نجمات رفضن الأمومة لأسباب غربية.. إحداهن اعتبرت أنها تجعل المرأة «حيوانًا مقيدًا»

أماني ربيع

ما بين هوس زيادة الوزن والرغبة في التفرغ للفن والإبداع، رفضت نجمات وكاتبات خوض تجربة الأمومة، حد أن وصفت إحداهن المرأة في مرحلة الأمومة ب"حيوان نقيد".. إليك أسباب غريبة كانت وراء قرار بعض المشاهير بالابتعاد عن الأمومة.


الأمومة غريزة فطرية في قلب كل امرأة إلا أن فنانات وكاتبات شهيرات رفضن أن يُصبحن أمهات، بعضهن ندمن وبعضهن تمسكن بقرارهن للنهاية، فلماذا رفضن الأمومة؟

رفض بعض النساء الشهيرات في عالم الفن والأدب الأمومة واعتبرنها قيدًا يُعيق نجاحهن، وخشت بعض نجمات السينما على قوامهن ووهج النجومية في أوج التألق، فيما رفضت الأديبات أن يُختصرن كنساء في الإنجاب والأمومة.. في عيد الأم تعرف على أسباب نجمات وكاتبات للهرب من خوض التجربة.

سيمون دي بوفوار

Simone de Beauvoir photo

كانت كتابات الكاتبة والمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار تُظهر صراحة كراهيتها الشديدة للزواج والأمومة، معتبرة أنهما عقبة في الطريق إلى حرية المرأة، رغم أنها كانت تشير إلى أنه كانت لتُصبح أمًا لو طلب شريكها الفيلسوف جان بول سارتر إنجاب أطفال، فقط لإرضائه.

ما يُسمى بـ”غريزة الأمومة”، توضح دي بوفوار، ليست في الحقيقة غريزة على الإطلاق، بل هي مجموعة من الظروف التي لا يُمكن السيطرة عليها والتي تلون مشاعر المرأة تجاه أطفال، واعتبرت الأمومة “مُصيبة”، وقالت: “مصيبة المرأة أنها نُذرت بيولوجيًا لتكرار الحياة”.

التحرر من وظيفة التناسل

وصفت المفكرة الفرنسية المرأة في مرحلة الأمومة بالحيوان المُقيد، مشيرة إلى أن السبب وراء منع المرأة من المشاركة في تغيير العالم وحصر دورها في المنزل فقط، هو وظيفة التناسل التي كُرست لها، وأن تحرر المرأة لن يكون إلا بالمشاركة في الإنتاج والتحرر من وظيفة التناسل.

وقالت دي بوفوار، إنه بقدر ما تتحرر المرأة من أسرتها فهي تتحرر من تبعيتها. مشيرة إلى ما قاله الفيلوسوف هيجل، إن ولادة طفل تعني موت والديه.

دوريس ليسينج

2405

دوريس ليسينج مع ابنها بيتر من زواجها الثاني

كانت دوريس ليسينج تبلغ من العمر 23 عامًا عندما تركت وراءها ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات وابنتها البالغة من العمر عامًا واحدًا، وبدأت حياة جديدة على بعد بضعة شوارع فقط، وقتها كانت انضمت إلى الحزب الشيوعي ومقتنعة تمامًا بأنها على وشك خلق عالم مختلف يعيش فيه أطفالها، أرادت التفرغ للكتابة، ووجدت هذا مستحيلًا أثناء العيش مع رجل تقليدي حازم، بحسب الجارديان.

في روايتها “A Proper Marriage”، صورت ليسينج لحظة تخليها عن ابنتها “تأخذ الفتاة إلى حجرها، وهي تعلم أنها تفعل ذلك للمرة الأخيرة، وتشعر لو أن الطفلة ذات السنوات الثلاث هي الشخص الوحيد الذي تفهمها حقًا، لبضع ثوان، تُمسك بالمخلوق الصغير، ثم همست: “ستكوني حرة، سأطلق سراحك”.

علاقة مضطربة مع الأمومة

وصفت ليسينج، من خلال بطلة روايتها مارثا، استياءها من “خيط السرة غير المرئي”، الذي يواصل ربطها بابنتها، مشيرة إلى عدم مناسبتها للوظيفة الطبيعية البسيطة التي يجب على كل امرأة تحقيقها مثل التنفس “أن تكون أمًّا”.

تحدثت ليسينج عن تجربتها المضطربة مع الأمومة مجددًا في روايتها “الطفل الخامس”، وكيف قد تشعر الأمهات بالعداء تجاه أطفالهن، تحاول الأم هارييت تربية طفلها الذي جاء في الرواية أشبه بـ”عفريت” غريب الأطوار ومهما حاولت تلبية احتياجاته مع مسؤوليتها تجاه أطفالها الآخرين كان جهدها أمرًا لا طائل من ورائه، حتى شعرت أنها ليست شخصًا جيدًا بما فيه الكفاية لتكون أمًّا، بحسب “ذا نيويوركر“.

جينفر أنستون

jennifer aniston 1 1570643796

جينفر أنستون مع الطفلة التي لعبت دور ابنتها في مسلسل فريندز

أصبحت جينفر أنيستون رمزًا ثقافيًا للنساء اللواتي رفضن الفكرة التقليدية بأن المرأة بحاجة إلى الاستقرار مع زوج وطفلين لكي تكون سعيدة، وقالت: “ليس لدي هذا النوع من قائمة الأشياء التي يجب القيام بها، والتي إذا لم أحققها أكون فقدت جزءًا من أنوثتي وقيمتي كامرأة”.

وأوضحت أنيستون أنها عملت بجد في حياتها المهنية، ويجب ألا تُختصر حياتها مثلما تظهر في الأخبار كـ”إنسانة حزينة بلا أطفال”، وبعد انفصالها في فبراير 2018 عن زوجها الثاني جاستن ثيرو، تحدثت النجمة في حوار مع مجلة “إن ستايل” قالت فيه، إن “هناك ضغط على النساء ليصبحن أمهات، وإذا لم يُحققن ذلك يعتبرن سلعًا تالفة”، مشيرة إلى أن هدف وجودها ليس الإنجاب، بل أشياء أخرى لتفعلها.

 إنجاب الأطفال فكرة مخيفة

اعترفت نجمة مسلسل “فريندز” أن فكرة إنجاب الأطفال كانت دائمًا “مخيفة نوعًا ما” بالنسبة لها، رافضة الشائعات التي تدور حول تفضيلها مهنتها كفنانة على الأمومة، وقالت، “إن مطلقي هذه الشائعات ليس لديهم فكرة عما حدث معي، ولماذا لا أستطيع إنجاب الأطفال؟”.

وأشارت أنيستون إلى قسوة الصحافة وعدم احترامها لمشاعرها بعناوين مثل: “هل تُنجب أنيستون توأمان؟”، هل تكون الأم المعجزة في سن الـ 52، موضحة “القذارة” التي كان عليها التعامل معها على مر السنين بسبب عدم إنجابها للأطفال مقارنة بنجمات أخريات، بحسب هوليود ريبوتر.

الأمومة وهوس زيادة الوزن

تزوجت النجمة نبيلة عبيد 3 مرات أولها من المخرج عاطف سالم، ثم من السياسي المصري البارز أسامة الباز، والمخرج السينمائي أشرف فهمي، ولم تُنجب نبيلة من أي زيجة.

وكشفت نبيلة عن أن عدم إنجابها كان قرارًا باختيارها من أجل السينما، وقالت في مقابلة مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج “واحد من الناس”، إنها كانت تقيس وسطها بالسنتيمتر، وتقف على الميزان باستمرار لمراقبة وزنها.

نبيلة عبيد.. ربما أخطأت

مشيرة إلى أن زيجاتها انتهت بالانفصال؛ لأن كل أزواجها رفضوا استمرارها بالفن، وطلبوا منها التفرغ للبيت، وهو ما رفضته لتعلقها الشديد بالفن، حتى مع ما أثاره ذلك من خلافات مع والدتها التي خاصمتها لفترة بسبب ذلك.

وترى الفنانة القديرة أنها كانت قاسية على ذاتها، وربما أخطأت في حق نفسها، مشيرة إلى أنها فكرت في التبني أكثر من مرة بعد مشاهدتها لتجارب عديد من الصديقات اللاتي قمن بهذه الخطوة، وقالت إنها لا تفتقد كلمة ماما: “أنا أكتر واحدة بيتقالها يا ماما من أولاد أختي وأولاد أخويا وأحفادهم، وحتى المعجبات”.

سناء جميل​

عندما سألها الإعلامي مفيد فوزي عن سبب رفضها للأمومة وإذا كان قرارًا قاسيًا باختيارها أم قدر؟ كشفت النجمة القديرة سناء جميل عن أنها تناقشت عند زواجها من الكاتب الصحفي الراحل لويس جريس حول الأمر، وشاركته وجهة نظره حول الإنجاب.

وقالت الفنانة الراحلة: “لويس أخبرني أنه بعد الإنجاب عليَّ التخلي عن التمثيل لمدة 12 سنة أتفرغ فيها لتربية الطفل ومتطلبات حياته”، لكن سناء تعشق الفن، وأنها ترفض أن تترك ابنها في رعاية غيرها.

سناء جميل قررت وزوجها الحياة بلا أطفال

ونظرًا لشخصيتهما المستقلة التي ترفض التنازل، ومع مسؤولية تربية ورعاية طفل التي تتطلب مصاريف كثيرة  لا يقدران على تحملها، قررا سويًا الحياة بلا أطفال حتى لا يضطران يومًا للتنازل عن مبادئهما من أجل الإنفاق عليه.

وذكرت جميل أن كثيرًا من الناس ظنوا أنها عقيم لا تُنجب، وقالت: “نعيش بالكاد بما نكسبه أنا ولويس، كيف أنجب بنتًا أو ولدًا ونعيشهم في المستوى المادي الذي نعيشه، كان لازم أقبل تنازلات وهو ما أرفضه بشدة”.

​إلهام شاهين​

في أكثر من مرة ذكرت إلهام شاهين أنها رفضت الإنجاب بإراداتها، وكشفت عن تجربتها مع الإجهاض مرتين، الأولى أثناء زواجها من المنتج عادل حسني، بسبب الخلافات المستمرة بينهما، ثم في زواجها الثاني الذي تركته بسبب الغيرة.

لم ترفض شاهين الأمومة بسبب الفن، وقالت إنها لم تشعر بالاستقرار في أي من زيجاتها، ومن فرط حبها للأطفال، لم ترغب في إنجاب طفل في زيجة تعيسة، وخافت من مسؤولية تربية طفل بمفردها، حتى أنها رفضت تبني طفل بسبب الخوف من المسؤولية، لكن النجمة عانت من الإجهاض المتكرر ولم تتمكن من الإنجاب، لكنها وجدت تعويضًا عن أمومتها المفقودة في أبناء إخوتها الذين تعدهم أبناءها.

مادلين طبر

اتخذت الفنانة اللبنانية مادلين طبر قرارها بعدم الإنجاب في سنة الثامنة عشر، واشترطت إتمام زواجها الأول بتأجيل الإنجاب لمتابعة مسيرتها كمذيعة ناجحة، ثم بعد 3 سنوات حدثت خلافات بينهما، فرفضت الإنجاب لشعورها بعدم الاستقرار.

اعتبرت مادلين هذا القرار “غلطة حياتها الوحيدة”، لكنها عوضت شعور الأمومة بتربية ابنة شقيقتها “جوجو” التي تعيش معها منذ 30 عامًا، وقالت إنها “عُمدة” أسرة كبيرة من أب وأم وأشقاء وأولادهم، عوضوها عن إحساس الأمومة.

ربما يعجبك أيضا