هجوم بمطرقة وكسر في الجمجمة.. العنف السياسي يطرق باب نانسي بيلوسي

بسام عباس

يأتي الاعتداء على زوج بيلوسي قبل انتخابات التجديد النصفي التي احتدمت فيها المنافسة، ما يثير مخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة


تعرض بول بيلوسي، زوج رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، لاعتداء عنيف إثر اقتحام منزلهما في سان فرانسيسكو، خلال وقت مبكر من صباح الجمعة 28 أكتوبر 2022.

وذكرت صحيفة الجارديان أن بول بيلوسي، 82 عامًا، خضع لـ”عملية جراحية ناجحة” لإصلاح كسر في الجمجمة وغيرها من “الإصابات الخطيرة” التي لحقت به أثناء الاعتداء، ومن المتوقع أن يتعافى تمامًا، وفقًا للمتحدث باسم نانسي بيلوسي، درو هاميل.

تفاصيل الحادث

نقلت الجارديان، في تقرير نشرته الجمعة 28 أكتوبر 2022، عن شرطة سان فرانسيسكو أن المهاجم دخل من باب خلفي لمنزل بيلوسي في سان فرانسيسكو، صارخًا: “أين نانسي؟” ثم هاجم بول بيلوسي، الذي تمكن من الاتصال بالنجدة، لكنه لم يبلغ مباشرة عما كان يحدث.

وصرح رئيس شرطة سان فرانسيسكو، وليام سكوت، بأن الشرطة وصلت إلى الموقع بعد مكالمة هاتفية، ووجدت بول وشخصًا آخر، يدعى ديفيد ديبابي، يتصارعان على مطرقة، قبل أن ينتزعها المهاجم ويضرب بها بول بعنف، موضحًا أن الشرطة سيطرت على المهاجم.

حالة بيلوسي الصحية مستقرة

أوضحت الصحيفة أن بول بيلوسي خضع لـ”عملية جراحية ناجحة” لإصلاح كسر في الجمجمة، وعلاج “إصابات خطيرة” في ذراعه اليمنى ويدَيه، التي لحقت به أثناء الاعتداء، وقال إنَّ الأطباء “يعتقدون أنّه سيتماثل للشفاء التام”، وفقًا للمتحدث باسم نانسي بيلوسي، درو هاميل.

وأضاف هامبل أن بول بيلوسي نُقل إلى المستشفى حيث يتلقّى “رعاية ممتازة”.، وقال هامبل: “إن عائلة بيلوسي ممتنة للغاية للفريق الطبي بأكمله، ولضباط إنفاذ القانون الذين تعاملوا فورًا مع الاعتداء”.

هجوم متعمد

أضاف هاميل في، بيان أمس الجمعة، أن الرجل الذي هاجم زوج نانسي بيلوسي في منزل الزوجين صباحًا، كان يبحث بالفعل عن الزعيمة الديمقراطية، وأوضح أن المعتدي طالب برؤية نانسي بيلوسي، وكان يصرخ “أين نانسي؟”، ما يشير إلى أن دوافعه كانت سياسية، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

ومن جانبه، قال سكوت أثناء مؤتمر صحفي مساء الجمعة: “بناءً على تحقيقنا في هذه المرحلة… لم يكن هذا عملًا عشوائيًّا… كان هذا متعمدًا”، وفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.

بايدن يندد بالهجوم

وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم السبت، الهجوم على بول بيلوسي، زوج رئيسة مجلس النواب الأمريكي، بأنه “خسيس”، منددًا بمن ينشرون الأكاذيب حول الانتخابات الرئاسية السابقة لإفساد المناخ السياسي، والمساهمة في أعمال العنف ذات الدوافع السياسية، وفق ما أوردته الجارديان.

وقال بايدن: “علينا جميعًا الوقوف ضد العنف الذي يأتي بدوافع سياسية، وجميع التقارير تشير بأن الهجوم على منزل بيلوسي كان يستهدف رئيسة مجلس النواب”، وخشية أن يؤدي ذلك إلى التأثير في المناخ السياسي، دعا بايدن المسؤولين إلى “معارضة” هذا العنف أيًّا يكن انتماؤهم.

تنديد واسع

ندد القادة السياسيون من كلا الحزبين بالهجوم الذي وقع قبل انتخابات التجديد النصفي التي احتدمت فيها المنافسة، وقالت مجلة ذا هيل إن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وصف الحادث بأنه “هجوم غادر”. وقالت النائبة براميلا جايابال الجمعة إن “هذا العنف مرعب”.

 

في حين قال زعيم المعارضة الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، إنه “شعر بالرعب والاشمئزاز”، ووصف نائب الرئيس السابق، مايك بنس، الاعتداء بأنه “صادم”، في حين تواصل زعيم الحزب الجمهوري في مجلس النواب، كيفن مكارثي، مع نانسي بيلوسي للاطمئنان على بول متمنيًّا له الشفاء.

 

ميول يمينية للمهاجم

نقلت وكالة سي إن إن الأمريكية عن مصادر قولها إن منفذ الهجوم على بول بيلوسي، ديفيد ديبابي، له ميول يمينية متطرفة، وأن منشوراته على موقع “فيسبوك” بها إشارات لنظريات مؤامرة معادية للسامية، وانتقاد للنساء، والاعتداء الجنسي الشيطاني على الأطفال، والرقابة التي تفرضها شركات التكنولوجيا، وقضايا أخرى يثيرها اليمين المتطرف.

واطلعت سي إن إن على عدة حسابات أخرى باسم المتهم، على وسائل التواصل الاجتماعي، ووجدتها تمتلئ بمنشورات معادية للسامية ومنكرة للهولوكوست، وتحوي روابط لمواقع يمينية متشددة ومواقع تتبنى نظريات المؤامرة.

10 28 pelosi top

المهاجم ديفيد ديبابي

 

مخاوف من تصاعد العنف السياسي

في تقرير منفصل، قالت صحيفة الجارديان إن الاعتداء على زوج بيلوسي أدى إلى زيادة المخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة، قبل أسابيع فقط من الانتخابات النصفية الحاسمة في البلاد، في حين أعلنت شرطة الكونجرس ارتفاع إجمالي التهديدات ضد أعضاء الكونجرس منذ الهجوم على مبنى الكابيتول العام الماضي.

وبحسب أرقام شرطة الكونجرس، فإن النواب وأعضاء مجلس الشيوخ تلقوا 9625 تهديدًا خلال 2021، خاصة الليبراليين منهم والمحسوبين على اليسار والاشتراكية، ووفقًا لدراسة أجرتها رابطة مكافحة التشهير، ارتكب المتطرفون اليمينيون نحو 75% من 450 جريمة قتل سياسي وقعت في أمريكا العقد الماضي مقارنة بـ4% منسوبة إلى متطرفين يساريين.

عمليات تخريب سابقة

وردت تقارير عن قيام شرطة الكونجرس، التي تتولى حماية وتأمين قيادات الكونجرس، بدراسة عدة خيارات لتعزيز أمن الأعضاء وأسرهم بعد الهجوم، واتخذت عديدًا من الإجراءات منذ اقتحام مبنى الكونجرس العام الماضي، حين اقتحم مؤيدو الرئيس السابق دونالد ترامب مكتب بيلوسي.

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الحادث لم يكن الأول الذي يتعرض له منزل بيلوسي في سان فرانسيسكو، ففي يناير 2021، بعد أن أقر الكونجرس مشروع قانون تحفيزي، تعرض المنزل للتخريب، وكتبت عليه عبارات معادية: مثل “أوقفوا الايجار” “ونحن نريد كل شيء”. وترك محتجون رأس خنزير أمام منزلها.

ربما يعجبك أيضا