هل بإمكان روسيا مواصلة الحرب في أوكرانيا؟

الحرب الروسية الأوكرانية.. إلى متى يمكن أن تستمر؟

محمد النحاس
الحرب الروسية الأوكرانية

باتت أوكرانيا في موقف دفاعي كما كان عليه الحال مع بدأ الحرب، وبعد فشل هجومها المضاد في تحقيق مكسب يذكر بعد أن روجت له على مدار شهور طويلة، وبينما تكافح مع القيود المفروضة على قوتها البشرية، فيما بدأت إمدادات الذخيرة من الغرب في النضوب


أفاد تقرير صادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) ومقره بريطانيا، بأن روسيا تستطيع مواصلة الحرب في أوكرانيا لمدة سنتين أو 3 سنوات أخرى.

ووفقًا للتقرير الصادر حديثًا، يتعين على روسيا لإتمام ذلك، التضحية “بالنوعية مقابل الكمية”، لأنها تستبدل الأسلحة المدمرة أو التالفة بأنظمة قديمة مخزنة”، وفقًا لما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الخميس 15 فبراير 2024، عن التقرير الصادر حديثًا عن المعهد المعني بالدراسات الاستراتيجية.

قدرة على مواصلة الحرب

أفاد المركز البحثي الغربي بأن موسكو فقدت عددًا كبيرًا من الدبابات في ساحات القتال في أوكرانيا قبل ما يقرب من عامين من بدء القتال في 24 فبراير 2022، إلا أن التقرير رأى أنه من غير المرجح أن تتسبب هذه الخسائر بإنهاء الحرب “في أي وقت قريب”. 

وجاء في تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “رغم خسارة مئات المركبات المدرعة وقطع المدفعية شهريًا في المتوسط، تمكنت روسيا من الحفاظ على استقرار أعداد مخزونها النشط من خلال إعادة تنشيط الأنظمة القديمة، وتعزيز قدرتها الصناعية والشراء من الخارج”، معتبرًا أن بإمكان روسيا مواصلة الحرب لـ”سنتين أو ثلاثة، أو حتى فترة أطول”. 

جمود ميداني

صدر التقرير فيما تقترب الحرب الروسية الأوكرانية من الذكرى السنوية الثانية، ويشن الروس سلسلة من الهجمات على طول الخطوط الأمامية التي يبلغ طولها حوالي 1000 كيلومتر في محاولة لكسر “حالة الجمود الميداني”.

من جهة أخرى، باتت أوكرانيا في موقف دفاعي كما كان عليه الحال مع بدأ الحرب، وبعد فشل هجومها المضاد في تحقيق مكسب يذكر بعد أن روجت له على مدار أشهر طويلة، وبينما تكافح مع القيود المفروضة على قوتها البشرية، فيما بدأت إمدادات الذخيرة من الغرب في النضوب، مع التململ من طول أمد الصراع، وغياب آفاق التسوية.

لكن الأسبوع الماضي قد حمل أخبارًا إيجابية بالنسبة لأوكرانيا، فقد أقر مجلس الشيوخ الأمريكي  مشروع قانون مساعدات خارجية بقيمة 95.3 مليار دولار، بما في ذلك 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا، لكن ذلك لم يكتمل بعد، حيث قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إنه لا يعتزم طرح مشروع القانون على المجلس.

ارتفاع الإنفاق الدفاعي

وكان المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قد أفاد في تقريره السنوي المنفصل عن التوازن العسكري، أن الإنفاق الدفاعي العالمي زاد بنسبة 9% ليصل إلى مستوى قياسي قدره 2.2 تريليون دولار في عام 2023، في الوقت الذي يتكيف فيه العالم مع ما أسماه “عصر عدم الاستقرار”. 

وجاء ذلك مدفوعًا إلى حد بعيد، بتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة لعوامل أخرى، وبحسب المعهد فإن الحرب الروسية الأوكرانية دفعت الدول الأوروبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي وتعزيز حلف شمال الأطلسي.

لكنه قال إن الكثير من التمويل الإضافي “يسعى جاهدًا لتصحيح أوجه القصور الناجمة عن سنوات من نقص الاستثمار”، وبحلول مارس، فإن الاتحاد الأوروبي في طريقه للإخفاق “بفارق كبير” في تحقيق هدفه المتمثل في تسليم مليون قذيفة 155 ملم لأوكرانيا، بحسب ما أفاد التقرير.

صعوبة التقدير

حلل التقرير مسارات الآليات النشطة لكل من دبابات القتال الرئيسة في روسيا وأوكرانيا وناقلات الجنود المدرعة، ومركبات المشاة القتالية، وغيرها من المعدات، وقارن الخسائر المشار إليها من صور ساحة المعركة مع مصادر معلومات أخرى، بما في ذلك البيانات المسربة من البنتاجون وأجهزة التتبع مفتوحة المصدر، لكنه قدر أن الخسائر في نهاية المطاف “غير دقيقة” التقدير.

وأفاد التقرير أن عدد دبابات القتال النشطة في أوكرانيا “لا يزال بالقرب من مستويات ما قبل الحرب”، في حين أن عدد ناقلات الجنود المدرعة ومركبات القتال البرية “زاد بفضل الدعم الغربي”، ورغم ذلك فقد حذر من أن محاولات أوكرانيا لنشر هذه المركبات الإضافية “تجاوز إمدادات المعدات”، مما يعني أن بعض الوحدات لم يكن لديها ما يكفي من المعدات لتكون قريبة من القوة الكاملة.

ربما يعجبك أيضا