هل تكشف نتائج الانتخابات النصفية الأمريكية عن جمهور جديد من الناخبين؟

أحمد ليثي

شعبية الحزب الديمقراطي في طريقها للتضاؤل بين الناخبين غير البيض، ففي عام 2018، أيّد 92% من الناخبين السود المرشحين الديمقراطيين للكونجرس، في حين اختار 6% منهم فقط مرشحين جمهوريين.


تسلط الانتخابات النصفية الأمريكية الضوء على شيء أبعد من مجرد تحديد الفائزين والخاسرين، ومن المتوقع أن تعيد تشكيل الناخبين الأمريكيين.

,يجزم كاتب العمود السياسي، ويليام جلادستون، في مقاله بـ”وول ستريت جورنال“، الذي نُشر يوم الثلاثاء الماضي 8 نوفمبر 2022، أن الولايات المتحدة دخلت فترة مشاركة سياسية كثيفة، شهدت إقبالًا كبيرًا من الناخبين.

إقبال كثيف

قال جلادستون إن إقبال الناخبين في انتخابات التجديد النصفي في العام 2018، كان الأعلى منذ 1914، ونسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، هي الأعلى منذ عام 1900، منوهًا بأن الاستقطاب الحزبي الشديد، في السنوات الأخيرة، جذب العديد من الناخبين.

وأشار إلى أنه في 2018، ارتفع الإقبال بين الناخبين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا إلى 36%، من 20% فقط عام 2014، وفي 2020، وصلت هذه النسبة إلى 50% بين الشباب، من 39% في عام 2016.

فترة بايدن

أشار جلادستون، في مقاله، أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منصبه، أعرب بعض الناخبين الشباب عن استيائهم مما يرون أنه بطء في وتيرة التقدم في القضايا التي يهتمون بها، مثل الحق في الإجهاض والهجرة، بالرغم من أن الشباب هم الفئة التصويتية الأكبر للحزب الديمقراطي.

ونوه بأن الانتخابات النصفية الحالية ستظهر ما إذا كان تركيز الديمقراطيين على القضايا التي يهتم بها الشباب، سيكون كافيًا لإبقائها كتلة تصويتية للحزب، وإذا لم يمنح الشباب أصواتهم للديمقراطيين، سيكون على الحزب التفكير لإرضاء الشباب، من دون استعداء الناخبين الأكبر سنًا.

استقطاب حزبي

قال جلادستون إن الاستقطاب الحزبي الشديد أدى إلى زوال تأثير شخصية المرشحين ومؤهلاتهم، ففي عام 2012، اشتكى القادة الجمهوريون من أن الانتصارات الأولى لمرشحي الحزب، مثل كريستين أودوني، وتود أكين، حولت سباقات تنافسية إلى انتصارات للديمقراطيين.

وقبل 10 سنوات، لم يكن لدى المرشحين الجمهوريين في مجلس الشيوخ، مثل دون بولدوك ومحمد أوز وبليك ماسترز، أي فرصة للفوز بمقاعد، لأن الشرائح الحاسمة في الحزب لم تكن تؤيدهم، لدرجة أن ذلك منح الديمقراطي، روي مور، نصرًا سهلاً في آخر انتخابات، قبل 5 سنوات.

تحول نوعي

قال الكاتب إن شعبية الحزب الديمقراطي في طريقها للتضاؤل بين الناخبين غير البيض، ففي عام 2018، أيّد 92% من الناخبين السود المرشحين الديمقراطيين للكونجرس، في حين اختار 6% منهم فقط مرشحين جمهوريين.

ووفقًا لفريق من باحثي معهد “أمريكان إنتربرايز”، انخفض دعم السود للديمقراطيين إلى 74%، وارتفع تأييدهم للجمهوريون إلى 14%، في حين تشير بعض الأدلة إلى أن المشاعر المؤيدة للديمقراطيين بين السود انخفضت بين الرجال أكثر من النساء، ما قد يلقي بأثره في الانتخابات الحالية.

اللاتينيون ككتلة تصويت

أشار جلادستون إلى أن الديمقراطيين يمكن أن يقلقوا بشأن مكانتهم بين اللاتينيين، الذين منحوا الرئيس السابق، دونالد ترامب، 38% من أصواتهم في العام 2020، بعدما منحوه 28% فقط من أصواتهم في فترته الأولى، في حين كانت حصة جو بايدن 59% فقط، بعدما منحوا هيلاري كلينتون 66% في العام 2016.

من جهته، أفاد معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة بأن الدعم اللاتيني لمرشحي الكونجرس الديمقراطيين بلغ 53% في أكتوبر، لكن الاستطلاع، الذي أجرته “وول ستريت جورنال”، قدم نتائج أسوأ، وبلغ متوسط الدعم اللاتيني لمرشحي الكونجرس الديمقراطيين 46%، متقدمًا 5 نقاط فقط على نظرائهم الجمهوريين.

أهم قضايا اللاتينيين

وفقًا للباحثين، الذين حللوا الاستطلاع، فإن التضخم أهم قضية بالنسبة للناخبين اللاتينين، الذين يثقون في الديمقراطيين أكثر من الجمهوريين للتعامل معها، في حين يثق اللاتينيون أيضًا في الديمقراطيين أكثر في معالجة الجريمة والهجرة غير الشرعية والإنفاق الفيدرالي.

ويرى جلادستون أنه يوجد قوى تعويضية بين الناخبين اللاتينيين، فالديمقراطيون لهم باع كبير في مجموعة من القضايا الاجتماعية، كالعنف باستخدام الأسلحة النارية والإجهاض والتعليم، وكذلك فإن 60% من ذوي الأصول اللاتينية يؤيدون الحق في الإجهاض، و64% يوافقون على قرار الرئيس بايدن بإلغاء ديون الطلاب.

ربما يعجبك أيضا