هل باتت سطوة الولايات المتحدة على النظام الدولي في مهب الريح؟

فريد زكريا: أسس النظام العالمي مُهددة والصراع هو الوضع الطبيعي

محمد النحاس

يرى فريد زكريا، أن الفشل في التصدي للحوثيين يمثل ضربة لـ مصداقية الولايات المتحدة كضامن لحرية الملاحة، وهو عنصر رئيس في الاقتصاد العالمي المفتوح، الذي جرى تشييده على مدار قرنين من الزمان


قال المحلل السياسي ومقدم برنامج “جي بي إس” على شاشة شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فريد زكريا، إن العالم يعيش فترة تشبه الحرب الباردة.

ويرى زكريا، في مقالٍ نشرته “سي إن إن”، أنه بالنظر إلى الأزمات العالمية، بات من الجلي أننا نعيش في عصر التوترات الجيوسياسية، التي تهدد النظام الدولي على نحوٍ مستمر، مشيرًا إلى أن الصراع بات هو “الوضع الطبيعي الجديد”.

مساعدات أوكرانيا

أشار المحلل السياسي فريد زكري إلى أن الحرب تسير بنحوٍ سيء في أوكرانيا، حيث يتفوق الروس من حيث التسليح والعدد، ولا يبدو -وفقًا للمقال- أن الكونجرس راغب في إقرار تشريع لإرسال مزيد من الأسلحة، ولا تملك أوروبا من جانبها الإمكانات اللازمة لإمداد أوكرايا بالأسلحة اللازمة لمجابهة روسيا.

ونقل زكريا عن “أحد كبار الدبلوماسيين الأوروبيين” قوله: “إن الأوكرانيين شجعان، لكنهم ليسوا خارقين.. لن يتمكنوا من الصمود إذا لم يكن لديهم الأسلحة والإمدادات اللازمة”.

الحرب الإسرائيلية على غزة

على صعيد آخر، اعتقد كثيرون في الشرق الأوسط عندما بدأت الحرب على غزة أنها سوف تكون قصيرة، وأن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سوف تسقط، لكن ذلك ليس مرجحًا أن يحدث، وفق المقال.

ويرى زكريا أن تصرفات إسرائيل سوف تؤدي لتصاعد التوترات في بلدان أخرى، ويلفت في ذات الصدد إلى أنه، في حين أن نتنياهو رغم عدم حب العديد من الإسرائيليين له، إلا أنهم يتفقون مع سياساته العسكرية.

ووافق الكنيست الإسرائيلي على قرار يعلن أنه يعرض أي اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية بأغلبية 99 صوتا من أصل 120. (يضم ائتلاف نتنياهو 64 عضوا فقط، وهو ما يعني انضمام عدد كبير من برلمانيي المعارضة إليه)، حسب المقال. ودأبت إسرائيل على استهداف مقاتلي حزب الله، حتى أن عدد قتلى الجزب في بعض التقديرات زاد عن 200، ومن المتوقع استمرار ذلك خلال الفترة المقبلة.

الحوثيون وتهديد النظام الدولي

في سياق متصل، تستمر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، وقد باءت الجهود الأمريكية لتنظيم تحالف فعال للحفاظ على تدفق التجارة عبر البحر الأحمر بالفشل، كما لن تنجح الضربات العسكرية في وقف الهجمات.

ويرى فريد زكريا، أن هذا الفشل يمثل ضربة لـ مصداقية الولايات المتحدة كضامن لحرية الملاحة، وهو عنصر رئيس في الاقتصاد العالمي المفتوح، الذي جرى تشييده على مدار قرنين من الزمان، وتولى مسؤولية حماية هذا النظام  البحرية البريطانية، وحل محلها بعد ذلك نظيرتها الأمريكية، بحلول عام 1945، وتربعت على عرش البحار في جميع أرجاء العالم.

ماذا عن الصين وروسيا؟

تهديد الأسس البحرية للنظام الدولي، لا تقف عند هذا الحد، حسب المقال، حيث تعمل كل من روسيا والصين على بناء قدرات لقطع الكابلات البحرية، التي باتت جزء رئيسي من “السحابة” المُناط بها تخزين بيانات الإنترنت.

وفي الثمانينيات، كان لدى الولايات المتحدة ما يقرب من 600 سفينة، لكن اليوم لديها أقل من 300 سفينة، من ناحية أخرى تراجعت قدرات أوروبا على صعيد التصنيع العسكري.

في هذا الصدد، يطرح مقال سي إن إن تساؤلاً جوهريًّا: ما لم تتمكن الولايات المتحدة من ردع جماعة مثل الحوثيين، فما هي الفرصة المتاحة لها ضد قوى بحجم الصين وروسيا؟

سياسة الجمهوريين

يعتقد المحلل السياسي فريد زكريا أن حل تلك المشكلات يتطلب “نقلة نوعية” في العالم الغربي، وهذا يعني أن على الحكومات أن تنفق مزيدًا على الدفاع، وبشكل أكثر كفاءة.

وختامًا ينتقد المقال سياسة “دفن الرؤوس في الرمال” التي تبناها الجمهوريون في الكونجرس بعودتهم إلى سياسة العزلة في توقيت حرج على أمل أن تختفي المشكلات من تلقاء نفسها.

ربما يعجبك أيضا