نيويورك تايمز: وباء كورونا ساعد الصين على التوسع في الاستبداد

authoraccount401

رؤية

بكين- بات الوباء يمثل حجة قوية للحزب الشيوعي الحاكم في الصين لتدخل السلطات في حياة أكثر من 1.4 مليار مواطن عقب رؤية الزعيم، شي جينبينغ، بتقديم البلاد كنموذج آمن خلال الجائحة.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم (الأحد)، فإن السلطات الصينية وجدت “أداة استبدادية” جديدة عبر تطبيق الرمز الصحي الإلكتروني المخصص للوباء في وقت يكثف الزعيم شي حملاته ضد الفساد والمعارضة.

ومنذ أول إغلاق في ووهان خلال فترة الوباء الأولى، أوصت الحكومة الصينية سلطاتها بتعقب الناس بواسطة التكنولوجيا المتطورة للحد من انتشار الفيروس، حيث أدى النجاح في القضاء على المرض إلى مراقبة المواطنين المشددة في قضايا أخرى، بما في ذلك الجريمة والتلوث والقوى السياسية “المعادية”، وفقا للصحيفة الأميركية.

والرمز الصحي هو تطبيق إلكتروني عبر الهاتف الذكي تشغله السلطات الصحية بالتعاون مع شركات التكنولوجيا، حيث يتكون من ملف تعريف للمستخدم استنادا على موقعه وسجل سفره ونتائج الاختبارات والبيانات الصحية الأخرى.

ويشمل الرمز الصحي 3 ألوان هي الأخضر، الأصفر، والأحمر، حيث لا يسمح لأي أحد بدخول أي مكان عام دون ضوء أخضر من التطبيق، مما يقيد من تحركات المواطنين كثيرا.

كانت الشرطة قد حذرت محامي حقوق الإنسان، شيه يانغ، من السفر إلى شنغهاي لزيارة والدة المعارضين، لكنه لم يكترث وذهب للمطار على أي حال.

كان تطبيق الرمز الصحي لهاتفه يشير إلى اللون الأخضر، مما يجعله قادرا على السفر، في وقت لم تكن مدينته، تشانغشا، تشهد أي حالة إصابة بفيروس كورونا.

ثم تحول تطبيق الرمز الصحي لدى المحامي يانغ إلى اللون الأحمر، حيث حاول أمن المطار وضعه في الحجر الصحي لكنه قاوم. واتهم يانغ السلطات بالتدخل في سجله الصحي لمنعه من السفر.

قال يانغ في مقابلة هاتفية في ديسمبر: “وجد الحزب الشيوعي الصيني نموذجا مفضلا للسيطرة على الناس”.

“خطر كبير”

في وقت سابق هذا الشهر، احتجزت الشرطة المحامي يانغ، وهو أحد منتقدي الحكومة، واتهمته بالتحريض على التخريب وإثارة الاضطرابات.

ولم يرد المسؤولون المحليون على أسئلة “نيويورك تايمز” حول تأكيدات المحامي يانغ، في ذكرت الصحيفة حين أنه من الصعب معرفة ما يحدث في الحالات الفردية.

وعلى الرغم من دعم الصينيين بشكل عام إجراءات بكين في فترة مبكرة من الوباء، إلا أن مخاوف الخصوصية تتزايد. 

وقال مي هاويو، 24 عاما، وهو موظف بمستشفى أسنان في مدينة هانغتشو شرق الصين، والذي عمل كمتطوع خلال وقت مبكر من الوباء، “لقد حققت ضوابط الوباء في الصين نتائج رائعة حقا، لأنها تستطيع مراقبة كل فرد”.

وأضاف: “لكن بعد انتهاء الوباء، لا تزال هذه الوسائل متاحة للحكومة، وهذا يمثل خطرا كبيرا على الناس العاديين”.

وفي الوقت ذاته، عززت السلطات الصينية نظام المراقبة الشخصية لتعقب الناس أثناء الوباء، إذ حشدت البلاد 4.5 مليون ما يسمى بعاملي الشبكة لمكافحة تفشي المرض، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية.

في ظل نظام إدارة الشبكة، يتم تقسيم المدن والقرى والبلدات إلى أقسام، وأحيانا تتكون من بضع كتل داخل البلدات، حيث يوزع العمال الفرديين لمراقبة الناس.

ويكلف هؤلاء العمال بمهمة حراسة المجمعات السكنية وتسجيل هويات كل من دخلها، كما يتصلون بالسكان للتأكد من خضوعهم للاختبارات والتطعيم.

يقول زان آيزونغ، الصحافي السابق في هانغتشو، إن توسيع نطاق المراقبة يمكن أن يسهل على السلطات تفريق أنشطة المعارضين.

وأشار إلى أنه يرفض استخدام التطبيق الصحي وهذا ما يجعله يواجه صعوبة في التنقل داخل المدن بسبب انتشار نقاط التفتيش.

ربما يعجبك أيضا