نيجيريا في أزمة.. المظاهرات تشتعل وأكبر اقتصاد إفريقي يعاني

مظاهرات عارمة في نيجيريا بعد موجة غلاء كبيرة

أحمد الحفيظ

تشهد شوارع نيجيريا موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الشعبية، مع تصاعد الغضب الجماهيري بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

تجمع آلاف المواطنين في العاصمة أبوجا والمدن الكبرى مثل لاغوس وكانو للاحتجاج على التضخم، والبطالة، وارتفاع تكاليف المعيشة، وتزامن ذلك مع تزايد الضغط على الحكومة النيجيرية لتقديم حلول فعالة للازمة الاقتصادية.

عدد القتلى جراء المظاهرات

تسببت الاحتجاجات في سقوط عدد من الضحايا، حيث أكدت تقارير محلية ودولية، أن نحو 20 شخصًا لقوا مصرعهم منذ بداية الاحتجاجات قبل أسبوعين، بحسب “الجارديان” البريطانية اليوم الاثنين 5 أغسطس 2024.

وفي لاغوس، تم تسجيل أكثر من 10 حالات وفاة نتيجة للاشتباكات العنيفة، بينما شهدت أبوجا وكانو وقوع ضحايا إضافيين، وطلبت الشرطة من الجيش المساعدة في التصدي للمظاهرات بعد الانتشار المكثف في كافة المدن.

خلفية الأزمة الاقتصادية

تعاني نيجيريا، أكبر اقتصاد في إفريقيا، من تدهور اقتصادي حاد بسبب عدة عوامل من بينها انخفاض أسعار النفط العالمية، والذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد النيجيري، وسوء الإدارة الاقتصادية، بالإضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19.

وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر، حيث تشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن نسبة البطالة تجاوزت 33%، بينما يعيش أكثر من 40% من السكان تحت خط الفقر، بحسب

أسباب الاحتجاجات

من بين الأسباب الرئيسية للاحتجاجات، الارتفاع الحاد في أسعار الوقود والسلع الأساسية، فقد شهدت نيجيريا في الأشهر الأخيرة زيادة كبيرة في أسعار الوقود نتيجة لرفع الدعم الحكومي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وبالتالي زيادة أسعار السلع الغذائية والخدمات الأساسية.

ورفع المتظاهرون في لاغوس لافتات “نحن نعاني من أجل توفير الطعام لعائلاتنا، وكل شيء أصبح غاليًا ولا يمكن تحمله.”

ردود أفعال الحكومة

في مواجهة هذه الاحتجاجات، دعت الحكومة النيجيرية إلى الهدوء ووعدت باتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة.

وأكد الرئيس بولا تينوبو في خطاب له أن الحكومة تعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تحسين الأوضاع المالية للبلاد وتعزيز الاستثمارات الأجنبية، ومع ذلك، يشعر العديد من المواطنين بالإحباط وعدم الثقة في قدرة الحكومة على تنفيذ هذه الوعود.

تأثير الاحتجاجات على الحياة اليومية

تسببت الاحتجاجات في شلل جزئي للحياة اليومية في بعض المدن، وتم إغلاق العديد من الطرق الرئيسية والمتاجر، وتعطلت الأعمال التجارية والخدمات العامة.

وفي أبوجا، استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في بعض المواقع، مما أسفر عن وقوع إصابات بين المحتجين.

ولعبت منظمات المجتمع المدني دورًا كبيرًا في تنظيم وتوجيه الاحتجاجات، وقدمت هذه المنظمات دعمًا لوجستيًا وقانونيًا للمتظاهرين، بالإضافة إلى نشر الوعي حول حقوقهم والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا