نتنياهو يزور تركيا بعد 14 عامًا من القطيعة.. هل تعود المياه لمجاريها؟

شروق صبري
نتنياهو

سيلتقي نتنياهو وأردوغان، اللذان كانا عدوين لدودين، للمرة الأولى بعد سنوات من الصراع، فهل تعود العلاقات بينهما من جديد؟


أعلنت أنقرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيزور تركيا للقاء الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأسبوع المقبل.

وجاء في البيان التركي أن الزعيمين سيجتمعان 28 يوليو المقبل لمناقشة خطوات تحسين التعاون والقضايا الدولية والإقليمية، وأعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيزور أنقرة أيضًا.

عودة العلاقات

قال موقع المونيتور الأمريكي، الخميس 20 يوليو 2023: “سيلتقي الزعيمان للمرة الأولى منذ 14 عامًا، وسط تحسن سريع في العلاقات بعد سنوات توقفها”.

وكانت آخر مرة زار فيها نتنياهو تركيا في عام 2009، قبل غارة عسكرية على قافلة مساعدات إنسانية متجهة إلى غزة، أسفرت عن مقتل 9 نشطاء أتراك في عام 2010. وبعد الحادث، قطعت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية.

تعيين السفراء

منذ عام 2010 فشلت جهود عدة لاستعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل حتى العام الماضي، عندما زار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، تركيا في مارس 2022.

وبعدها تحسنت العلاقات بسرعة مع الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى، وأعادت تركيا وإسرائيل العلاقات الدبلوماسية، من خلال إعادة تعيين السفراء بشكل متبادل في أغسطس الماضي.

أردوغان ويائير لابيد

الرئيس التركي ويائير لابيد

إرسال مساعدات لتركيا

في سبتمبر عام 2022، اجتمع أردوغان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينيت، في أول اجتماع من نوعه منذ 14 عامًا في نيويورك.

وتكهن البعض بأن إعادة انتخاب نتنياهو في نوفمبر ستخرج المسار الإيجابي عن مساره، بسبب الخلافات السابقة. ورغم هذا، كانت إسرائيل من أوائل الدول التي أرسلت عمال إنقاذ بعد الزلزال المدمر في 6 فبراير جنوب شرق تركيا.

ويأتي التوجه الدبلوماسي التركي في وقت توقفت فيه عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، على خلفية أسوأ أعمال عنف منذ سنوات في الضفة الغربية.

العلاقة الإسرائيلية التركية

أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى أن بداية عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب كانت عقب حديث نتنياهو مع أردوغان في نوفمبر 2022 في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ 2013، واتفقا على “العمل معًا لتأسيس حقبة جديدة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل”.

وعقب المكالمة الهاتفية في فبراير 2023، التقى وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، أردوغان في أنقرة، متوجًا بزيارة نادرة إلى تركيا.

وتعهد كوهين بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية في أعقاب الزلزال الكارثي الذي ضرب المنطقة. وأخبر كوهين أردوغان أن العلاقة الإسرائيلية التركية القوية “مهمة لاستقرار المنطقة”.

283585 scaled

الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

على صعيد آخر، قال مكتب أردوغان، يوم 20 يوليو، إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، سيزور تركيا قبل يومين من زيارة نتنياهو. وسيناقشان آخر التطورات في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى القضايا الثنائية والإقليمية الأخرى.

وأشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، يوم 21 يوليو، إلى أنه في إبريل 2023، اندلعت اشتباكات داخل المسجد الأقصى بالقدس، واشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع فلسطينيين داخل الحرم، وحينها قال أردوغان إن إسرائيل تجاوزت “الخط الأحمر”.

إسرائيل تجاوزت الخط الأحمر

رأت الصحيفة الإسرائيلية أن السبب الرئيس لتدهور العلاقات بين الجانبين هو واقعة عام 2010 بعد غارة كوماندوز إسرائيلية على سفينة مافي مرمرة التركية التي كانت متوجهة إلى غزة، وهي جزء من قافلة بحرية لخرق الحصار، خلفت مقتل 10 نشطاء أتراك قتلهم الجيش الإسرائيلي على متن السفينة.

وشهدت العلاقات في وقت لاحق تحسنًا معتدلًا، لكن البلدين سحبا سفرائهما في عام 2018 بعد أن وجه أردوغان تهم “إرهاب الدولة” و”الإبادة الجماعية” لإسرائيل، عندما قُتل عشرات الفلسطينيين في أعمال شغب في غزة، 14 مايو من العام ذاته، وهو اليوم الذي نقل فيه الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، السفارة الأمريكية بنحو مثير للجدل من تل أبيب إلى القدس.

اقرأ أيضًا| إسرائيل وتركيا تتفقان على إعادة السفيرين

اقرأ أيضًا| إسرائيل وتركيا توقعان اتفاقية طيران ثنائية.. اليوم

ربما يعجبك أيضا