نهج إنساني والتزام أخلاقي.. المستشفى الميداني الإماراتي بغزة يكافح رغم ضراوة الحرب

سي إن إن تكشف تفاصيل المهمة الإماراتية في غزة

محمد النحاس

تُعبّر هذه المبادرات عن نهج الإمارات تجاه القضايا الإنسانية، الأكثر إلحاحًا، بالإضافة إلى التزامها التاريخي تجاه الفلسطينيين.


في ظل الانهيار شبه التام للقطاع الصحي في غزة، يعمل المستشفى الميداني الإماراتي على قدمٍ وساق لتقديم العناية اللازمة للمرضى والمصابين.

ومع تردي الأوضاع الصحية ودخول الحرب يومها الـ70، يستمر المستشفى الميداني الذي شيدته الإمارات، والواقع في رفح جنوبي القطاع في تقديم الإغاثة والرعاية اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا لها، خاصةً مع اكتظاظ ما تبقى من المستشفيات بالجرحي والمصابين.

مهمة إنسانية ونداء الواجب

رغم مدى صعوبة الأوضاع داخل قطاع غزة إجمالاً، وفي جنوبه الواقع في قلب العمليات خاصةً، إلا أن المستشفى الميداني الإماراتي يعمل على مدار الساعة، لأداء مهمته الإنسانية، المحفوفة بالمخاطر، بفرق طبية لا تكل ولا تمل، وتتحمل ما في المهمة من صعوبة وآلام، تلبيةً لنداء الواجب الطبي وقيامًا بالمسؤولية الإمارتية إزاء الواجب الإنساني.

وكانت الإمارات قد أطلقت، أوائل نوفمبر الماضي مهمة “الفارس الشهم 3 الإنسانية” لتقديم الدعم الطبي اللازم لأهالي قطاع غزة، كما أطلقت جسرًا جويًّا لمطار العريش الدولي في مصر لنقل الإمدادات اللازمة، بالإضافة إلى مبادرة رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد لعلاج ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.

وتمكّن فريق شبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية، ومراسلة الشبكة البارزة، كلاريسا وارد، من الولوج لجنوب القطاع وزيارة المرفق الإماراتي، والذي وصفه التقرير بأنه مُعد بشكل جيد، ويحوي طاقم من الكوادر الطبية بإمكانه تقديم المساعدات للحالات الأكثر خطورة، كما أنه “مرفق نادر”.

حاجة ملحة وإمكانات عالية

بسرعة فائقة، جرى بناء المستشفى الميداني في ملعب كرة قدم، إلا أنّ طاقم العمل والمعدات الحديثة تجعل من الـ150 سريرًا مطلوبين وضروريين للغاية، وبحسب الشبكة الأمريكية، يقول أطباء المستشفى الميداني الإماراتي إنهم يجدون صعوبة في رؤية وعلاج الأطفال الأبرياء ضحايا الحرب، لكنهم مشغولون للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون التفكير حتى في الأمر.

وعلى مدار الساعة يعمل المسعفون والكوادر الطبية طيلة أيام الأسبوع لساعات طوّال، وبحسب ما صرح به المدير الطبي للمستشفى الدكتور عبدالله النقبي فإن “الناس هنا يطلبون منا أن نُبقي خدماتنا مقتصرة على المصابين بجروح خطيرة لأنهم هم المحتاجون ولا يمكنهم الانتظار”.

الفارس الشهم 3

في إطار المهمة الإماراتية الإنسانية، التي يُطلق عليها اسم “الفارس الشهم 3″، يعد التعامل مع ضحايا الصدمات أمرًا أساسيًّا، إلا أن الكوادر الطبية تتعامل أيضًا مع تداعيات انهيار المنظومة الصحية المحلية والظروف السيئة التي تؤدي إلى أمراض معدية ومشاكل أخرى التي تضرب أرجاء القطاع.

وقال الطبيب الإماراتي أحمد المزروعي عن مشاهد الأطفال المصابين: “إنه شيء يغير قلبك”، في حين أردف زميله والمدير الطبي للمستشفى الدكتور عبدالله النقبي: “من الواضح أن هؤلاء مدنيون.. إنهم لا يستحقون أن يفقدوا أحد أطرافهم بينما هم جالسين مع ذويهم”.

رئيس-الإمارات-يأمر-ببدء-عملية-«الفارس-الشهم-3»-لدعم-غزة

رئيس-الإمارات-يأمر-ببدء-عملية-«الفارس-الشهم-3»-لدعم-غزة

ظلال الحرب لا تهدأ

مع اكتظاظ المستشفيات المحلية بالمرضى والجرحى الذين يبحثون عن المساعدة من المرافق التي تضررت أو دمرت، فإن المرفق الإماراتي مناسب، ومجهز تجهيزًا جيدًا، ويحتوي على طاقم عمل جيد يمكنه تقديم المساعدة للحالات الأكثر خطورة.

وداخل المستشفى يقوم الطاقم الطبي بعمل منظم لرعاية المصابين والمرضى بكفاءة، في الأقسام ووحدات العناية المركزة وغرف العمليات، إلا أن ظلال الحرب لا تخفت، ودوي الانفجارات لا يهدأ.

صعوبة العمل

في غضون 15 دقيقة من وصول فريق CNN، سُمع دوي غارة جوية قريبة، مع ذلك فإن الأطباء لا يتراجعون عن القيام بمهامهم، وبحسب النقبي، فإنهم يسمعون يوميًّا ما لا يقل عن 20 غارة، مردفًا “أعتقد أننا اعتدنا على ذلك”.

قال النقبي، وهو مسرع إلى “المنطقة الحمراء” حيث يستقبل مصابين جدد: “لقد اتصلوا بنا الآن، وسوف يرسلون لنا شابين بترت أطرافهم من جراء القصف”.

وأضاف لاحقًا، عن خبرة الفريق الإماراتي: “معظمنا أطباء طوارئ ذوو خبرة، واستشاريون في وحدة العناية المركزة.. لقد شهدنا حالات صعبة، لكنها كانت تأتي من خلال خدمات الطوارئ الطبية لدينا، نظيفة ومنظمة”.

المستشفى-الميداني-الإماراتي-في-غزة

المستشفى-الميداني-الإماراتي-في-غزة

مساعٍ إماراتية لتقديم الإغاثة الإنسانية

تقول منظمة الصحة العالمية إن جميع سكان غزة تقريبًا، الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، أُجبروا على ترك منازلهم، حيث استهدفت إسرائيل أولاً شمال القطاع ثم جنوبه في عملياتها لتدمير حماس واستعادة أكثر من 100 رهينة يعتقد أنهم ما زالوا قيد الاحتجاز لدى الحركة.

يذكر أنه في أوائل نوفمبر الماضي، تقرر إقامة مستشفى ميداني، تنفيذًا لأوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام) والتي أفادت بأنه “تقرر إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وذلك ضمن عملية الفارس الشهم 3 الإنسانية”.

ربما يعجبك أيضا