هل تصبح مجموعة الـ20 داعمة لدول الجنوب العالمي؟

محمد النحاس

منذ تأسيس مجموعة الـ20، كانت معبرة إلى حد بعيد عن الدول الغربية الثرية، لكن مع صعود قوى مغايرة على الساحة الدولية، بدأ الأمر في التغير.. كيف؟


رغم أن مجموعة الـ20، كانت تضم العديد من دول الجنوب العالمي إلا أن أعضائها الأثرياء من الغرب لطالما مارسوا النفوذ الأكبر بها.

ووفق تحليل لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، 8 سبتمبر 2023، كان النفوذ الغربي مثالًا آخر على هيمنة الغرب على العديد من المساحات المرتبطة بالشأن العالمي، على حساب دول العالم النامي، لكنها أشارت إلى أن هذا الوضع ربما قد بدأ في التغير.

تمثيل غير عادل لدول الجنوب العالمي

تأتي قمة الـ20 هذا العام، المنعقدة في نيودلهي بالهند، في ما تشرع المجموعة للدخول في حقبة جديدة غير مسبوقة ستشهد تزايد لنفوذ دول الجنوب العالمي، ومزيدًا من العدالة الاقتصادية، حسب التحليل المنشور في مجلة فورين بوليسي، والذي يلفت إلى أنه القمة التي سبقت قمة نيودلهي، كانت في إندونيسيا، بينما تنعقد العام القادم برئاسة البرازيل.

أما عن البنية التي كانت مجموعة الـ20 عليها، يصفها التحليل بأنها “لم تناسب الجميع” إذ وجدت البلدان النامية نفسها مثقلةً بأعباء الديون، وتتأثر على نحو غير متناسب بدورها بالتغير المناخي (قارة إفريقيا التي تشارك بـ3% فقط في إطلاق الغازات الدفيئة هي الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي).

كما أنها غير مُمثلة على نحو عادل في المنظمات الدولية، وفي مقابل ذلك، كان لدى القوى الغربية نفوذ أكبر في تحديد عالميًّا، كما يشير التحليل المنشور في المجلة الأمريكية.

التركيز على قضايا تهم الجنوب العالمي

يمكن القول إن مجموعة الـ20 في وضع مواتي يسمح لها بتشجيع التغيير، وتتمتع المجموعة بنفوذ كبير على الهيئات الدولية، كالأمم المتحدة، وبنوك التنمية، ويمثل سكانها 65% من سكان العالم، و80 من إجمالي الناتج المحلي العالمي.

وفي هذا الصدد “من الملهم أن نرى الهند، خامس أكبر اقتصاد في العالم، تستخدم رئاستها لمجموعة العشرين للتركيز على القضايا التي تؤثر على الأغلبية العالمية، وخاصة تلك المتعلقة بالعدالة الاقتصادية”، وفق التحليل.

قضية الديون العالمية

خلال رئاستها دعت الهند الدول الدائنة والمديونة، إلى اجتماع هو الأول من نوعه، لمناقشة الديون السيادية، وشارك فيها مسؤولون من الهند وممثلون عن المنظمات الدولية، مثل صندوق النقد والبنك الدولي.

ويرى التحليل في هذا الصدد، أن الضغوط التي تمارسها مجموعة الـ20 قد تكون فعالة في تخفيف أعباء الديون عن البلدان المتعثرة، كما يمكن أن تكلل هذه الجهود أيضًا بنتقديم قروض بفوائد منخفضة ومنح وتعزيز الاستثمار.

اقرأ أيضًا| الهند تتحدى التنافس الجيوسياسي لصياغة إعلان مشترك بقمة الـ20؟

دعوة الاتحاد الإفريقي لعضوية مجموعة الـ20

يتابع التحليل، بأن العديد من دول مجموعة الـ20 هي نفسها دائنة، ما يجعل من الممكن تقديم فرصة لتحسين الإطار المشترك للمجموعة للتخفيف من أعباء الديون، خاصةً أن إصلاح منظومة الديون العالمية لها أهمية خاصة هذا العام، بعد أن سلطت إندونيسيا خلال رئاستها العام الماضي الضوء على المشكلة.

يذكر أن الهند هي التي اقترحت منح الاتحاد الإفريقي العضوية الكاملة والدائمة في مجموعة الـ20، وهي خطوة طال انتظارها، وحظى الاقتراح بدعم البرازيل واليابان وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضًا|اجتماع بايدن ومودي على هامش قمة الـ20.. ما أبرز محاور النقاش؟

ربما يعجبك أيضا