هزة اقتصادية عنيفة.. “كورونا” يضرب سوق الهواتف الذكية في مقتل

حسام السبكي

حسام السبكي

توابع عنيفة وكارثية، ضربت سوق الهواتف الذكية في العالم، سواءً على مستوى الإنتاج أو المبيعات، وذلك جراء الفيروس القاتل سريع الانتشار “كورونا” أو “كوفيد – 19″، والذي تعد الصين بؤرة تفشيه حول العالم، حيث تستحوذ الدولة ذات الاقتصاد القوي، على ثلث إلى ربع أسواق الهواتف الذكية في العالم، والتي تؤثر بشكل كبير يتزايد يوميًا على مستوى الأسعار، خاصةً مع تعطل الكثير من المصانع، وتوقفها عن الإنتاج، وبالتالي انحسار المخزون العالمي من الهواتف، ومن ثم الأسعار المطروحة.

كورونا تضرب الهواتف الذكية

من المفيد هنا أن نشير، إلى أن الصين تمتلك وحدها، أعظم الشركات والعلامات التجارية الشهيرة، ومنها هواوي وأوبو وريلمي وهونر وإنفينيكس، والتي بدورها أرجأت أغلب طرح هواتفها، خصوصًا بعد إلغاء اللجنة المُنظمة لمؤتمر برشلونة العالمي للهواتف.

ويعود تأجيل طرح الهواتف الجديدة لتوقف الإنتاج؛ فجميع الشركات تترقب ماذا سيحدث في الفترة القادمة إذا مدت الصين الإجازة حتى شهر أبريل القادم، وهو ما ينذر بارتفاع في الأسعار، لذلك فضلت التأجيل حتى يتبين الموقف.

ومع توالي قرارات تأجيل الطرح، فقد قررت شركة ريلمي المملوكة لعلامة أوبو الصينية تأجيل طرح أحدث هواتفها Realme X50 Pro 5G، وكان مقررا له الإطلاق في 24 فبراير الجاري بمؤتمر MWC للهواتف الذكية بمدينة برشلونة الإسبانية الذي تم إلغاؤه.

كما أعلنت شركة OPPO العالمية، عن تأجيل حفل الإطلاق العالمي لهاتف 13 OPPO Find X، الذي كان من المقرر إطلاقه في 22 فبراير الجاري بمؤتمر برشلونة، وأوضحت أن حفل إطلاق هاتف OPPO الجديد سيكون في مارس المقبل.

وقررت شركة شاومي الصينية للهواتف المحمولة، تأجيل طرح أحدث سلسلة هواتفها الذكية MI 10 إلى موعد لم تحدده بعد، وهو الآخر كان سيطلق في 23 فبراير الجاري، قبل انطلاق فعاليات معرض برشلونة.

جانب كبير من الخسائر التي من المرجح أن تجنيها الصين قريبًا، هو كونها معقل صناعة الهواتف الذكية في العالم.

وبحسب تقديرات بعض مؤسسات الأبحاث، تشكل الصين وحدها مركزا لصناعة 70% من الهواتف الذكية المباعة في العالم، وعندما تتوقف المصانع الصينية عن العمل، فإن ذلك يعني تضرر سلاسل توريد الهواتف الذكية في معظم أنحاء العالم.

لذلك تم تخفيض توقعات مبيعات الهواتف الذكية على مستوى العالم، هناك تقديرات تشير إلى أن المبيعات ستتراجع هذا الربع بنحو 12 في المئة، لتبلغ 275 مليون هاتف.

هواوي وآبل.. أكبر المتأثرين

أما عن أكثر المتأثرين بخسائر “كورونا”، فإن شركة هواوي، التي تشكل وحدها نحو 39% من مبيعات الهواتف الذكية بالصين، ومع بقية الشركات الصينية، فهي تشكل نحو 85% من مبيعات الهواتف الذكية في العالم، تعد صاحبة النصيب الأكبر في ذلك.

ومثل هواوي، ستتأثر آبل الأمريكية أيضا، لأنها تبيع أكثر من 27 مليون هاتف بالصين سنويًا.

وبحسب تقديرات موقع “تريند فورس”، فإن شركة هواوي ستكون المتضرر الأكبر، مع تراجع مبيعاتها بنحو 15%.

وتأتي خلف هواوي شركة آبل، التي من المتوقع أن تهبط مبيعاتها في هذا الربع بنحو 10%، أما أقل المتضررين فهي شركة سامسونج التي تعتمد على التصنيع في فيتنام وليس في الصين.

ويوجد 8% من متاجر آبل في الصين، وتمثل مبيعات الشركة في الصين 17% من إجمالي مبيعاتها، والتي تشكل موطنا لنحو نصف موردي شركة آبل.

ويعني ذلك أنه إذا ما توقفت مبيعات آبل في الصين أسبوعا واحدا، فإن هذا يعني خسارة الشركة لنحو 850 مليون دولار.

سامسونج أقل المتضررين.. ولكن!

مع الضربات المتتالية واليومية، التي تتلقاها قطاعات اقتصادية عدة، جاء الدور على مجال الهواتف الذكية، الذي تعد الصين الأهم عالميًا فيه، سواءً على مستوى التصنيع أو التداول، ففي العام الماضي فقط، بلغت حجم المبيعات من الهواتف الذكية داخل الصين إلى 369 مليون هاتف، وهو ما يُشكل نحو ربع مبيعات الهواتف في العالم.

في هذا الإطار، قدر خبراء حجم الخسائر والتراجع في المبيعات، جراء فيروس كورونا اللعين، الذي تفشى في الصين خلال الأشهر الماضية، وأصاب عشرات الآلاف من الأشخاص داخل الصين وخارجها، بنحو 30%، في حين يرجح آخرون أن يصل الهبوط في المبيعات إلى قرابة الـ 50%.

خسائر صينية

على الرغم من كون شركة سامسونج، لا تعتمد كثيرا على السوق الصينية، وحصتها هناك لا تتجاوز 2% من المبيعات، إلا أنها ليست في منأى عن المخاطر الناجمة عن فيروس كورونا.

فقد أعلنت شركة سامسونج الكورية الجنوبية، اليوم السبت، عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا، وذلك في مصنعها للأجهزة المحمولة بمدينة جومي بجنوب شرقي نيبال، كما تعتزم غلق المجمع حتى صباح 24 فبراير، ووفق ما ذكرته وكالة “رويترز”.

وقالت الشركة، -في بيان صحفي: “الطابق الذي يعمل به الموظف المصاب سيغلق حتى صباح 25 فبراير، ووضعنا زملاء الموظف المصاب الذين اتصلوا به في الحجر الصحي، واتخذنا خطوات لفحصهم بحثًا عن إصابة محتملة”.

ويمثل إنتاج مصنع سامسونج في مدينة (جومي) جزءًا صغيرًا من إجمالي إنتاج الشركة للهواتف الذكية، وهو يصنع هواتف رائدة، مثل Galaxy Fold وGalaxy Z Flip، يذهب معظمها إلى السوق المحلية في كوريا الجنوبية، وتنتج الشركة معظم هواتفها الذكية في فيتنام والهند.

وتنصح الشركة العمال بارتداء الأقنعة الشخصية عند عودتهم إلى العمل يوم الإثنين كإجراء وقائي، وأوصت أيضًا أن يمتنع الموظفون عن السفر الداخلي وأن يتم استخدام مؤتمرات الفيديو لإجراء المقابلات، كما أوقفت عمليات النقل المكوكية بين مقرها ومصنع (جومي).

ربما يعجبك أيضا