمع الوحشي الذي يمارسه المحتل ضد الإنسانية ليل نهار.

والدة ناصر مصبح أكدت أن الطفل ليس له ذنب ولا يمكنه حمل مسدس أو  حتى سلاح و لا حجر تستطيع يده أن توصله للحدود مع المحتل.

“لا تقلقي علينا يا أمي” كانت هذه هي كلمته الأخيرة، فهو يذهب مع أشقائه كل جمعة من الظهر وحتى المغرب لكنه لم يعد هذه المرة، حسبما أكدت والدته.

ويوافق استشهاد الطفل الفلسطيني ناصر مصبح، الذكرى الـ18 لاستشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة في ثاني أيام انتفاضة الأقصى، ليصبح أيقونة الانتفاضة الفلسطينية ومُلهمها، وصورتها الإنسانية في مشهد لن ينساه العالم.

وكأن الذكرى أبت أن تمر دون أن تذكرنا بجراح الماضي، فقبل 18 عامًا، كان “محمد” الطفل البالغ من العمر 12 عامًا، يسير بجوار والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، ليتعرضا لإطلاق النار من قوات الاحتلال دون ذنب؛ فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي.

حاول الأب “جمال الدرة” أن يحمي ابنه بكل قواه، إلا أن الرصاص اخترق يده اليمنى، ثم أصيب محمد بأول طلقة في رجله اليمنى، ثم تلقى المزيد من الرصاص في ظهره؛ فانكفأ على الأرض مضرجًا بدمائه دون حراك.

حاولت “إسرائيل” التبرؤ من قتل “الدرة”، الذي اختصر استشهاده آلاف المشاهد والمآسي التي سجلها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، كاشفًا طبيعة الاحتلال في اغتيال الأطفال وأحلامهم.

واستشاط رواد موقع التواصل الاجتماعي، “فيس بوك”، غضبا من فعل العدو الصهيوني، بقتل الطفل ناصر مصبح، ابن الــ12 عاما، وجاءت التعليقات كالتالي:

“آه يا قدس.. كم شهيد ضحو لأجلك كم أنت غالية على قلوبهم، وكم هم غالين عندك لتحضنيهم تحت ترابك يا قدس يا أم الشهداء”.

“رحم الله الفقيد وأسكن روحه الطيبة فسيح جنانه، إلى جنة الخلد ونعيم إن شاء الله”.

“الله يرحمه ويغفر له، آمين يارب العالمين، وأسكنه الفردوس الأعلى يا رب”.

“البقاء للمقاوم والشهيد الله يرحمه ويرفع درجاته”.

“الله أكبر.. صهيوني بيقتل الأطفال طغى وتجبر”.

وكانت أبرز التعليقات عبر “تويتر”، لـ مصطفى أبوزر، الناشط في حركة مقاطعة إسرائيل، قائلا: “لم يكتف هذا الاحتلال المجرم بسرقة الأرض فأتبعها بقتل الأرواح البريئة والأحلام الجميلة”.

 

ربما يعجبك أيضا