هدد أسس الديمقراطية.. سابقة تاريخية في لائحة اتهام ترامب الجديدة

محمد النحاس

تمثل لائحة الاتهام الأخيرة ضد ترامب سابقة تاريخية للولايات المتحدة، إذ أن الرئيس السابق متهم بمحاولة تقويض الديمقراطية.


باتت وثيقة لائحة الاتهام الموجهة ضد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، واحدةً من أهم وثائق الاتهام في التاريخ الأمريكي.

وفق تحليل لسي إن إن، تستعد للمرة الأولى البلاد لمحاكمة رئيس سابق لمحاولته الإخلال ببنية نظامها الديمقراطي، فكان -وفق لائحة الاتهام- مصممًا على البقاء في السلطة رغم خسارته الانتخابات.

سابقة تاريخية

تشير لائحة الاتهام -البالغ تعداد صفحاتها 45- الموجهة ضد الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات المقبلة إلى محاولته تغيير ما أقرته الصناديق في انتخابات عام 2020، وفقًا لتحليل مراسل سي إن إن، ستيفن كولينسون.

وفقًا لكولينسون، الاتهامات الأخيرة التي وجهها المدعي العام، جاك سميث، أكثر أهمية من الاتهامات الواردة في لائحتي الاتهام السابقتين ضد ترامب في قضية الاحتيال التجاري، والأخرى في سوء التعامل مع وثائق حساسة فائقة السرية.

لغة معادية للديمقراطية

يعلل هذا بأن هذه لائحة الاتهامات الأخيرة ليست مجرد مخالفات قانونية، أو تساهلًا في التعامل مع وثائق الدولة، بل تُمثل طعنةً لجوهر القيم المؤسسة للولايات المتحدة، وللأسس والقواعد الدستورية المستقرة للجمهورية.

وفقًا للتحليل، فقد رد ترامب على الاتهامات الموجهة ضده بـ”اللغة التحريضية والخطاب المعادي للديمقراطية”، الذي قاده إلى الأحداث التي تلت الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2020، ما أدى إلى مواجهة هذه الاتهامات.

كيف ردت حملة ترامب؟

ردًّا على لائحة الاتهامات الأخيرة، أصدرت حملة ترامب بيانًا انتقدت فيه ما اعتبرته “تدخلًا في الانتخابات”، إذ تشكك صراحةً في استقلال القضاء، ويرى ترامب أنّ ما يتعرض له ليس إلا “مؤامرة سياسية” ذات أبعاد حزبية.

وذهب بيان الحملة أبعد من هذا في إدانته القضية الجديدة، ليصف الأمر بـ”حالة انعدام القانون، واضطهاد الرئيس ترامب وأنصاره، التي تذكرنا بحقبة ألمانيا النازية في الثلاثينيات والأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية الأخرى”، على حد وصفها، وفق شبكة سي إن إن الأمريكية الإخبارية.

تداعيات ومآلات محتملة

وفقًا للتحليل، فقد تجاهل مؤيدو ترامب الجمهوريون في الكونجرس الأدلة التي ساقتها لائحة الاتهامات، وقالوا إنها تأتي في محاولة لصرف الانتباه عن المشكلات القضائية التي تواجه هانتر، ابن الرئيس الحالي جو بايدن، على الرغم من عدم تقديم أعضاء الحزب الجمهوري حتى الآن أي دليل على أن جو بايدن كان متواطئًا في قضية هانتر.

وأشار إلى أن “الجحيم السياسي” الذي أشعلته لائحة الاتهام الأخيرة من شأنه إثارة تساؤلات عن تداعيات هذه الأزمة على الصعيد الوطني ومآلاتها المحتملة، فالفشل في محاسبة المسؤولين عن الأزمة لن يقود فحسب إلى خلق سابقة سياسية كارثية، بل سيؤدي أيضًا إلى التشكيك في مستقبل الديمقراطية الأمريكية نفسها.

موقف الحزب الجمهوري

حتى هذه اللحظة لا تزال مواقف الجمهوريين البارزين داعمة للرئيس الأسبق دونالد ترامب، فعلى سبيل المثال، بالنسبة إلى حاكم فلوريدا رون دي سانتيس، فإن تآكل آفاق ترامب السياسية، يصب في صالحه في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري.

أما رئيس مجلس النواب، الجمهوري كيفين مكارثي، الذي تحدث صراحةً في السابق عن أن ترامب يتحمل المسؤولية عن أعمال الشغب في الكابيتول، فقد انتقد لائحة الاتهام باعتبارها محاولة “لمهاجمة المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري”.

والحال ذاتها للسيناتور جون باراسو عن ولاية وايومنج، الذي كان أوّل من علّق على لائحة الاتهام داخل الكونجرس، وقال إن لائحة الاتهام كشفت عن “نظام من مستويين للعدالة”، حسب ما نقل التحليل المنشور في سي إن إن.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| لماذا يواجه ترامب احتمالية الاعتقال؟

اقرأ أيضًا| هل يكون ترامب أول رئيس أمريكي يحاكم بـ«محاولة الانقلاب»؟

ربما يعجبك أيضا