هل تأثرت موائد إفطار رمضان بانعدام الأمن الغذائي؟

شيرين صبحي

لطالما كان شهر رمضان مناسبة رائعة يستمتع فيها الصائمون بالتجمعات العائلية ومآدب الإفطار الكبيرة المليئة بالأطباق الشهيرة الشهية.

لكن لم يعد هذا هو الحال في العديد من البلدان العربية التي ابتليت بصراعات وأزمات سياسية واقتصادية، ما دفع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إطلاق حملة بعنوان “حول مائدة طعام رمضان” لتلقي الضوء على تأثير انعدام الأمن الغذائي على موائد الإفطار.

ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن

1595709644756832 0

طبق الفتة

في قطاع غزة المحاصر، قال مواطنون إن ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن زاد الطلب على الخيارات النباتية مثل الفلافل، وفق وكالة أنباء رويترز.

ويقول طارق شراب، بائع الفلافل، إن كمية الفلافل التي يمكن شراؤها مقابل شيكلين (0.54 دولار) تكفي لإطعام أسرة بأكملها.

وأضاف أن “الوضع الاقتصادي صعب جدًا وسنة عن سنة بدأ الوضع في النازل”. وقال أحد المواطنين واسمه محمد البنا: “رمضان الماضي كنا نأكل أحلى أكلة، كنا نأكل الفتة 6 مرات، ونشتري الفراخ، أما هذا العام فالوضع مختلف تمامًا”. ويعانى اقتصاد القطاع تحت وطأة الحصار الإسرائيلي ويجد صعوبة لإعادة البناء في ظل الصراع الممتد لسنوات.

الوضع في العراق

420223122120161007885

الضلمة – المحشي

لا يختلف الوضع كثيرًا في العراق الذي أحيا الشهر الماضي ذكرى مرور 20 عامًا على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، وشهدت البلاد بعده عنفًا وخاض حربًا ضد تنظيم داعش. “الضُلمة” طبق شهير في العراق مصنوع من الخضر والأرز واللحم، لكن تكلفة إعداده لم تعد في متناول يد كثيرين.

تبيع حنين علي قاسم الضُلمة في شارع الفراهيدي الشهير في البصرة بعد الإفطار خلال شهر رمضان للزبائن الذين يفدون إلى شارع الكتاب للتنزه بعد الإفطار.

وقالت حنين: “الموائد تكلفتها صارت غالية على الإنسان البسيط الذي لا يملك دخلًا أو دخله محدود”.

اقرأ أيضًا| حلويات رمضان.. متعة خاصة للصائمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

الاستغناء عن اللحم

وزادت تكلفة تحضير طبق من الضُلمة بالنسبة لحنين قاسم هذا العام بنحو الخمس عن سعر العام الماضي. وتصر على استخدام جميع المكونات المكلفة لإعداد الوجبة وتبيع الآن عددًا أقل من قطع الضُلمة بنفس سعر العام الماضي.

ربة المنزل السورية ميادة سليمان (42 عامًا) التي لجأت إلى خدمة إعداد الوجبات لإعالة أسرتها، أصبحت وجبة المحشي الشبيهة بالضُلمة عالية التكلفة لدرجة أنها قررت الاستغناء عن اللحم عند تحضيرها.

وقفز سعر كيلو اللحم من 30 ألف ليرة سورية (حوالي 12 دولارًا) العام الماضي إلى 80 ألف ليرة هذا العام (31.85 دولارًا). وبدأت ميادة سليمان في استخدام مكعبات المرقة الجاهزة بدلًا من اللحوم لتحضير الوجبة بأسعار معقولة لأسرتها وزبائنها.

رمضان هادئ في اليمن

فضل العشر الأواخر من رمضان

شهر رمضان – أرشيفية

في اليمن، يستمتع المواطنون بشهر رمضان هادئ للمرة الأولى منذ 8 سنوات بفضل اتفاق هدنة بوساطة الأمم المتحدة والذي انتهى سريانه في أكتوبر لكنه صامد إلى حد كبير، إلا أن موائدهم ما زالت تفتقر إلى المواد الغذائية الأساسية بعد صراع وحصار لسنوات، إذ يعيش غالبية السكان على وجبة واحدة فقط في اليوم، بحسب المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط إيمان الطرابلسي.

وأشارت إيمان إلى “تدهور قدرة السكان محليًّا على الحصول على احتياجاتهم الغذائية، ولكن مناطق النزاع في المنطقة العربية اليوم تعيش أثرًا مضاعفًا وتحديات مضاعفة تتعلق بصفة خاصة بالتغيرات المناخية”.

وأضافت: “نحن لا نتحدث اليوم فقط عن اختفاء أصناف أو اختفاء أطباق نحن نتحدث عن قدرة الناس والملايين من الأشخاص في هذه المناطق المعرضة أو المتأثرة بنزاعات قائمة أو سابقة من قدرتهم على سد رمق أبنائهم والجوع بصفة يومية”.

ربما يعجبك أيضا