هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟

آية سيد
بعد هدوء التوترات.. هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟

بعد تخلي تركيا عن معارضتها لانضمام السويد إلى الناتو، هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟


شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا العديد من التوترات، خلال السنوات الماضية، لكنها تبدو في طريقها للتحسن.

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إحالة طلب انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى البرلمان، تمهيدًا لإقراره، بعد اجتماع مع نظيره الأمريكي، جو بايدن، حسب تقرير لشبكة بلومبرج الأمريكية، يوم أمس الأول الأربعاء 12 يوليو 2023.

أسباب الخلافات

بدأت التوترات في العلاقات بين البلدين، بعد شراء تركيا منظومة «إس-400» الدفاعية الروسية في 2019. وردًا على هذا، منعت الولايات المتحدة أكبر وكالة مشتريات دفاعية في البلاد من الوصول إلى المؤسسات المالية، والمعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية.

وتُعد أحد نقاط الخلاف الأخرى، تسليح الولايات المتحدة وتدريبها للقوات الكردية في سوريا، الذين تراهم تركيا إرهابيين وتهديدًا لوحدتها، بسبب علاقتهم المباشرة بحزب العمال الكردستاني. وكذلك دعم واشنطن خصوم أنقرة، في خلافها مع قبرص على الغاز الطبيعي.

حظر تركيا

بعد هدوء التوترات.. هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟

مقاتلة «إف-16» الأمريكية

حسب بلومبرج، تجلى عدم الثقة بين أنقرة وواشنطن عندما رفضت الولايات المتحدة بيع مقاتلات «إف-16» لتركيا. وأوضح المشرعون الأمريكيون أنهم لن يوافقوا على بيع المقاتلات لتركيا ما لم توافق على انضمام السويد للناتو.

ومنذ 2021، كانت تركيا تحاول شراء 40 مقاتلة جديدة من طراز «إف-16»، و80 مجموعة معدات لتحديث أسطولها الحالي من المقاتلات. ووفق بلومبرج، تأمل أنقرة تطوير طائراتها، لكنها تأخرت في إحالة مقاتلات «إف-4» للتقاعد، وتريد تحديثها كإجراء مؤقت.

قلق أمريكي

ستساعد مقاتلات «إف-16» تركيا في الخروج من مأزق، بعدما منعتها الولايات المتحدة من شراء المقاتلة الأكثر تقدمًا «إف-35»، ردًا على قرار تركيا شراء منظومة إس-400 الروسية.

وأوضحت بلومبرج أن واشنطن قلقت بشأن إمكانية استخدام منظومة إس-400 لجمع معلومات استخباراتية عن قدرات التخفي لمقاتلات إف-35. وكذلك فإن واشنطن حريصة على منع حلفائها من التعامل مع قطاع الدفاع الروسي.

اقرأ أيضًا| بايدن: واثق من قدرة أمريكا على بيع مقاتلات «إف 16» لتركيا

موقف تركيا من روسيا

اشترت تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، بعد التخلي عن محادثات الحصول على منظومة باتريوت الأمريكية، بسبب رفض واشنطن مشاركة التكنولوجيا. وحسب بلومبرج، رفضت تركيا التوقف عن استخدام إس-400، وتخطط للمزيد.

وتفاوضت تركيا على نقل تكنولوجيا إس-400 من روسيا، وعملية شراء ثانية محتملة لبطاريات الصواريخ من أجل إنتاجها محليًّا، كجزء من جهودها لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية. وفي الوقت ذاته، تقول تركيا إنها متلزمة تجاه الناتو وإن مقاتلات «إف-16» ستعزز أمن الحلف.

بعد هدوء التوترات.. هل تتحسن العلاقات بين واشنطن وأنقرة؟

منظومة “إس-400” الروسية

ماذا تغير؟

في في قمة الناتو، خلال يوليو الحالي، سحب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، معارضته لانضمام السويد للناتو، ما سمح للحلف العسكري بإظهار جبهة موحدة أكثر في مواجهة الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي الاجتماع ذاته، تعهدت الولايات المتحدة بـ”المضي قدمًا” في طلب تركيا شراء مقاتلات «إف-16»، وفق ما ذكره مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان. وأشارت بلومبرج إلى أنه إذا حصلت تركيا على تلك المقاتلات، قد يساعد هذا إلى حد ما في بدء فصل جديد في العلاقات بين البلدين.

اقرأ أيضًا| صفقة واشنطن وأنقرة.. لماذا وافق الأتراك على انضمام السويد للناتو؟

لماذا تركيا مهمة؟

يعتقد المسؤولون الأتراك أن أنقرة، التي عملت حصنًا ضد روسيا في أثناء الحرب الباردة، لا تزال تمتلك أوراق مساومة ثمينة. فهي تستضيف رؤوسًا حربية نووية أمريكية في قاعدة أنجرليك الجوية، إضافة إلى منشآت عسكرية تستخدمها الولايات المتحدة للتجسس على روسيا.

ووفق بلومبرج، يرى المسؤولون في تركيا الحاجز الوحيد لمنع ملايين اللاجئين، معظمهم من سوريا، من التدفق إلى الدول الأوروبية التي تمتلك الولايات المتحدة علاقات وثيقة معها. وفي الفترة الأخيرة، عزز الصراع في أوكرانيا دور أنقرة في الشؤون الإقليمية.

ولفتت بلومبرج إلى أن تركيا زودت أوكرانيا بمسيّرات مسلحة وذخيرة، لكنها رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا وحاولت التوسط في السلام بين طرفي الصراع. وبرزت أهميتها الاستراتيجية أيضًا بعد تعطل صادرات الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود والمتوسط.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| أعداد اللاجئين في تركيا

ربما يعجبك أيضا