هجمات متتالية في سوريا والعراق.. تكشف فشل مقاربة بايدن في نووي إيران

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

توالت الهجمات من قبل الميليشيات المدعومة من إيران ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، الأمر الذي أسهم في زيادة الضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنشغل بمقاربته الغير فاعلة في الملف النووي الإيراني، لكن الأوضاع باتت على صفيح ساخن بعد ضرب أكبر القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، وكان آخرها قاعدة حقل الكونيكو للغاز الطبيعي التي يتخذها الجيش الأمريكي قاعدة له بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا.

هجمات متتالية

خلال أسبوع واحد، تم استهداف القوات الأمريكية والدبلوماسيين في العراق وسوريا بهجمات صاروخية وطائرة مسيرة، من بينها سقوط 14 صاروخًا على الأقل على قاعدة أمريكية في العراق، والتي أسفرت عن إصابة اثنين من أفراد الخدمة الأمريكية.

وبالأمس، تعرضت قاعدة حقل الكونيكو للغاز الطبيعي التي يتخذها الجيش الأمريكي قاعدة له بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، لهجوم مجهول المصدر بقذائف الهاون، سبقها إحباط هجوم بطائرة مسيرة في منطقة حقل العُمَر النفطي في شرق سوريا، حيث أفادت المصادر الإعلامية حينها بأن الطائرات تابعة لميليشات إيرانية.

هذا التطور هو الأحدث في تصعيد وتيرة الصراع بين الولايات المتحدة والميليشيات المدعومة من إيران، والتي صعدت هجماتها على القوات الأمريكية في الأشهر الأخيرة على الرغم من هدف بايدن المعلن بالردع من خلال الضربات الانتقامية.

ويختبر الصراع مرة أخرى تصميم بايدن على الابتعاد عن سنوات من الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط حتى تتمكن إدارته من التركيز على إنهاء الوباء ومواجهة روسيا والصين، وقد يزداد صداع بايدن بعد تهديد الكونجرس هذا العام بشأن تقليص سلطات الرئيس في شن الضربات في المنطقة.

ضغط يهدد بايدن

على صعيد التطورات الأخيرة، انتقد الجمهوريون نهج بايدن الذي وصفوه بالحد الأدنى في مواجهة إيران، مشيرين إلى أن ضربتيه الانتقاميتين فشلتا في ردع وكلاء إيران بالمنطقة.

بدوره، قال عضو لجنة القوات المسلحة السيناتور الجمهوري جيم إينهوف في بيان لـ”بوليتيكو”: “لا يمكن التسامح مع استمرار هجوم الميليشيات المدعومة من إيران على الأفراد الأمريكيين في العراق، مطالبًا الرئيس بايدن بضرورة طرح استراتيجية حقيقية لردع هذه الهجمات وإنهائها.

وبينما يستمر الضغط على إدارة بايدن من قبل الجمهوريين، يعترض حلفاء بايدن الديمقراطيون على أن الرئيس لا يملك السلطة لشن ضربات هجومية ضد الميليشيات المدعومة من إيران دون السعي للحصول على موافقة الكونجرس أولاً.

في غضون ذلك، دعا مسؤولون دفاعيون سابقون الرئيس إلى المواصلة في الرد على الهجمات، حيث أشار ميك مولروي، الذي أشرف على سياسة البنتاجون في الشرق الأوسط خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى أن “إيران بحاجة إلى معرفة أنها لا تستطيع الاختباء وراء قواتها بالوكالة”.

لكن خيارات بايدن محدودة لاحتواء الموقف، لقد وجه بالفعل مرتين ضربات جوية مستهدفة منشآت تستخدمها الميليشيات في العراق وسوريا- مرة في فبراير ومرة أخرى في أواخر يونيو- ردًا على سلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار ولكن دون تأثير يذكر حتى عندما تؤكد إدارته أن الضربات كانت مقصودة لردع الهجمات المستقبلية.

كما أنه يخاطر بتفاقم التوترات مع العراق، الذي أدان الغارة الجوية في يونيو على الأراضي العراقية باعتبارها انتهاكًا “صارخًا” للسيادة الوطنية.

وفي الوقت نفسه، يكافح الجيش المعلومات الخاطئة حول هجمات إضافية على القوات الأمريكية في سوريا، والشائعات التي تفيد بأن واشنطن تواجه ضغوطًا من الحكومة العراقية للانسحاب من البلاد وكلاهما نسبه المسؤولون إلى الدعاية الإيرانية.

ويرى محللون أن التصعيد في الصراع قد يعقد جهود الحزبين في الكابيتول لكبح جماح سلطات الرئيس الحربية. ومن المتوقع أن توافق لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأسبوع المقبل على مشروع قانون لإلغاء تفويضين للرئيس لاستخدام القوة العسكرية ضد العراق.

مواجهة وكلاء إيران

ومن أجل تفعيل مواجهة وكلاء إيران في المنطقة، من المقرر أن تتلقى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يوم الإثنين إحاطة من كبار مسؤولي الإدارة حول كيفية تأثير الإلغاء على العمليات العسكرية الحالية، مع التركيز على الصراع المتصاعد مع الميليشيات المدعومة من إيران.

لكن بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وعدوا بالفعل بجعل العملية صعبة، بحجة أن إلغاء تصاريح حرب العراق لعامي 2002 و1991 من شأنه أن يبعث برسالة خطيرة إلى الميليشيات المدعومة من إيران والتي تواصل ضرب المواقع الأمريكية في العراق.

وقال السيناتور الجمهوري تيد كروز لصحيفة “بوليتيكو” إنه سيقدم تعديلاً على إجراءات الإلغاء الأسبوع المقبل من شأنه أن يحافظ على قدرة الرئيس على مهاجمة إيران ووكلائها، حيث يعتبرها الجمهوريون أولوية قصوى في مواجهة هذه الهجمات.

من جهة أخرى، اعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن الضربات الجوية التي أمر الرئيس الأمريكي جو بايدن بشنها على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، تظهر أنه أمام موازنة دقيقة بين استخدام القوة وانتهاج الدبلوماسية في سياسته تجاه إيران.

وبناء على تلك الموازنة يتعين على بايدن إثبات أنه مستعد لاستخدام القوة للدفاع عن المصالح الأمريكية، بينما يحافظ في الوقت نفسه على خط اتصال دبلوماسي هش مفتوحًا مع إيران فيما تحاول البلدان إنعاش اتفاق عام 2015 الذي يحد من برنامج طهران النووي.

وفي حال نجحت إدارة بايدن في إعادة الاتفاق النووي إلى ما كان عليه، سيظل بايدن يواجه التحدي المتمثل في إيجاد طريقة لكبح جماح الإيرانيين بشكل أكبر، في ظل الضغوط المتزايدة عليه من الكونجرس والحلفاء ناهيك عن حكومة طهران المتشددة القادمة، بقيادة رئيسي.

ربما يعجبك أيضا