استهداف عمان.. تغيير في استراتيجية داعش يثير قلقًا عالميًا

مع تراجع سيطرته في الشرق الأوسط.. تنظيم داعش يستهدف الهدف السهل

بسام عباس
تنظيم داعش

هاجم عدة مسلحين مسجدًا شيعيًّا في العاصمة العُمانية، مسقط، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، وإصابة ما يقرب من 30 آخرين، في أعنف هجوم في البلاد.

وأعلن تنظيم داعش الإرهابي في وقت لاحق مسؤوليته عن الهجوم، وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم المتطرف مسؤوليته عن هجوم في عمان.

التهديد ما زال مستمرًا

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 17 يوليو 2024، إن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن عدد من الهجمات البارزة الأخيرة، في روسيا وإيران في وقت سابق من هذا العام، ويعد إطلاق النار هذا بمثابة تذكير آخر بأن التنظيم لا يزال يمثل تهديدًا بعد سنوات بدا فيها ضعيفًا جدًا.

وأضافت أن تلك المظاهر لم تكن خادعة تمامًا، وإذا كان تنظيم داعش يركز على هجمات عالية المستوى في دول بعيدة نسبيا عن قاعدة عملياته الإقليمية السابقة، فذلك لأنه فقد قبضته على تلك الأراضي، حتى مع تدهور موقعه في أفغانستان.

أهداف سهلة

أوضح آرون زيلين، في مقال نشره موقع (War on the Rocks) 15 يوليو 2024، أن استراتيجية تنظيم داعش وعملياته تغيرت في السنوات الأخيرة، وذلك بسبب فقدانه سيطرته الإقليمية في العراق وسوريا، فسعى لأن يكون جماعة منظمة عالمية مترابطة، ذو بنية فوقية تشرف على جميع ولاياته ما يسهل الهجمات الخارجية.

وأضافت المجلة الأمريكية أن إطلاق النار في عُمان، تلك الدولة الهادئة التي ظلت بعيدة عن الانقسامات السياسية والطائفية في المنطقة، يعكس هذا التحول، حيث يستغل تنظيم داعش الهدف السهل للفت الانتباه إلى نفسه، ما يثير المزيد من القلق لدى الدول الغربية والولايات المتحدة.

وتابعت أن الغرب حوَّل تركيزه على مكافحة الإرهاب نحو التهديدات الداخلية من اليمين المتطرف واستراتيجيته الأمنية الأوسع نحو التهديدات التي تشكلها روسيا والصين، ومع توجه الدول الغربية نحو اهتمامات أخرى، ربما يجد تنظيم داعش المزيد من الفرص كتلك التي استغلها مؤخرًا.

القضاء على الأيديولوجية

ذكرت المجلة أن التحول الاستراتيجي الذي يشهده تنظيم داعش يسلط الضوء على التحدي المتمثل في هزيمة جماعة مثل هذه، وربما تم إضعافها إقليميًّا، ولكن من الواضح أنها لا تزال قادرة على إحداث قدر كبير من الضرر، وهي الآن موجودة في عدد أكبر من المناطق على مستوى العالم مقارنة بما كانت عليه قبل عقد من الزمن.

وأشارت إلى أن المجلة كشفت عن وجود التنظيم الإرهابي في موزمبيق وإندونيسيا وغرب أفريقيا ومناطق أخرى في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أنه تذكير بأن القضاء على الأيديولوجية الفكرية التي تحرك هذا التنظيم أصعب بكثير، على الرغم من أن سيطرة التنظيم وقدراته الإقليمية قد تدهورت.

ربما يعجبك أيضا