نظرة مستقبلية متفائلة.. عودة الزخم لاقتصاد السعودية

حسام عيد – محلل اقتصادي

بيانات يوليو تبشر بتعاف اقتصادي، ووتيرة الانكماش ستقل على الأرجح عن 6.8% توقعها صندوق النقد الدولي، فعلى ما يبدو أن جائحة كورونا الوبائية خلقت فرصة ثمينة لإعادة بناء النظام الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ليكون أكثر استدامة ويرتكز على تحسين جودة الحياة؛ هكذا كشف وزير المالية السعودي محمد الجدعان عن النظرة المستقبلية المتفائلة بشأن اقتصاد المملكة، فالآفاق أرحب نحو نمو زخم لأنشطة مختلف القطاعات في الربع الثالث من عام 2020، والبداية كانت من السياحة التي شهدت رواجًا في الطلب المحلي.

سيولة وفيرة بصندوق الاستثمارات العامة

وقد أكد وزير المالية السعودي أن صندوق الثروة السيادي للمملكة، وهو صندوق الاستثمارات العامة، يملك سيولة وفيرة في السوق المحلية.

وأضاف أن الصندوق سيخصص عبر أطروحات ثانوية جزءًا من حيازاته المحلية لضمان “إعادة تدوير الاستثمارات تامة التطوير” والاستثمار في شيء آخر يجد القطاع الخاص صعوبة في الاستثمار به.

وتابع “لكن هذا ليس بدافع الحاجة إلى السيولة، لديهم سيولة وفيرة”.

تعاف اقتصادي

وتتزايد الترشيحات بتعزز تعافي الاقتصاد السعودي ونمو مؤشراته بدءًا من نهاية الربع الثالث العام الجاري في أعقاب القيود الاحترازية المشددة التي فرضتها السعودية للوقاية من فيروس كورونا المستجد طوال 4 شهور من المنع الكلي والجزئي للتجول في البلاد ما ألقى بتأثيراته على الحركة التجارية والاقتصادية في القطاع الخاص.

ويرى اقتصاديون أن يكون الربع الثالث الجاري موعدًا لنمو المؤشرات من خلال عودة زخم النشاط الاقتصادي واستقطاب المزيد من الاستثمارات مع تنامي ثقة المستثمرين وزيادة معدلات السيولة في السوق المحلية، متزامنًا مع مؤشرات ارتفاع أسعار النفط.

لكن الخبراء يرون أن فعالية حزم التحفيز والدعم الحكومية للقطاع الخاص خلال الفترة الحرجة الماضية والمستمرة حاليا كانت خطوة مفصلية لأن يشهد نهاية الربع الثالث من العام الجاري قفزة نمو محتملة في الاقتصاد الوطني لمواكبة زيادة حركة الأسواق والتجارة وانخراط القطاع الخاص في أعماله بدوام كامل لا سيما بعد رفع حظر التجوال والسماح بمزاولة الأعمال مع التقيد بالاحترازات المطلوبة دون أن تؤثر سلبا في حركة الأنشطة التجارية والاقتصادية والاستثمارية.

ويوضح، من جهته، الأكاديمي الاقتصادي الدكتور سالم باعجاجة، أن حالة من التفاؤل تسود الرؤى التحليلية للاقتصاد السعودي مع رفع منع التجول والانفتاح الاقتصادي الكلي للمحلات التجارية مع تطبيق الإجراءات الاحترازية التي وضعتها وزارة الصحة بعد مدة إغلاق تخطت 90 يومًا بسبب تفشي وباء كورونا، مشيرا إلى أن السياسات الناجعة التي واجهت بها السلطات في المملكة تأثيرات الوباء ستلقى انعكاساتها جليا في الربع الثالث.

ويلفت باعجاجة إلى أن انتعاش الاقتصادي السعودي الشهور القليلة المقبلة تعززه حالة ثقة تحسن الوضع الصحي وزيادة أعداد التعافي، وهو ما أبدته وزارة الصحة من أهمية عودة الحياه الطبيعية إلى ما كانت عليه قبل حظر التجوال مرجحًا أن يبدأ التعافي الاقتصادي تدريجيًا ويتحسن الأداء المالي للشركات والمؤسسات الخاصة مع نهاية الربع الجاري مستغرقا مدة زمنية تمتد إلى سته أشهر.

وبدوره، أوضح وزير المالية السعودي محمد الجدعان، أن الإنفاق في الميزانية المعلن في ديسمبر سيظل على الأرجح دون تغيير حتى نهاية العام، لكن مع إعادة التخصيص لبعض القطاعات.

وقال “نقيم احتياجات الاقتصاد السعودي وسنقدم الدعم المطلوب لضمان التعافي، وضريبة الدخل ستتطلب الكثير من الوقت للإعداد ولا خطة وشيكة لتطبيقها لكننا لا نستبعد أي شيء”.

ولفت الجدعان إلى أن السعودية أصدرت ديونا محلية تزيد بكثير عما كان مخططا لهذا العام.

توسعة نطاق الخصخصة

فيما أوضح وزير المالية السعودي، أن المملكة ستدرس بيع أصول في قطاعات لم تكن تدرس خصخصتها من قبل.

وصرح الوزير الجدعان خلال مناسبة لوكالة “بلومبيرج” بأن عمليات الخصخصة ستجلب على الأرجح ما يتجاوز الخمسين مليار ريال في الأعوام الأربعة أو الخمسة المقبلة.

وأضاف أن من المرجح أن تتوجه السعودية إلى مستثمري أدوات الدين العالميين مجددًا هذا العام لكن قرارًا لم يصدر حتى الآن بشأن عملية الطرح المزمع.

تزايد الطلب المحلي على السياحة

بينما يستأنف القطاع السياحي نشاطه من جديد بروح متجددة وآمال كبيرة للمضي قدماً وبخطى متسارعة لتحقيق تطلعات القطاع المتناغمة مع طموحات رؤية المملكة، والساعية إلى الإسهام في تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات، وزيادة مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للمواطنين.

وقد أشار وزير المالية محمد الجدعان، إلى أن الطلب على السياحة في السعودية زاد في يوليو بفضل الطلب المحلي.

وكان وزير السياحة السعودي ورئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للسياحة أحمد الخطيب، قد أعلن في أواخر يونيو الماضي، عن إطلاق المملكة موسم صيف السعودية “تنفس” في 10 وجهات سياحية متفرقة في أنحاء البلاد، بدءاً من 25 يونيو وحتى 30 سبتمبر، ويأتي هذا في وقت بدأت البلاد بالعودة للحياة الطبيعية بعد 3 أشهر من فرض الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا.

ويأتي موسم صيف السعودية “تنفس” كفرصة رائعة لاكتشاف الوجهات السياحية المتعددة في المملكة، وما تحويه من كنوز تاريخية وطبيعية وثقافية، كما يسهم إطلاقه في هذا الوقت تحديداً في تعزيز جهود الوزارة الرامية إلى إنعاش القطاع السياحي الأكثر تأثراً من تداعيات أزمة كورونا.

 وأيضًا كمبادرة من الهيئة في إطار دورها الرئيسي المتعلق بتطوير المنتجات والباقات السياحية والترويج للوجهات والمواقع السياحية على المستوى المحلي والدولي، إضافة إلى قياس وتحسين تجربة السائح، والمشاركة في المعارض والمحافل السياحية في الداخل والخارج.
 

ربما يعجبك أيضا