هل تنشئ إيران ميناء الخليج الكبير لمنافسة الفاو العراقي؟

يوسف بنده

يأتي إعلان إيران إنشاء ميناء الخليج الكبير في إطار التنافس مع مشاريع الموانئ الكبرى في العراق والكويت.


بدأت الحكومة الإيرانية الاهتمام بموانئها الجنوبية، المطلة على مياه الخليج، في إطار تزايد المنافسة على مسارات التجارة والترانزيت بالمنطقة.

وتواجه إيران منافسة جديدة في منطقة شمال الخليج، بسبب إمكانية الوصول من هذه المنطقة نحو شرق البحر المتوسط، أو الوصول إلى تركيا ومنطقة أوروبا، لذلك تدخل الموانئ الإيرانية في منافسة مع نظيرتها العراقية والكويتية في هذه المنطقة.

ميناء الخليج الكبير

أعلنت إيران بدء إنشاء مينائها الكبير على مياه الخليج، في محافظة خوزستان المجاورة للحدود العراقية والكويتية، وحسب ما أوردته وكالة مهر، قال المدير العام لموانئ خوزستان، بهروز آقائي، إنه مع الأخذ بعين الاعتبار بدء إنشاء ميناء الخليج الكبير، بجوار ميناء الإمام الخميني، قد تشهد خريطة تجارة البضائع العابرة (الترانزيت) في الشرق الأوسط تغييرًا لصالح طهران.

وأشار المسؤول الإيراني إلى أن المراحل الأولية لإنشاء الميناء اكتملت، وبدأت مرحلة الحصول على التراخيص اللازمة لتشغيله، موضحًا أن الحكومة خصصت أرضًا بمساحة أكثر من 4 آلاف هكتار لإنشاء البنى التحتية، وبناء مراكز الإنتاج، بتوظيف رؤوس أموال القطاعين العام والحكومي.

image 10 1

التنافس مع العراق

‎آقائي أوضح أن الميناء يشمل إنشاء أرصفة بعمق 30 إلى 40 مترًا، ما يضفي عليه ميزة تنافسية قياسًا مع الموانئ الأخرى في المنطقة. ويبدو أن الميناء الجديد يأتي في إطار القلق الإيراني من مساعي العراق لتطوير وإنشاء موانئه المطلة على مياه الخليج وشط العرب، بعد تدشين ميناء أم قصر التجاري في مدينة البصرة، العام الماضي، وكذلك من المقرر تدشين ميناء الفاو في غضون 5 أعوام.

وقال المسؤول الإيراني إن إنشاء ميناء الخليج الكبير سيؤدي إلى توازن المنافسة مع الدول الأخرى، التي تعمل على تطوير موانئها. وحسب تقرير لصحيفة شرق الإيرانية، يقع الميناء في خور موسى، جنوب خوزستان، ويطل على الخليج وله 38 رصيفًا بطول 7 كيلومترات، ويعد الميناء الأكبر في إيران.

وتدخل 80% من السلع الأساسية عن طريق هذا الميناء. وعكفت الحكومة الإيرانية، أخيرًا، على تطوير وإصلاح أرصفة هذا الميناء، لتعزيز قدرته على استقبال السفن ذات الجسم العريض، وكذلك تفريغ الشحنات الكبيرة، التي تحملها هذه السفن.

ldkhx hgth

ميناء الفاو

حسب تقرير لوكالة مهر الإيرانية، نشرته الثلاثاء الماضي 14 فبراير 2023، تطوًر حكومة طهران موانئ خوزستان، إضافة إلى إنشاء ميناء الخليج الكبير، لمنافسة الموانئ العراقية والإقليمية في المستقبل، ولعب دور في الممرات الجديدة للتجارة البحرية من الشرق إلى الغرب، وخلق توازن في المنافسة الإقليمية، خاصة بشمال الخليج، لمنافسة موانئ العراق، وبرامج التطوير في تركيا.

وأوضح التقرير، أن ميناء الخليج الكبير بقاعدته الديموغرافية والصناعية، وإمكانية الوصول إلى الممرات البرية، من خلال توفير منصة لامتصاص البضائع، سيجعل لخورستان دورًا واضحًا للنمو الاقتصادي للبلاد، في مجال جذب البضائع الترانزيت، وتغيير إجراءات التصدير والاستيراد للسلع.

4425406

وأشار التقرير إلى أن العراق عبر الاستثمارات المحلية والأجنبية، يسعى لتطوير ميناء أم القصر، وإنشاء ميناء الفاو الكبير، وربط موانئه بالموانئ التركية والأردنية والسورية، من خلال خطوط السكك الحديد، وتفعيل حركة الترانزيت بين العراق وهذه الدول التي تسعى للوصول إلى مياه الخليج، انطلاقًا من قدرة العراق على لعب دور مهم في النقل والتجارة بين جنوب وجنوب شرق آسيا وأوروبا.

EaZjCtsXgAY1bz

ميناء المبارك الكبير

يدخل في هذا التنافس طرف ثالث، وهو ميناء مبارك الكبير، الذي ما زال قيد الإنشاء، في شرق جزيرة بوبيان الواقعة شمال الكويت، ليكون واحدًا من أكبر الموانئ بالخليج العربي. ويرتبط هذا الميناء مع البر الرئيس في الصبية ومدينة الحرير بـ3 جسور وطرق سريعة، ومن المقرر أيضًا ربطه بمشروع القطار الخليجي، الذي قد يمتد إلى العراق وإيران وتركيا.

وتسبب هذا الميناء في أزمة بين الكويت والعراق، لأن جزيرة بوبيان، تحتل موقعًا جغرافيًّا حيويًّا في شمال الخليج، كونها تقع على مقربة من السواحل العراقية، عند مصب شط العرب وعلى زاوية الحدود العراقية الكويتية، المتزايدة في الأهمية والخطورة، لإطلالها على قناة مرور ناقلات النفط والبواخر التجارية إلى الموانئ العراقية.

download 57

منافسة كويتية

حسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، في 8 فبراير، ناقش وزير الخارجية الكويتي، سالم الصباح، مع سفير الصين لدى الإمارة، تشانج جيانوي، آليات التعاون الثنائي في إطار تطوير مشروع ميناء مبارك الكبير، والأعمال الإنشائية والتشغيلية الخاصة به. ووقّع الطرفان اتفاقًا سابقًا، تتولى بموجبه الصين تطوير وإدارة ميناء مبارك الكبير، وإنجاز كل المرافق الخاصة به.

وتطمح الكويت من خلال إقامة منطقة حرة وأخرى صناعية ومدينة لوجستية ومطار وسكك حديدية، وغيرها من خدمات النقل، إلى التحول إلى مركز لاستقبال البضائع وتوزيعها على دول الجوار، خاصة وأنها تتمتع بموقع استراتيجي بين دول عدة ذات ثقل تسويقي كبير، مثل العراق وإيران والسعودية، ما يساعدها على أن تكون مركزًا لإعادة تصدير المنتجات الواردة من دول مثل الصين.

ربما يعجبك أيضا