هل تمتلك الصين مفتاح إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

رئيس فنلندا: الصين قادرة على إنهاء حرب أوكرانيا

شروق صبري
الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب

قال الرئيس الفنلندي أن الجهود الدبلوماسية لانهاء الحرب في أوكرانيا يجب أن تسير بجانب المساعدات العسكرية والاقتصادية المتزايدة لإنهاء الحرب لكن كيف؟


أكد الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، أن الصين تمتلك القدرة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، داعيًا بكين لاستخدام نفوذها على موسكو، كما حث الولايات المتحدة على تهدئة التوترات المتزايدة مع الصين.

وقال ستوب إن الهدف النهائي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يظل إعادة روسيا إلى حدودها الإمبراطورية في القرن التاسع عشر، “وهو أمر لا يبدو جيدًا بالطبع بالنسبة لفنلندا”، التي كانت مملوكة لروسيا في ذلك الوقت.

تزايد القلق الأوروبي

قال الزعيم الفنلندي في مقابلة اليوم 5 يوليو 2024 مع صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، تتزايد مخاوف الحكومات الأوروبية من إدارة ثانية للرئيس الأمريكي السابق لدونالد ترامب، ومن احتمال أن تتخلى واشنطن عن التزاماتها تجاه الأمن الأوروبي للتركيز على ردع الصين.

وتشعر العديد من الدول الأوروبية، القلقة من احتمال امتداد الحرب في أوكرانيا إلى دول أخرى على حدود روسيا، بالحاجة إلى دور أكبر للصين في إيجاد حل دبلوماسي.

دور الصين الحاسم

قال ستوب: “الرئيس شي جين بينج يمتلك مفاتيح الحل السلمي لهذا الصراع لأنه في موقع قوة”، مضيفًا: “نحن في الغرب، وحتى الولايات المتحدة، لا نستطيع فعل ذلك، كل ما يمكننا فعله هو توفير الأسلحة لأوكرانيا لضمان عدم خسارتها في الحرب”.

وأوضح ستوب أن طبيعة العلاقة غير المتكافئة بين الصين وروسيا، خاصة بعد العقوبات الغربية المفروضة في 2022، تمنح بكين النفوذ الكافي، وقال: “الصين بالطبع هي من تتحكم، سأكون صريحًا، روسيا أصبحت الآن دولة تابعة للصين”.

جنود أوكرانيون على مشارف أوكرانيا

جنود أوكرانيون على مشارف أوكرانيا

ردود الأفعال الأوروبية

زار العديد من القادة الأوروبيين، والرئيس البولندي أندريه دودا، والمستشار الألماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بكين مؤخرًا، لمناقشة العلاقات مع روسيا.

في محادثاته مع الزعيم الصيني شي جين بينج في أواخر يونيو، دعا دودا الصين إلى المساعدة في إيجاد حل دبلوماسي يحترم القانون الدولي. ورد شي: “موقف الصين من الأزمة الأوكرانية هو تشجيع محادثات السلام والسعي إلى حل سياسي”.

مخاوف من دور الصين

تشمل شروط بوتين الأخيرة لبدء محادثات السلام، التي رفضتها أوكرانيا باعتبارها مطالب استسلام، انسحاب أوكرانيا من مناطق شاسعة تدعي روسيا سيادتها عليها ولكنها تحت سيطرة كييف، مثل مدن زابوروجيا وخيرسون، واتخاذ خطوات “لا رجعة فيها” لنزع سلاح أوكرانيا.

رغم أن فنلندا هي واحدة من أكبر داعمي أوكرانيا، إلا أن ليس كل هؤلاء الداعمين يعتقدون أن الصين يمكن أن تلعب دورًا إيجابيًا في إنهاء الحرب.

قال وزير الخارجية الليتواني جابريليوس لاندسبيرجيس: “لطالما كنت أعتقد أن هذه حرب أوروبية، وبالتالي يجب على أوروبا وحلفائها مساعدة أوكرانيا في الفوز بها”.

طلب المساعدة

أضاف: “عندما نطلب المساعدة من الصين، خاصة الآن بعد أن أصبح من الواضح أنهم يساعدون روسيا، علينا أن نفهم أن ثمن تدخل الصين سيكون أعلى بكثير مما قد يكون أي شخص على استعداد لدفعه”.

في كل الأحوال، لا يوجد حافز كبير لدى شي لإنفاق رأس ماله السياسي على الدبلوماسية في أوكرانيا في هذه المرحلة، حيث تستفيد بكين من ضعف روسيا وزيادة اعتمادها عليها، تمامًا كما ينفق الغرب قدراته العسكرية التي يمكن استخدامها ذات يوم في آسيا.

الدعم العسكري والدبلوماسي

أشار ستوب إلى أن الهدف النهائي لبوتين هو استعادة روسيا لحدودها الإمبراطورية في القرن التاسع عشر، وقال: “بالطبع، لا يبدو هذا جيدًا بالنسبة لفنلندا”، وأوضح أن الوضع في ساحة المعركة يبدو أكثر تفاؤلًا مما كان عليه قبل بضعة أشهر.

أكد ستوب أن الجهود الدبلوماسية يجب أن تسير بالتزامن مع زيادة الدعم العسكري والاقتصادي لأوكرانيا، مضيفًا: “كلما دعمنا أوكرانيا الآن، انتهت الحرب في وقت أقرب”.

حماية موسكو

تشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الصين امتنعت حتى الآن عن تزويد روسيا بالأسلحة الفتاكة، لكنها تحمي موسكو دبلوماسيًا بينما توفر لروسيا أيضًا منفذًا للتجارة والحصول على التقنيات الحديثة، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج.

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حاول استمالة بكين لأكثر من عام، الشهر الماضي عن إحباطه، واتهم الصين بالعمل مع روسيا لتقويض قمة السلام التي نظمها في سويسرا و”التحول إلى أداة في الصراع”، وقالت الصين إنها قاطعت القمة لأن روسيا لم تتم دعوتها.

العصر الذهبي

التقى شي وبوتين في أستانا، كازاخستان، يوم الأربعاء، حيث أشاد الرئيس الروسي “بالعصر الذهبي” في العلاقات الثنائية ودعا الزعيم الصيني إلى “تعزيز القيمة الفريدة للعلاقات الصينية الروسية”.

ولم يناقشا خطط السلام الصينية ولم يستغرقا سوى القليل من الوقت في أوكرانيا خلال ذلك الاجتماع، وفقًا للمتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.

الأمن الآسيوي

قال المتخصص في العلاقات الصينية الروسية ومدير مركز كارنيجي روسيا أوراسيا في برلين، ألكسندر جابويف: “بدون الصين، سيكون من الصعب على روسيا مواصلة هذه الحرب، ولكن ليس مستحيلًا”، و”يدرك الصينيون أن لديهم نفوذًا، لكنهم غير متأكدين من أن هذا النفوذ كبير بما يكفي لوقف الحرب إذا ما أزالوا دعمهم. إنهم يدركون أن بوتين مهووس تمامًا بهذه الحرب”.

ووصف شي مرارًا وتكرارًا السيطرة على تايوان كأولوية استراتيجية للصين، ودعا العديد من السياسيين والاستراتيجيين الجمهوريين المقربين من ترامب إلى تقليص أنشطة الولايات المتحدة والالتزامات تجاه أوكرانيا وأوروبا بشكل عام، بالتركيز على الأمن الآسيوي، فكانت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في تدهور مستمر على مدى العقد الماضي.

ربما يعجبك أيضا