نجاحات محدودة لكنها ضرورية.. ما أبعاد زيارة بلينكن للصين؟

محمد النحاس
نجاحات محدودة لكنها ضرورية.. ما أبعاد زيارة بلينكن للصين؟

لهذه الزيارة أهمية خاصة، مع ازدياد التوترات بين الجانبين، فما هي هذه الأهمية؟ وما دلالة التوقيت؟


تمر العلاقات الأمريكية الصينية بتوترات متعددة المستويات، ومع ذلك تتواصل المساعي الحثيثة بين الجانبين للتخفيف من حدة الخلافات.

كانت آخر هذه المساعي العلنية، زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، للصين في رحلةٍ حاولت إذابة الجليد بين الطرفين، ورغم عدم تحقيق نجاح كبير، مثلت الزيارة إعادة للحوار رفيع المستوى بين واشنطن وبكين.

زيارة مهمة

نشرت صحيفة أكسيوس الأمريكية تقريرًا أوضحت أن زيارة أنتوني بلينكن إلى الصين، لها أهمية خاصة، باعتبارها أعادت الاتصال رفيع المستوى بين بكين واشنطن.

لكن فشلت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى بكين في إقناع القادة الصينيين بإعادة فتح قنوات الاتصالات بين القادة العسكريين في الجانبين، وفق التقرير المنشور الثلاثاء 20 يونيو 2023.

وهو موضوع أبدت واشنطن إصرارًا عليه، لكن بكين من جانبها تتلكأ متذرعة بالعقوبات، وبما تعده استفزازات متعمدة بشأن تايوان، وبحر الصين الجنوبي، علاوةً على القيود الجمركية، وتقييد بعض صادرات الرقائق الإلكترونية المتقدمة. وترى واشنطن أن فتح قنوات اتصال على المستويات العسكرية ضرورة لمنع أي صدام محتمل.

ما أهمية قنوات الاتصال العسكرية؟

وفق خبراء، لم يذكرهم التقرير، يقلل فتح قنوات اتصال بين جيشي البلدين من احتمالية نشوب أزمة عسكرية غير مقصودة، ويمنع سوء التقدير الذي قد يقود لصدام أو لتصعيد عسكري.

وتتمسك الصين بسيادتها على أجزاء واسعة من بحر الصين الجنوبي، ومضيق تايوان. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فترى أن المنطقة “مياه دولية”، لذا تجري بانتظام تدريبات قرب المنطقة، وتسيّر دوريات بحرية لضمان “حرية الملاحة المشروعة”.

صدامات متكررة ومخاطر التصعيد

ترفض الصين مثل هذه التحركات، وترى أنها استفزاز متعمد وانتهاك للسيادة الإقليمية، لذا كثيرًا ما تتعرض، ولو بشكل محدود للدوريات البحرية الأمريكية، ما يؤدي لبعض التوترات، وترى واشنطن ضرورة وجود قنوات تواصل عسكرية لمنع هذه الصدامات المحدودة من الانزلاق لمستويات أكثر خطورة.

وهو ما شدد عليه بلينكن في مؤتمر صحفي يوم الاثنين في بكين، وأوضح أن هذه الحوادث المتكررة تظهر أنه من الأهمية وجود اتصالات بين الجيشين.

محاولة للضغط على واشنطن

من جانبه قال مدير كارنيجي الصين، بول هانلي، إن بكين “تحاول حمل الولايات المتحدة على تغيير موقفها العسكري بشكل جذري في المنطقة”، في تصريحات أدلى بها لأكسيوس.

وفق هانلي، تستخدم الصين هذه القضية كأحد عوامل الضغط، لكنها قد تواجه “أحكامًا قاسية” من المجتمع الدولي لرفضها إنشاء خط ساخن للأزمات، موضحًا “من الصعب الدفاع عن سياسة عدم الحديث، عندما تكون التوترات في المنطقة على مستويات عالية من الخطورة بين الولايات المتحدة والصين”.

توترات مستمرة

قطعت الحكومة الصينة قنوات الاتصال العسكرية، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب آنذاك، نانسي بيلوسي، إلى تايوان الصيف الماضي، لتدخل العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين منذ هذا التوقيت حلقة مستمرة من التوتر.

وعلى الرغم من ذلك، قد تفتح الزيارة بابًا لمزيدٍ من الاتصالات واللقاءات رفيعة المستوى بين الجانبين، ما يسهم في التخفيف من حدة التوتر.

وفي شهر نوفمبر الماضي التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، الرئيس الأمريكي، جو بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، وكان من المتوقع أن يزور بلينكن الصين في وقت سابق من العام الحالي، غير أنه أرجأ زيارته، إثر حادث البالون الصيني الذي قالت الولايات المتحدة إن الهدف منه التجسس، وأثار الحادث آنذاك ضجة كبيرة.

اقرأ أيضًا| بلينكن في بكين.. هل ينجح في إعادة العلاقات الأمريكية الصينية؟

اقرأ أيضًا| بلينكن يدعم تطوير «علاقات ناضجة» بين الصين وكوريا الجنوبية

ربما يعجبك أيضا