نداء تونس.. كابوس ما بعد التفكك

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

المشهدُ السياسيُ في تونس في دوامةٍ التبدّلات السياسية. أبرزُ مسبباتِ تغيّير المشهد، الاستقالاتُ التي تطول حركة “نداء تونس” الحزب الذي أسسه الرئيس الباجي قايد السبسي، والذي انفرط عقده واحداً تلو الآخر، إثر تواصل مسلسل الاستقالات في صفوفه وهروبهم إلى كتلة “الائتلاف الوطني” الداعمة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد.

خارطة جديدة

خارطة جديدة للقوى السياسية في تونس، خارطة تختلف كثيراً عن تلك التي رسمتها نتيجة الانتخابات في 2014 في ضوء التطورات الأخيرة والمتسارعة في المشهد السياسي التونسي.

فحزب نداء تونس الذي حل أولاً وفق هذه النتائج تقهقر إلى المركز الثالث جراء نزيف متواصل لمقاعده في البرلمان، إذ تراجعت حصته من 86 مقعداً إلى 39 مقعداً، وذلك إثر سلسلة استقالات للنواب المحتجين على سياسات نجل الرئيس والمدير التنفيذي للحزب حافظ قايد السبسي ذلك الرجل الذي يفقتد الكاريزما التي يتمتع بها والده بحسب النواب المستقيلين.

نداء تونس والنهضة.. نهاية التوافق

رغم توقعات باضمحلال تأثير نداء تونس وربما غيابه عن التمثيل البرلماني، إلا أن زعيمه ورئيس البلاد أعلن إنهاء التوافق مع حركة النهضة التي باتت صاحبة الحظ الأوفر من المقاعد البرلمانية بـ 68 مقعداً بعدما كانت في المركز الثاني خلف نداء تونس الذي سيطر حينئذ على الرئاسة والحكومة والبرلمان.

السبسي برّر إنهاء التوافق مع النهضة لإصرار الحركة على دعم حكومة الشاهد الذي فصله السبسي من الحزب، إذ يرى السبسي أن شرعية حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها الشاهد قد انتهت وأنه على الشاهد التوجه إلى البرلمان لأخذ شرعية جديدة، وهو الموقف الذي ترفضه النهضة وكتلة الائتلاف الوطني التي تشكّلت حديثاً من النواب المستقيلين من نداء تونس والتي باتت تحتل المركز الثاني في البرلمان بـ47 مقعداً.

من جهتها نفى قياديون بالنهضة تفضيل الحركة الائتلاف مع الحكومة على حساب رئيس الجمهورية، مؤكدين أن النهضة اختارت فقط الاستقرار الحكومي، لأن تونس -بحسبهم- تحتاج توافقات وطنية واسعة وروح تجميعية كبيرة داخل البرلمان وخارجه.

نهاية الـ”نداء”

بحسب مراقبين فإن تونس مقبلة على تغييرات مقبلة، قد تغير موازين القوى في البلاد تزامناً مع قرب الانتخابات البرلمانية الجديدة العام المقبل.

فالكتلة الموالية لرئيس الحكومة يوسف الشاهد والتي تقدّر بـ47 برلمانياً، تزداد قوة وتأثيراً في المشهد البرلماني وسط توقعات بأن تصبح هذه الكتلة حزباً جديداً.

توازنات جديدة تشهدها الساحة السياسية التونسية قد تلقي بظلالها على المشهد السياسي.

المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، يرى بأن الائتلاف الوطني يعدَ نواة أولى لمشروع سياسي بديل لـ”نداء تونس” سيكون على رأسها الشاهد.
   

ربما يعجبك أيضا