نوبل والسلام العربي الإسرائيلي..ما أشبه اليوم بالبارحة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

ربما يستعيد التاريخ سيناريو الحرب والسلام الذي كان بطله الأول الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عندما آمن بأن استعادة سيناء وإقامة سلام مع إسرائيل أهم من السماح بمزيد من إراقة دماء الجنود.

واقترب العالم العربي من مسار الرئيس السادات الذي انقسم بعده العرب والمصريين منذ أكثر من أربعين عام، وفي ظل عقد اتفاقات سلام عربية مع إسرائيل في الآونة الأخيرة، عادت للأذهان صورة قرار السادات الأحادي بزيارة القدس، والذي بدا في ذلك الوقت غير مألوف، فيما يبدو الآن أنه بصيرة مستنيرة لما سيحدث بعد عقود، حيث يزور الوزراء الإسرائيليون عواصم عربية والسفراء العرب يقدمون أوراق اعتمادهم في إسرائيل.

842895 0 1

ومثلما مُنح السادات جائزة نوبل فى السلام عام 1978، مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى آنذاك مناحم بيجن، بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام، عام 1977، ينتظر العالم إعلان يوم الجمعة حول من سيحصل على جائزة نوبل للسلام لعام 2021 ، وتتزايد التكهنات نحو فوز محتمل لمجموعة تاريخية من الاتفاقات التي جمعت بين إسرائيل وأربع دول عربية.

اتفاقات كامب ديفيد

بينما شرعت مصر في طريقها لتصبح أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل كجزء من العملية التي تدعمها الولايات المتحدة والمعروفة باسم اتفاقيات كامب ديفيد ، حصل الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن على جائزة نوبل عام 1978.

وتداخل تاريخ جائزة نوبل للسلام سابقًا مع تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الأوسع ، الذي شهد ثلاث حروب شاملة في 1948 و 1967 و 1973 ، إلى جانب سلسلة من الاشتباكات العنيفة الأخرى في العقود الأخيرة.

وفي تطور رافق عملية أوسلو ، أصبح الأردن ثاني دولة عربية تعلن السلام مع إسرائيل. كانت الدولة العربية الأخرى الوحيدة التي قدمت وأقامت علاقات مع إسرائيل قبل اتفاقات إبراهيم هي موريتانيا في عام 1999 ، لكن الدولة الواقعة في شمال غرب إفريقيا قطعت هذه العلاقات بعد عقد من الزمن.

اتفاقات السلام العربية

وبدأت “اتفاقات إبراهيم” منذ عام، وشهدت لأول مرة قيام إسرائيل بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ولاحقًا مع السودان في أكتوبر من العام نفسه والمغرب في ديسمبر. وقد أشرفت إدارة الرئيس دونالد ترامب على العملية ، التي شرعت في القضاء على المقاطعة العربية ضد إسرائيل التي بدأت مع إنشاء كيان الاحتلال عام 1948.

وتم التوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي، وهو الأمر الذي شجع البحرين على توقيع إعلان تأييد السلام مع تل أبيب في اليوم نفسه.

وتوقيع المعاهدة تم في حفل أقيم بالحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، بحضور الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

ووقع المعاهدة عن الجانب الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، وعن الجانب البحريني وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني، ومثل إسرائيل حينها رئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو.جاء توقيع المعاهدة بعد مكالمة تاريخية جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع ترامب ونتنياهو يوم 13 أغسطس/آب 2020.

وفي أعقاب الاتصال تم الإعلان عن «وقف إسرائيل عن خطة ضم أراض فلسطينية».

وتحولت الإمارات إلى مصدر إلهام داعمي السلام حول العالم، فمنذ خطوتها بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل 15 سبتمبر/أيلول الماضي، انضمت 3 دول عربية أخرى لركب السلام هي البحرين والسودان والمغرب.

وكان دور الإمارات محل تقدير دولي، عبر عنه العالم بانتخاب أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة 11 يونيو/ حزيران الماضي دولة الإمارات لعضوية مجلس الأمن للفترة 2022-2023، في خطوة تعكس مكانة دبلوماسية الإمارات القائمة على نشر السلام والمحبة بين جميع شعوب الأرض، والتقدير الدولي لها.

ونشرت تقارير إعلامية أجنبية، اليوم الخميس، أن هناك 329 مرشحًا لجائزة نوبل للسلام لعام 2021 ، من بينهم 234 فردًا و 95 منظمة، فيما يعد ثلاثمائة وتسعة وعشرون مرشحًا هم أكثر بقليل من العام الماضي (317) ، وهو ثالث أكبر عدد من المرشحين على الإطلاق. تم الوصول إلى الرقم القياسي الحالي البالغ 376 مرشحًا في عام 2016.

ربما يعجبك أيضا