ندوة “عروبة الأحواز” تتوعد بكتاب موثق يفضح إيران

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

باريس – أقام مركز ذرا للدراسات والأبحاث ندوة كبرى وشاملة بالقاعة الكبرى للبيت العالمي لجامعة باريس مساء السبت الماضي تحت شعار عروبة الأحواز، وبحضور حشد عربي كبير ومميز، يتقدمهم قيادات القوى الوطنية الأحوازية الذين وصلوا لباريس للمشاركة بهذه الندوة وبحضور مفكرين وكتاب ومناضلين عرب.

افتتحت الندوة بكلمة علي المرعبي مشرف عام المركز، رحب فيها بالحضور بكلمة موجزة عن القضية العربية الأحوازية ودورها في تفعيل الحراك العربي المضاد للهجمة الإمبريالية والصهيونية والفارسية التي تستهدف الأمة، وتتخذ زوايا عملية متعددة وجوانب فكرية مختلفة، ليستخلص منها التركيز على القضية العربية الأحوازية باعتبارها خطاً سياسيًا رئيسيًا في منهج التحدي لأعداء الأمة.

وتحدث قاسم عبد الأحوازي أمين سر الجبهة العربية لتحرير الأحواز باسم القوى الوطنية الأحوازية وفصائلها الثورية في المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية وفصائل منظمة التحرير حزم الأحوازية.

ووصف محمود أحمد الأحوازي (أمين عام الجبهة الديمقراطية للشعب الغربي الأحوازي “جاد”)  الحالة الاجتماعية السيئة  للشعب الإيراني، مسلطا أضواء على حركة التحرر لكل الشعوب المضطهدة، مركزا في حديثه على دور الشعب العربي الأحوازي في مواجهة سلطة الاحتلال  الإيرانية، واختتم كلمته بالتصميم على مواصلة الكفاح من قبل كل القويمات والشعوب المحتلة أرضها وخصوصًا الشعب العربي الأحوازي..
 
 كما قدم قاسم عبد أبو زكي أمين سر الجبهة العربية لتحرير الأحواز كلمة باسم القوى الوطنية الأحوازية.

وقرأ المقرر العام للمؤتمر الشعبي العربي محمد الهاشمي بلوزة برقية باسم المؤتمر أعلن بها دعمهم و تأييدهم لنضال الأخوة الأحوازيين في دفاعهم عن حقهم بالاستقلال والسيادة.

ويري عادل صدام السويدي (عضو اللجنة التنفيذية في المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز حزم) في كلمته التي كانت بعنوان “الأمن القومي العربي والقضية العربية الأحوازية” أن التناقض بين الموقفيْن الممثليْن للرؤية الفارسية (الخميني ومجاهدي خلق) هو اقتصارها على حفظ النظام الإيراني بوسائل أمنية وقمعية، من جهة، ودور مجاهدي خلق اتجاه الشعب العربي الأحوازي فيما يتعلق برؤيتهم المستقبلية لوراثة نظام الملالي القمعيين، وتناغمهما المشترك بصدد الموقف من الشعب العربي الأحوازي واختلافهما على كيفية قمعه والتنكر لرغائب الشعب العربي الأحوازي في نيله الاستقلال وتحقيق السيادة وإقامة النظام العادل الخاص بالأحوازيين.

وأنهى السويدي حديثه برؤية مركزة حول المهام الملقاة على الشعب العربي الأحوازي وقواه السياسية الثورية، محذرا في الوقت نفسه من أقدام البعض على المتاجرة بقضيتنا القومية والوطنية ودور البعض الذي يمتلك المال السحت الحرام في تسييرها نحو أهداف لا تنسجم مع تطلعات الشعب العربي الأحوازي وتضحياته.

وحذر الدوري من بعض المخربين في الساحة العربية، كما قدم المناضلة آمنة هاني (الناشطة الأحوازية المستقلة) التي قدمت محاضرة عن شؤون المرأة والطفل ومؤسسة الأسرة في تعاطيها مع النظام القمعي الفارسي، مستعينة برسومٍ توضيحية حول الوسائل الفارسية الاحتلالية القمعية المتبعة في عملية تخليف وضع المرأة العربية الأحوازية، لأن هذه السلطة المحتلة تدرك مدى تأثير الأم على بناء وعي الأجيال الأحوازية الصاعدة، ومن ثم نزلت عن المنصة والرسومات المعلقة لتواصل حديثها في محاضرتها التي تنوعت سبلها ومعلوماتها في كيفية فرض الرؤى العنصرية الفارسية على نساء الأحواز وكذلك الأطفال ومنعهم من الدراسة بلغتهم الأم، والمجتمع والشارع وما يترتب عليه من اضطهاد  للأطفال من مدارسهم بشكل مقصود.

وعقب علي كلمة آمنة هاني الدكتور فيصل المرمضي (المدير التنفيذي للمركز الاحوازي لحقوق الانسان) ليتحدث عن جوانب حقوق الإنسان للمجتمع العربي الأحوازي في ظل الاحتلال الايراني، وقد أورد المرمضي معطيات وأرقام ومستويات عن أشكال واساليب الفاشية الدينية الإيرانية في محاولة الاضطهاد الطائفي العنصري مع الشعب العربي الأحوازي، وقد تميزت هذه المحاضرة بالمعطيات الجمّة والأرقام الهائلة في آليات وأساليب الرؤية الفارسية العنصرية اتجاه الشعب العربي الأحوازي.

وحول دور القضية العربية الأحوازية في مسألة الأمن القومي العربي تحدث حاتم صدام (العضو القيادي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز) الذي اختص حديثه حول جوانب عمليات التصدي الثوري والسياسي والاجتماعي ومنظمات العمل المسلح للعدو الفارسي المحتل، وكيفية مواجهة منظمات المقاومة العربية الأحوازية لا سيما حركة النضال العربي لتحرير الأحواز ورمزها وقائدها الشهيد أحمد مولى رابطا بينها وبين جذورها الوطنية العنيفة التي قادها الشهداء الثلاثة: القائد محيي الدين آل ناصر وعيسى المدخور ودهر آب أل ناصر الذين أعدموا رميًا  بالرصاص في العام 1964م الذين أرسوا النهج الثوري في التصدي للمحتلين.

وركز صدام في حديثه على إجراء المقارنات وتسليط الأضواء على العمل المسلح، معاهدا نفسه وتياره ومسارات الشعب العربي الأحوازي في الكفاح حتى تحقيق أهدافه السياسية والوطنية الحرة.

وقد سلط خالد الدوري الذي أدار الندوة، الأضواء على  صدام وأهمية انتهاج هذا الطريق في حسم مسألة التناقضات بين الشعب العربي الأحوازي، من جهة، والقوى الاحتلالية له، من جهة أخرى، مسلطا الأضواء على التجربة الوطنية العراقية في مواجهة المحتلين الأجانب من أمريكيين وإيرانيين، فاسح المجال للدكتور عادل الخفاجي في تسليط الأضواء على ظاهرة المقاومة الوطنية العراقية الذي أفاض في استخلاص دروسها ومعانيها وآفاقها المفيدة أمام كل المتحدثين والحاضرين من أجل القضية الوطنية الأحوازية.

وابتدأ هاني مولى في حديثه بالتعقيب على كافة  النشاطات الفكرية الأحوازية المطروحة، بتناول زوايا عديدة من المهام السياسية التي يوجهها الأحوازيون على صعيد الفعل السياسي والفكري المصلب للنهج الثوري الوطني الأحوازي.
وتبادل الحضور من مختلف الجنسيات  زوايا فكرية وسياسية متعددة على الآراء والمفاهيم والأفكار السياسية المطروحة .

وقد تم توزيع مطبوعات على جميع الحضور صادرة من مركز ذرا تضمن معلومات تاريخية موجزة عن الأحواز وثورات الشعب العربي الأحوازي ضد الاحتلال الفارس.

وقد أوضح المرعبي أن حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان كان السباق بالتصدي للمشروع التوسعي الإيراني منذ أواخر السبعينات وقدم عشرات الشهداء من أعضاء قيادته القطرية والفروع والشعب والفرق والمناضلين البعثيين، ثم اختتمها بكلمة مؤكداً أن مركز ذرا للدراسات والأبحاث سيبقى في أداء رسالته دفاعاً عن القضايا العربية العادلة والمشروعة، ودفاعا عن الفكر القومي العربي والأدب والثقافة العربية.

وفي الختام كما أعلن كل من علي المرعبي وخالد الدوري أنه سيتم لاحقاً نشر كافة المحاضرات بالتتابع نظراً لما تتضمنه من حقائق تاريخية ومعلومات محددة حول الأحواز، والعدوانية الفارسية ضد الوطن العربي، ثم سيعمل مركز ذرا على إصدار كل التفاصيل في كتاب موحد تحت اسم: عروبة الأحواز ودور القوى الوطنية الأحوازية. في كتابٍ خاص سيصدر عن مركز ذرا للدراسات خلال المراحل الزمنية القادمة.

ربما يعجبك أيضا