هل أصبح الخيال حقيقة؟.. أسلحة الطاقة الموجهة على أعتاب الواقع

إسراء عبدالمطلب

في السنوات الأخيرة، أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية ما يزيد عن مليار دولار سنويًا على أسلحة الطاقة الموجهة.


كان الاهتمام بأسلحة الطاقة الموجهة (DEWs) موجودًا منذ فترة طويلة، لكن مؤخرًا شهد هذا المجال تقدمًا كبيرًا.

حكومة الولايات المتحدة ضخت مليارات الدولارات في تطوير هذه الأسلحة، والآن أصبحت التكنولوجيا قادرة على تقديم النتائج الملموسة بعدما كانت مجرد خيال علمي، وتتحول أسلحة الطاقة الموجهة بسرعة إلى حقيقة واقعة.

أسلحة الطاقة الموجَّهة الليزرية: خيالٌ علمي أم قوةٌ تدميرية وشيكة | دفاع 21

ما هي أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs)؟

حسب مركز “أوراسيا ريفيو” الأمريكي للدراسات والبحوث، تستثمر الهند أيضًا في هذه الأسلحة، التي اكتسبت أهمية متزايدة نظرًا لقدرتها على تقديم تدابير مضادة فعالة لأنظمة الطائرات دون طيار، وربما حتى الأسلحة الأسرع من الصوت.

ووفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية، تستخدم أسلحة الطاقة الكهرومغناطيسية المركزة بدلًا من الطاقة الحركية التقليدية لتعطيل أو إتلاف أو تدمير معدات العدو أو منشآته أو أفراده، وتشمل أسلحة DEW البارزة الليزر عالي الطاقة (HEL) والميكروويف عالي الطاقة (HPM)، هناك أيضًا أسلحة مثل حزم الجسيمات، لكنها لا تزال في مراحل التطوير الأولية.

واستخدمت الترددات المختلفة للطيف الكهرومغناطيسي في الأغراض العسكرية منذ اختراع الموجات الراديوية وتطوير الرادارات. يُعرف هذا عادة باسم “الحرب الإلكترونية”، التي تشمل أنظمة تهدف إلى تشويش أو خداع أجهزة استقبال الاتصالات والرادارات وأجهزة البحث عن الصواريخ، تتمثل ميزة أنظمة الحرب الإلكترونية في أنها توسع نطاق الحرب بشكل كبير، بالإضافة إلى تعزيز الأسلحة الحركية التقليدية مثل البنادق والصواريخ.

مزايا أسلحة الطاقة الموجهة

  • الليزر عالي الطاقة (HEL): يمكنه مهاجمة الأهداف سريعة الحركة على مدى أكبر، لكنه يركز على هدف واحد في كل مرة.
  • الميكروويف عالي الطاقة (HPM): يمتاز بمنطقة تأثير أوسع ويمكنه مهاجمة أهداف متعددة في وقت واحد ضمن نطاق التغطية، مما يجعله مناسبًا لمواجهة الطائرات بدون طيار وهجمات الصواريخ وتعطيل إلكترونيات العدو.

أما عن متطلبات الطاقة لتحييد الأهداف فجاءت كالتالي:

  • 100 كيلووات: للتعامل مع الطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة والصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون.
  • 300 كيلووات: يمكنها التعامل مع الصواريخ المجنحة.
  • 1 ميجاوات: لتحييد الصواريخ الباليستية والأسلحة الأسرع من الصوت.

الولايات المتحدة

اكتسب تطوير أسلحة الليزر الموجهة زخمًا متزايدًا في الولايات المتحدة خلال إدارة ريجان في ثمانينيات القرن العشرين، ضمن مبادرة الدفاع الاستراتيجي المعروفة بـ”حرب النجوم”، رغم أن المبادرة لم تنجح وأدت إلى فشل مكلف، فإنها أرست الأساس لجهود مستقبلية في هذا المجال.

وفي السنوات الأخيرة، أنفقت وزارة الدفاع الأمريكية ما يزيد عن مليار دولار سنويًا على أسلحة الطاقة الموجهة، بما في ذلك الليزر عالي الطاقة (HEL) والميكروويف عالي الطاقة (HPM). في السنة المالية 2025، طلبت الوزارة نحو 789.7 مليون دولار لبرامج الأسلحة غير السرية، بانخفاض عن 962.4 مليون دولار في السنة المالية 2024.

خطط مستقبلية

تحدد خريطة طريق الطاقة الموجهة لوزارة الدفاع خطتها لزيادة مستويات الطاقة للأسلحة من حوالي 150 كيلووات حاليًا إلى 500 كيلووات بحلول السنة المالية 2025، وتسعى الوزارة إلى تقليل الحجم والوزن وزيادة الطاقة إلى مستويات ميجاوات بحلول السنة المالية 2026، بالإضافة إلى ذلك، يدير مكتب وكيل وزارة الدفاع للبحوث والهندسة مبادرة التوسع بالليزر عالي الطاقة (HELSI) لتعزيز القاعدة الصناعية لأنظمة الطاقة الموجهة المستقبلية من خلال توفير فرص النماذج الأولية للشركاء الصناعيين.

ورغم التطور المتسارع في هذا المجال، فإن أعداد الأسلحة الموجهة بالطاقة لا تزال محدودة للغاية في الوقت الحالي، وعلى سبيل المثال تمتلك الولايات المتحدة:

  •  ثمانية ODINs على المدمرات البحرية.
  •  واحد HELIOS.
  •  واحد Solid State Laser على رصيف منصة الهبوط.
  •  خمسة CLaWs.
  •  ثلاثة HELWS في مكان غير معلوم.
  •  واحد THOR.

الصين وروسيا

بدأت الصين تطوير أسلحة DEW منذ أواخر الثمانينيات. وطوّرت صاروخ أرضي محمول بقوة 30 كيلو وات، LW-30، مصمم للتعامل مع الطائرات بدون طيار والأسلحة الموجهة بدقة. كما تعمل الصين أيضًا على تطوير جراب HEL محمول جوًا، ومن المحتمل أن تمتلك قدرة محدودة على استخدام الصواريخ الأرضية عالية الطاقة لمواجهة أجهزة الاستشعار الفضائية منخفضة المدار.

وتُجري روسيا أبحاثًا بشأن الطاقة الموجهة منذ ستينيات القرن العشرين، مع التركيز بشكل خاص على الصواريخ الباليستية عالية الارتفاع. قامت روسيا بنشر الصواريخ الباليستية عالية الارتفاع الأرضية من طراز بيرسفيت مع وحدات الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المتنقلة، وتعمل روسيا أيضًا على تطوير الصواريخ الباليستية عالية الارتفاع الإضافية التي يمكنها أداء مهام مضادة للأقمار الصناعية.

المملكة المتحدة وإسرائيل والهند

أطلقت المملكة المتحدة سلاح “دراجون فاير” في يناير 2024 بعد استثمار 100 مليون جنيه إسترليني، وتسعى إسرائيل إلى تسريع تطوير سلاح الليزر “آيرون بيم” الخاص بها للمساعدة في إسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار القادمة.

وبدأت الهند في تطوير أسلحة الطاقة الموجهة من خلال مشروع “Tri-Netra”، وقد حققت تقدمًا ملحوظًا منذ 2001، وتعمل منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) ومركز أنظمة الطاقة العالية والعلوم (CHESS) على تطوير هذه التكنولوجيا، مع مشاركة العديد من الكيانات الأخرى مثل مركز بهابها للأبحاث الذرية (BARC) ومكتب تصميم الجيش (ADB).

ومع التقدم السريع في تطوير المركبات والأسلحة ذاتية القيادة، تزداد الحاجة إلى تدابير مضادة فعالة، وتقدم أسلحة الطاقة الموجهة خيارًا قابلًا للتطبيق لمواجهة هذه التهديدات، رغم أن التقدم في هذا المجال كان بطيئًا، إلا أنه اكتسب زخمًا في السنوات الأخيرة، وتستثمر العديد من الدول، بما في ذلك الهند، بشكل كبير في هذه التكنولوجيا، مما يعزز قدرتها على مواجهة التهديدات المستقبلية التي تشكلها الأسلحة ذاتية القيادة والأسرع من الصوت.

ربما يعجبك أيضا