«هؤلاء هم من هربنا منهم».. شبيحة الأسد يبثون الذعر في نفوس السوريين بهولندا

سحر رمزي

رؤية – سحر رمزي

تحقيق استقصائي  أجرته صحيفة “إن أر سي” الهولندية حول مجرمي حرب انتقلوا  من صفوف نظام الأسد السوري إلى اللجوء إلى هولندا، وحسب التقرير الذي نشر في العديد من المواقع الهولندية هناك عشرات من أزلام الرئيس السوري بشار الأسد حصلوا على حق اللجوء في هولندا، مما يثير القلق لدى أبناء الجالية السورية هناك.

 “هؤلاء هم من هربنا منهم”

في حي سكني هادئ بين ملعب هوكي ومدرسة ابتدائية في قرية بدرينته، وفي أحد أيام هذا الصيف، تسارعت أنفاس رائد صادق 37 عاما عند رؤيته صورة ظهرت للتو على شاشة هاتفه النقال، الصورة لرجل ببدلة مضادة للرصاص وبسلاح في يمينه.

التقطت الصورة كما يبدو في سوريا، لكنها تذكره برجل يعيش في القرية الهادئة ذاتها، زوجتاهما ترقصان وتطبخان معاً، والرجل نفسه يزورهم أحياناً في البيت، لم يكن رائد يعرف عنه سوى أنه كان حلاقاً في دمشق، وأنه فقد ذراعه اليمنى في حادثة مرورية.

هناك العديد من الصور لهذا الرجل على فيسبوك، يجلس إلى طاولة مرتدياً بدلة عليها شعار الأمن العسكري وأمامه جهاز لاسلكي من نوع ووكي توكي، صورة بالزي العسكري مع كلب حراسة من نوع “الراعي الألماني” وشخصين آخرين في شارع، وصورة آخرى مع سبعة أشخاص آخرين يرتدون الزي العسكري يقف أمام جدار اسمنتي كالح، فيه نوافذ صغيرة مرتفعة كثيراً عن الأرض، أمام الجدار تقف سيارة ميكروباص بيضاء، من تلك السيارات التي يعرفها رائد جيداً.

تعرض رائد للاعتقال أربع مرات على أيدي أجهزة الأمن السورية بسبب انتقاداته للرئيس بشار الأسد، في كل مرة كان يتعرض للتعذيب، بينما تقبع زوجته وطفلتاه في المنزل، ولا يعلمن إن كان على قيد الحياة، بعد المرة الرابعة قرر رائد أواخر عام 2015 الهروب من البلاد، عبر لبنان إلى هولندا، والتحقت به زوجته والأطفال بعد بضعة شهور.

تسكن الأسرة منذ أربع سنوات في هذه البلدة، ويتحدث الأطفال الهولندية أفضل من العربية، ويسمون جيرانهم “الجد والجدة”، ويقول رائد إن هولندا وطنه الثاني، لكن سوريا لا تغادر تفكيره.

 رائد قلق باستمرار – تقول زوجته- أحياناً يقضي ساعات وهو يفتش في هاتفه عن أخبار حول أقارب وأصدقاء في سوريا، يخشى عليهم من الاعتقال، ما يزال يعاني من كوابيس التعذيب، لكن أن يلتقي هنا، في بيته في درينته، بأحد أعضاء الأجهزة الأمنية السورية، شيء لم يكن يخطر ببال رائد.

 “هؤلاء هم الذين هربنا منهم” – يقول رائد- “في سوريا يفعلون ما يحلو لهم، لكن هنا في هولندا توجد قوانين وضوابط. إذا كانوا لم يعاقبوا هناك، فيجب أن يعاقبوا هنا.”

أزلام النظام طلقاء

في سبتمبر الماضي جاء وزير الخارجية بلوك بخطة طموحة: ترفع هولندا دعوى قضائية ضد الدولة السورية، عبر مسار قانوني غير معتاد: معاهدة دولية ضد التعذيب، والتي صادقت عليها سوريا عام 2004.

لم تكن تلك من بنات أفكار بلوك، محامٍ سوري شاب وذكي، يعمل في مكتب محاماة بريطاني هو من طرح فكرة اتباع هذا المسار للوصول إلى قضية جنائية.، وأوصل مكتب المحاماة الفكرة إلى السلطات في كندا وثلاثة بلدان أوربية، وكانت هولندا أول من تلقفتها.

الطريق إلى المحكمة طويل، هذا ما يقر به الوزير بلوك، لكنه يرى أن على هولندا أن تقود المبادرة عالمياً “إذا لم نتخذ الخطوة الأولى فلن يحدث أي شيء”، على حد قول الوزير ويضيف: “نحن ملزمون بذلك أمام الضحايا، وعلينا أن نظهر للعالم أننا لن نترك الأمر يمر دون عقاب.”

في بلاد الوزير نفسها لم يتحقق شيء من ذلك، فبينما تقول هولندا إنها تريد محاكمة النظام، فإن أزلامه هنا طلقاء، قدمت النيابة العامة ثلاثة سوريين إلى القضاء ممن ارتكبوا جرائم حرب وكانوا أعضاء في منظمة إرهابية لكن ليس بينهم أحد ممن كان يحارب إلى جانب الأسد، وهو ما فعلته ألمانيا.

هذا بينما النظام هو المسؤول عن أغلب القتلى في صفوف المدنيين. يذكر تقرير صادر في يونيو عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن النظام مسؤول عن 98,9 بالمائة من حالات الموت تحت التعذيب، بين مارس 2011 ويونيو 2020.

مصلحة الهجرة IND بالكاد ترى أزلام الأسد الذين بالفعل يعيشون في هولندا، هذا على الرغم من وجود قسم خاص اسمه 1F مكلف بتتبع من توجد حوله “شكوك جدية” بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية، نظر هذا القسم مؤخراً في جميع الملفات البالغ عددها 12.570 ملفاً لرجال سوريين بعمر 17 إلى 35 سنة، ممن حصلوا على اللجوء في هولندا بين يناير 2011 ويناير 2016.

وعرضت وزيرة الدولة لشؤون العدل أواخر يونيو نتائح لافتة للنظر: لم تجد IND مؤشرات كافية لسحب الإقامة إلا من سوري واحد.

تحدثت صحيفة NRC في الشهور الماضية مع أكثر من تسعين مصدراً – ضحايا، حقوقيين، ناشطين، موظفين- وفتشت في مواقع التواصل الاجتماعي عن حسابات رجال يُعتقد أنهم ارتكبوا جرائم لصالح نظام الأسد، يسميهم الضحايا “شبيحة”، وهو مصطلح شائع في سوريا يطلق على أنصار النظام ممن يعتقلون المعارضين السياسيين، ويمارسون الاغتصاب والتعذيب والقتل، وفقاً لأحد الخبراء، يوجد منهم عشرات في هولندا وبضع مئات في أوروبا الغربية.

يثير حضورهم القلق في أوساط الجالية السورية في هولندا، في عدد من المواقع يحذر السوريون بعضهم بعضاً من أشخاص يعرفون –أويعتقدون أنهم يعرفون- ما ارتكبوه من جرائم، بعض “الشبيحة” ما يزالون على علاقة مع النظام، ويستخدمون ذلك لتهديد أو ابتزاز سوريين آخرين في هولندا.

“عليك أن تتوجه إلى الشرطة”

اسمه “بشار”، الرجل ذو الذراع الواحدة. يمتلك سيارة BMW رمادية اللون، أوتوماتيكية، يستخدمها في أيام نهاية الأسبوع لإيصال وجبات طعام لصالح محل مأكولات في مدينة آسن، بعدما شاهد صوره بدأ رائد بالبحث عن معلومات حوله، وسمع حكايات من أصدقاء مشتركين، يشربون معه، وأحياناً يدخنون الحشيش أيضا،  يقولون إن بشار يحب أن يتبجح بماضيه في سوريا، وهو زعم أنه كان يعمل مع ضابط كبير، وأنه كان عضواً في الأمن العسكري، وأنه كان ضمن “وحدة مداهمة” تعتقل معارضي النظام من منازلهم.

مصدر ثانٍ يعرف بشار شخصياً، أكد للصحيفة أنه يتبجح بذلك.. إنها قضايا في غاية الخطورة، فوحدة المداهمة في الأمن العسكري في دمشق هي القسم 215 في مجمع السجون التابع لهذه الوحدة، حيث لقي مدنيون مصرعهم تحت التعذيب.

استشار رائد جارته خيردا. أثناء جلسة معها في حديقة منزله عصر أحد الأيام، أظهر لها الصور “كان منفعلاً جداً”، تقول خيردا وهي جالسة في صالون منزلها: “رائد يتحدث غالباً بسرعة، كما أعرفه، لكنه في تلك المرة كان خائفاً فعلاً، أراني صورة لرجل يحمل بندقية وقال لي: “هذا الرجل قتل أناساً في سوريا”، وسألني: “خيردا ماذا عليّ أن أفعل؟ قلت: عليك أن تتوجه إلى الشرطة يا رائد.

بعد ذلك بوقت ليس بالطويل مشى رائد إلى مركز الشرطة القريب من بيته، وتحدث مع أحد العناصر، لكن المركز على وشك الإغلاق. بسبب كورونا كانوا يقفون في الخارج على الرصيف.

اعتقد رائد أنه سجل دعوى، ولكن حين عاد بعد بضعة أسابيع ليعرف ما حل بدعواه، لم يتمكن شرطي الحيّ، بارك، أن يجد شيئاً أوشك رائد على المغادرة.

“ولكنك الآن هنا” قال بارك بنبرة ودية وأضاف: “ماذا تريد أن تخبرني؟” اصطحب رائد إلى غرفة في المركز، ليتيح له الحديث بمساعدة مترجم.

رائد: “على إحدى صفحات فيسبوك نشرت صورة شخص واسمه، الشخص يسكن هنا، وأسمع من سوريين عما ارتكبه في سوريا.”

بارك: “وهذه الأفعال التي تريد الحديث عنها، هل هي أفعال خطرة؟”

رائد: “نعم.”

بارك: “ضد حياة البشر؟”.

رائد: “عندي صورة للرجل”..  يظهر صورة على هاتفه.

بارك: “هل تعرف هذا الرجل شخصياً؟ هل كان لديك تواصل معه؟”.

رائد: “نعم. ولكني قطعت علاقتي به”.

رائد ليس الوحيد الذي حذر السلطات هذا الصيف من بشار بعد ظهور الصور المثيرة للقلق، رجل آخر قدم دعوى رسمية، لكن تحقيق الشرطة الذي بدأ إثر الدعوى توقف بعد شهرين لعدم وجود أدلة.

 رجل ثالث أرسل أواخر يونيو رسالة إلكترونية دون الكشف عن هويته إلى فريق الجرائم الدولية في الشرطة، قال فيها إنه يعرف بشار شخصياً، فهو شخص يتحدث “بفخر” عن جرائمه في سوريا..  “كان مجرماً، وهو كان السبب في اعتقال الكثيرين، وكان مسؤولاً عن تعذيب السجناء في السجون السورية”، حسبما ورد في الرسالة.

حول تقرير صحيفة NRC

لإجراء هذا التحقيق الصحفي تحدثت الصحيفة مع أكثر من 90 مصدراً في هولندا وسوريا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إلى جانب عشرات السوريين الذين لديهم تجارب مع “الشبيحة” – مناصرون لنظام الأسد يمارسون الاعتقال والتعذيب والقتل ضد المعارضين- وتحدثت الصحيفة مع أكاديميين وحقوقيين ومقدمي مساعدة ومصادر في مصلحة الهجرة ووزارة العدل.

الكثير من السوريين تحدثوا بشرط إخفاء هوياتهم، لكسب ثقتهم تواصلت الصحيفة مع قسم منهم من خلال وسطاء.

حذفت الأسماء العائلية وأماكن السكن لكل من بشار وياسين وأمير، كما تم تمويه وجوههم في الصور لأسباب أمنية، كما حذفت بعض التفاصيل عن عدد من الشبيحة وطريقة عملهم لكي لا يتم التعرف على ضحاياهم.

المنظمتان السوريتان الأهم اللتان طلبت منهما الصحيفة معلومات إضافية، وهما SCM و VDC لم يكشفا عن أسماء مصادرهما، لكنهما كانا يعطيان توضيحات حول نوع المصادر ومدى موثوقية المعلومات، وقد ذكر ذلك في التقرير. اكتشفت الصحيفة إلى جانب الحالات الثلاث المذكورة بالاسم في التقرير عشرة أشخاص يشتبه بأنهم من الشبيحة في هولندا.

تجنيد المقاتلين

في إحدى مدن محافظة نورد-هولاند يعيش رجل فلسطيني- سوري، معروف لدى المؤسسات المحلية باعتباره مصدراً للمشاكل، هو وابنه يمارسان التخويف ضد اللاجئين الآخرين، كان يشكو دائماً من حاجته للمزيد من المال – كما يقول اثنان ممن كان يساعداه سابقاً في منظمة شؤون اللاجئين- ورفض طلبه للاستفادة من “بنك الطعام” بعد أن تبين أن لديه آلاف اليوروهات في حسابه البنكي، وأنه كان يسحب مبالغ كبيرة من الصراف الآلي أو ينفقها في مشتريات كبيرة. “أثار ذلك تساؤلات حول حقيقته” يقول أحد مصادرنا.

الرجل اسمه ياسين. ولد عام 1966 في مدينة حمص السورية، ودرس هندسة المعدات في ألمانيا، كما عاش وعمل بضع سنوات في روسيا، وعاد إلى حمص أواخر التسعينات، حيث أسس شركة بناء بلغ عدد العاملين فيها 400 شخص وحصلت على مشاريع بناء في عموم البلاد.

في مخيم “العائدين” للاجئين الفلسطينيين في حمص كان ياسين شخصية بارزة، كان ناشطاً في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب في أوروبا، وتتعاون بشكل وثيق مع النظام، لاحقاً انضم إلى الميليشيا الموالية للأسد “لواء القدس”.

ينشر على فيسبوك باستمرار أخباراً عن هذه الميليشيا في الصور يظهر بجانب أعلى قياديَّين فيها محمد السعيد وعدنان السيد، وفي صفحة الميليشيا توجد صور يظهر فيها ياسين بالزي العسكري،  وفي إحداها يحمل شعار الميليشيا على ذراعه.

وفقاً لمركز توثيق العنف في سوريا VDCـ وهي منظمة سورية غير حكومية توثق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من جميع أطراف النزاع في سوريا- فإن هذه الميليشيا ارتكبت جرائم حرب، ولم تقاتل فقط ضد داعش، بل شاركت أيضاً في هجمات النظام في حلب، والغوطة الشرقية وإدلب وغيرها من الأماكن، والتي قتل فيها آلاف المدنيين.

كان ياسين يقوم بعدة مهام – كما يقول سبعة مصادر من محيطه- باعتباره شخصية معروفة، وكان يمارس دور الوسيط بين النظام وسكان المخيم أحياناً لإطلاق سجناء، وأحياناً على العكس من ذلك لإلقاء القبض على معارضين للنظام، على الأرجح لم يشارك الرجل الخمسيني في معارك الميليشيا بنفسه، لكنه كان يجند مقاتلين قاصرين.

المنظمة غير الحكومية أكدت بالفعل أن هذه الميليشيا كانت تجند قاصرين، نشرت الميليشيا العديد من الصور لمقاتلين صغار على مواقع التواصل، وفي مقال للموقع السوري المعارض “سيريا كول” حول حملة للميليشيا لتجنيد الشبان الصغار في المخيم، يظهر ياسين في إحدى الصور في المقدمة.

يعتبر تجنيد الأطفال للقتال جريمة حرب.

في غرفة الاستقبال في منزله تحدث ياسين بحضور مترجم طوال أربع ساعات عن حياته في المخيم، يحكي ياسين بصراحة عن علاقته بلواء القدس. ففي عام 2017 مثلاً كان يتناول الإفطار مع قائد اللواء عدنان السيد الذي تربطه به صداقة “منذ 25 عاماً أو أكثر”، “طلبت منه توفير الحماية للمخيم” على حد قوله، في ذلك العام فقط بدأ يرتدي البدلة الرسمية باعتبارها “ضمانة أمنية”.

هل كان يجند مقاتلين قاصرين؟..  “لم أجند أطفالاً إطلاقاً” يقول واصفاً ذلك بأنه من أكاذيب المعارضة.

في صيف 2017 التحق ياسين بأبنائه في هولندا، لكنه سافر في 2019 إلى سوريا لرؤية أقاربه وللحفاظ على صلاته بالنظام، وأجرت مصلحة الهجرة IND تحقيقاً موسعاً معه ولم يجدوا شيئاً ضده كما يقول.. “لست خائفاً من الحديث”.

تهديدات

خوفاً من الشبيحة لا يثق اللاجئون السوريون في هولندا ببعضهم البعض، لذلك فهم يحددون علاقاتهم الاجتماعية ويتجنبون اللقاءات العامة أحياناً، الكثير من الناشطين يقولون إنهم يمارسون رقابة ذاتية على مواقع التواصل بسبب تلقيهم تهديدات من مجهولين.

في التظاهرات تتناقص أعداد المشاركين، بسبب ظهور أفراد غير معروفين يقومون بتصوير المتظاهرين، كما تقول “اللجنة السورية” التي تنظم التظاهرات.

أحياناً تأخذ التهديدات أشكالاً أخطر، يمارس الشبيحة الضغوط على سوريين آخرين من خلال التهديد بإيذاء أقاربهم في سوريا، وأحصت صحيفة NRC خمس حالات مؤكدة لضحايا تهديدات من هذا النوع.

هناك مؤشرات تدل على أن هذه الممارسات تتم بالتنسيق مع السلطات السورية، اثنان من المصادر سمعا من أقاربهما في سوريا أن رجال الأمن الذين حققوا معهم أشاروا إلى معلومات من هولندا، وهناك تسجيل صوتي بحوزة الصحيفة لمكالمة هاتفية بين سوري في هولندا، ورجل في سوريا، يعتقد أنه يعمل لصالح النظام.

يشدد أوغور أونغور من معهد NIOD على الخطر الذي يشكله الشبيحة على المجتمع الهولندي، ويلاحظ أنهم يرتبطون بعلاقات فيما بينهم، وينشطون أحياناً في الجريمة المنظمة، ويضيف: “حين يحصلون على جوازت سفر هولندية، سنرى تزايد أعدادهم، وهؤلاء أشخاص يتميزون بالعنف ولديهم شعور هائل بفقدان السطوة، لن يمر وقت طويل قبل أن يستعيدوا مهاراتهم السابقة، وينشئوا هنا أيضاً عصابات مسلحة”.

ربما يعجبك أيضا