هل تساهم حرب غزة في تعزيز عودة داعش للشرق الأوسط؟

اهتمام جماعات المقاومة بالحرب في غزة يتيح الفرصة لداعش للانتشار

بسام عباس
تنظيم داعش - أرشيفية

تشير التطورات الأخيرة إلى أن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش قد انتشر إلى مستوى تعتقد الولايات المتحدة أنه يتطلب اتخاذ إجراءات أقوى.

وفي غضون أقل من أسبوع، نفذت القوات الأمريكية عمليتين استهدفتا قوات التنظيم في سوريا والعراق، حيث انطلقت عملية أمريكية عراقية مشتركة في محافظة الأنبار أسفرت عن مقتل 14 مسلحًا من داعش.

زيادة نشاط داعش

أوضحت مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 12 سبتمبر 2024، أن الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة تغذي عودة تنظيم داعش الذي كان على وشك الانهيار التام قبل الحرب على غزة.

وأضافت أن منطقة الشرق الأوسط، منذ الاتفاق العراقي – الأمريكي، شهدت ارتفاعًا في النشاط المرتبط بتنظيم داعش الذي أعلن، في يوليو الماضي، مسؤوليته عن هجوم على مسجد شيعي في عُمان أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقع فيها الدولة الخليجية ضحية للإرهاب المرتبط بتنظيم داعش.

وفي الشهر الماضي، أسفر هجوم بسكين تبناه تنظيم داعش في ألمانيا، والذي ادعى منفذه أنه كان مدفوعًا بالحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، عن مقتل 3 أشخاص، وأفادت تقارير بأن وكالة الاستخبارات المركزية والسلطات النمساوية أحبطت مؤامرة مرتبطة بتنظيم داعش لشن هجوم أثناء حفل موسيقي لتايلور سويفت في فيينا.

جيش داعش المحتجز

أطلق قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريلا، حذر من التهديد المحتمل الذي يشكله سجناء تنظيم داعش المحتجزون في سوريا، مشيرًا إلى أن أكثر من 9 آلاف معتقل من داعش لا يزالون محتجزين في أكثر من 20 منشأة احتجاز تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في سوريا، ما يشكل حرفيًا “جيش داعش قيد الاحتجاز”.

وذكرت المجلة أن إشارة الجنرال إلى “جيش داعش المحتجز” تسلط الضوء على القلق بشأن احتمال أن يخطط التظيم لمحاولة الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي مرة أخرى، وهي الخطط التي تتطلب قوة بشرية إضافية كبيرة، ويقدر عدد عناصر داعش في العراق وسوريا حاليًا بنحو 2500 عنصر.

رابط غزة

قالت المجلة إن التهديد المتزايد الذي يشكله تنظيم داعش مرتبطٌ جزئيًّا بالحرب المستمرة التي تشنها إسرائيل ضد حماس في غزة، لافتة إلى أن تقرير أصدرته وكالات حكومية أمريكية في بداية العام كشفت عن أن هجمات تنظيم داعش في العراق وسوريا بلغت أدنى مستوياتها على الإطلاق في الربع الأخير من 2023 عندما كانت حرب غزة في مراحلها الأولى.

ولاحظت الأمم المتحدة ارتفاع وتيرة أعمال داعش العدائية خلال نفس الفترة في تقرير أصدرته في يوليو، ووفقًا للتقرير، كثفت الجماعة الإرهابية هجماتها في سوريا بدءًا من أوائل هذا العام، حيث شهد شهر مارس بعضًا من أسوأ أعمال العنف التي أثارها داعش في البلاد منذ سقوطه قبل 5 سنوات.

ويبدو أن هذا الارتفاع الحاد في نشاط داعش قد يعزى، جزئيًا على الأقل، إلى رد الفعل الإقليمي على حرب غزة، ووفقًا لتقديرات البنتاجون، فإن الهجمات التي شنتها الجماعات المدعومة من إيران على القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا والعراق بعد بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي أعاقت العمليات ضد داعش.

توسع داعش

أوضحت المجلة أن الصراع في غزة يبدو أنه ساعد داعش من خلال تحويل موارد إيران وحلفائها الشيعة في العراق وسوريا التي كانت ذات دور فعال في دحر داعش وهزيمته، حيث أعادت إيران، والجماعات المتحالفة معها، نشر بعض قواتها من عمق سوريا، حيث كانت أكثر تركيزًا على داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة، إلى جنوب لبنان والمناطق الأقرب إلى مرتفعات الجولان للضغط على إسرائيل لوقف هجومها في غزة.

وأوضحت أن تنظيم داعش يستفيد من عمليات إعادة الانتشار هذه، لأنها قللت من الضغوط عليه داخل سوريا، ما مكنه من إعادة البناء واتخاذ موقف أكثر عدوانية، وفي هذا الصدد، فإن الدعم القوي المستمر من واشنطن لإسرائيل في حربها في غزة قد يقوض جهودها لمكافحة الإرهاب في سوريا والعراق.

وقالت إنه مع استمرار حرب غزة، فإن إيران وحلفائها في سوريا والعراق، الذين عارضوا داعش منذ نشأتها، سيعطون الأولوية للصراع مع إسرائيل على اعتبارات أخرى، ما يزيل فعليًا عقبة كأداء تقف في طريق توسع داعش، ما من شأنه أن يزيد من التهديد للقوات الأمريكية، وهو أمر يجب على إدارة بايدن أن تضعه في اعتبارها في الذكرى 23 لهجمات 11 سبتمبر.

ربما يعجبك أيضا