هل تشن الولايات المتحدة هجمات صاروخية على الحوثيين في اليمن؟

يهاجم الحوثيون السفن لإظهار الدعم لحماس في حربها ضد إسرائيل، ويشعر البعض في المنطقة بالقلق من أن الرد القوي للغاية لن يؤدي إلا إلى تصعيد العنف.

وتعكف الولايات المتحدة على وضع خططًا للرد على الحوثيين في اليمن بعد أن شنت الجماعة المدعومة من إيران سلسلة من الهجمات على السفن البحرية والتجارية في البحر الأحمر. وقد حدد مسؤولو البنتاجون خيارات الهجوم الصاروخي على مواقع الحوثيين بعد زيادة الغارات على السفن التي دفعت الدول الغربية إلى إرسال السفن الحربية إلى المنطقة.

خطط الولايات المتحدة

نقلت الولايات المتحدة المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور من الخليج العربي إلى خليج عدن، قبالة سواحل اليمن، كجزء من قوة مهام بحرية دولية لدعم ضربة مضادة محتملة، حسبما صرح مسؤول لمجلة بوليتيكو الأمريكية اليوم الأربعاء 20 ديسمبر 2023. وأضاف المسؤول أن الجيش الأمريكي قدم أيضًا خيارات للقادة لقصف مواقع الحوثيين.

وتستعد صناعة الشحن العالمية لاحتمال العيش بدون أهم طريق تجاري لأسابيع. وحتى في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على تشكيل فريق عمل لمنع المسلحين الحوثيين في اليمن من مهاجمة السفن التجارية، لا تزال شركات الشحن تنتظر التفاصيل، وتشعر بالقلق بشأن التنفيذ. لذا، ترسل شركات الشحن السفن لمسافات طويلة حول إفريقيا، ما يضيف تكاليف قدرها مليون دولار.

الحوثيون يستولون على سفينة شحن إسرائيلية

حالة طوارئ شحن

قالت وكالة بلومبرج الأمريكية: لقد خلقت الهجمات حالة طوارئ شحن أسوأ وأكثر ديمومة من إغلاق قناة السويس في عام 2021، عندما تسببت سفينة عالقة لمدة أسبوع في إعاقة التجارة العالمية لعدة أشهر. ومع اضطرار السفن التي تنقل كل شيء من النفط إلى الحبوب إلى السيارات إلى الإبحار حول إفريقيا، فإن التكاليف الإضافية والتأخيرات تشكل مخاطرًا على الاقتصاد العالمي، كما بدا أن التضخم يتجه نحو الانخفاض.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الحاويات الألمانية هاباج لويد، رولف هابن يانسن، التي توقفت عن الإبحار في البحر الأحمر: “نأمل أن يكون الأمر بين أيام أو أسابيع، لكن بالطبع هناك أيضًا سيناريوهات يجب التفكير فيها عندما يستغرق الأمر وقتًا أطول”.

عملية حارس الرخاء

قال الرئيس التنفيذي لشركة “Euronav NV”، ألكسندر سافريس، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرج: “سيؤدي ذلك إلى إبطاء التجارة، فقد أوقفت شركة ناقلات النفط العملاقة جميع الشحنات عبر البحر الأحمر، ولن تعود حتى توفير مثل هذه المرافقة العسكرية.

قال رئيس السلامة والأمن البحري في مجموعة بيمكو لصناعة الشحن، جاكوب باسكي لارسن، تم استخدام القوافل الفضفاضة، أو عمليات العبور الجماعية، التي تتبع طريقًا معينًا كما كان في الماضي عندما كانت القرصنة الصومالية مشكلة، وأضاف أنه من الممكن أيضًا محاولة تأمين منطقة واسعة ونشر وحدات عسكرية وفقًا للوضع.

ولا يضم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يشارك في عملية حارس الرخاء سوى عدد قليل من دول الاتحاد الأوروبي. وقالت إسبانيا إن مشاركتها تخضع لقرارات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، كما طلبت واشنطن من أستراليا الانضمام، وهو الطلب الذي رفضته الحكومة في كانبيرا.

الحوثيون

مخاطر الحرب البحرية

وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة مخاطر الحرب البحرية وأخصائي التأمين Vessel Protect، إن هذه التفاصيل قد تؤخر الوقت الذي تستغرقه السيطرة على الوضع الأمني.

وأضاف: “لن يعود المشغلون التجاريون إلى المنطقة إلا حيث يمكنهم التأكد من فعالية الأحكام الأمنية المُنفذة”. “ومع الإعلان الأخير، من الصعب أن نرى كيف يتم تحقيق ذلك.”

تكلفة التأمين على السفن

قفزت تكلفة التأمين على السفن التي ستعبر البحر الأحمر مرة أخرى هذا الأسبوع بعد أن أجبرت الهجمات المتزايدة في المنطقة بعض السفن على تجنب الممر المائي الحيوي، ما يؤكد الحاجة إلى تأمين منطقة ذات أهمية محورية للتجارة العالمية.

وارتفعت التغطية الآن إلى حوالي 0.5% من قيمة هيكل السفينة، وفقًا لثلاثة أشخاص مشاركين في السوق، هذه زيادة حادة عما كانت عليه في وقت سابق من هذا الشهر، عندما كانت التكاليف تتراوح بين 0.1% إلى 0.2% من قيمة الهيكل.

ضربات عسكرية

تدرس الولايات المتحدة وحلفاؤها توجيه ضربات عسكرية محتملة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، اعترافا بأن قوة المهام البحرية المعلن عنها حديثا والتي تهدف إلى حماية السفن التجارية في البحر الأحمر قد لا تكون كافية للقضاء على التهديد الذي يهدد الممر المائي الحيوي.

يجري التخطيط لإجراءات تهدف إلى شل قدرة الحوثيين على استهداف السفن التجارية من خلال ضرب الجماعة المسلحة في المصدر، وفقًا لأربعة أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم أثناء مناقشة المداولات الداخلية، فقد أكدوا أن الولايات المتحدة تريد أن تنجح الدبلوماسية.