هل تنهي أستراليا هيمنة قطر على سوق الغاز المسال؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

العرض في أسواق الغاز الطبيعي المسال سيظل أعلى من الطلب في العقد المقبل، نتيجة زيادة الإنتاج، إلا أن نمو الطلب، لا سيما من الصين، قد يقلص الفائض بالسوق في موعد مبكر عن التوقعات.

واليوم، أصبحت أستراليا أحد أكبر المنافسين الجديين لقطر على عرش أكبر منتج للغاز المسال في العالم، مع ارتفاع عدد المشاريع الجديدة التي ستدخل طور الإنتاج قريبًا، وفق تقارير دولية مختلفة، أكدت قرب معادلة أستراليا لحجم الإنتاج والتصدير في قطر، ما يطرح على الدوحة تحديًا خطيرًا في السنوات القليلة المقبلة.

كما أنها تخطط لجذب مستهلكين كبار مثل اليابان، كوريا الجنوبية، الصين والهند، والذي يعتزمون فك ارتباطهم بالعقود مع قطر.

توقعات نمو الطلب

بحلول عام 2040 ستزيد الدول وارداتها من الغاز المسال، حيث توقع الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز محمد حسين عادلي، أن يمثل الغاز الطبيعي المُسال حوالي 40% من تجارة الغاز العالمية، مقارنة بـ31% حاليًا.

وعلى الرغم من زيادة حصة الغاز، من المتوقع أن تستمر تنافسية الغاز الأرخص المنقول عبر خطوط الأنابيب.

إضافة إلى أنه ستكون هناك زيادة من الطلب القادم إلى أمريكا، حيث ستزيد اعتمادها على الغاز المسال بنسبة 5% في العام 2040 من مستويات 2% الموجودة حاليا.

ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جعل الولايات المتحدة صاحبة الهيمنة في مجال الطاقة، وذلك عبر زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال من خلال ستة مصانع جديدة للتسييل والتصدير، ويجري حالياً توسعة أحدها وهو “سابين باس” في ولاية “لويزيانا”، في حين يتم الموافقة على تطوير الباقي ليستكملوا في السنوات الثلاث المقبلة.

وعندما تعمل بكامل طاقتها سيكون بمقدورها تصدير حوالي 9 مليارات قدم مكعبة من الغاز يومياً، أي حوالي 12% من إنتاج الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة.  

أستراليا تهدد عرش قطر

من المتوقع أن تزيد استراليا صادراتها من الغاز الطبيعي المُسال بحوالى 16% بحلول يونيو 2018، مع بدء تشغيل مشاريع جديدة بقيمة 180 بليون دولار.

ومن المنتظر أن ترتفع صادرات أستراليا من الغاز إلى 74 مليون طن في السنة التي تنتهي في يونيو 2019، من 63.8 مليون طن متوقعة في السنة الحالية، و52 مليون طن في الماضية.

وستتدعم زيادة الصادرات الاسترالية بارتفاع الإنتاج من مشروع جورجون الذي تديره “شيفرون”، إضافة إلى استكمال ثلاثة مشاريع للغاز ستضيف 21 مليون طن إلى طاقة تصدير الغاز الطبيعي المُسال للبلاد، ليصل إجمالي تلك الطاقة إلى حوالى 88 مليون طن.

وخلال خمس سنوات، ستمتلك أستراليا أكبر طاقة تصديرية للغاز الطبيعى المسال في العالم بحوالي 120 مليار متر مكعب سنويًا.

وبفضل هذا المستوى الجديد للإنتاج، يُمكن لأستراليا منافسة قطر، على العقود الجديدة، بشروط أكثر مرونةً، وأقل كلفةً في ذات الوقت، خاصةً مع مستهلكين كبار مثل اليابان، والصين، أوالهند، وكوريا الجنوبية، والتي بدأت جميعها منذ أكثر من عام في التفكير في مراجعة العقود التي تربطها بقطر، والمطالبة بعقود أقصر، مع العلم أن معدل مدة سريان العقود القطرية الحالية يمتد على 25 سنة، للحصول على عروض أفضل، وأرخص، من منتجين آخرين أقدر على تعويض الغاز القطري إذا تمسكت الدوحة بمواقفها.

أكبر الدول المصدرة

تصدر قطر 77.2 مليون طن من الغاز المسال، وهي الحصة السوقية الأكبر من الصادرات العالمية بنسبة 29.9%.

وتبلغ صادرات أستراليا 44.3 مليون طن بحصة سوقية 17.2%.

ووصلت صادرات ماليزيا من الغاز المسال إلى 25 مليون طن، بحصة سوقية بلغت 9.7%.

فيما تصدر نيجيريا 18.6 مليون طن، بحصة سوقية 7.2%.

وتستحوذ إندونيسيا على حصة سوقية بنسبة 6.4% من الصادرات العالمية للغاز المسال، حيث تصدر 16.6 مليون طن.

أسعار الغاز المسال

في الماضي كانت أسعار الغاز الطبيعي المسال تتماشى مع الارتفاعات في أسعار النفط، ففي فبراير 2014 تجاوزت 20 دولارًا.

 لكن بعد أزمة انهيار أسعار النفط منذ منتصف 2014 وحتى الآن، ومعاناة أسواق الغاز المسال من التخمة في المعروض، بدأت الأسعار تتراجع بوتيرة متسارعة، لتتراوح بين 6.30-7.60 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

واردات الدول من الغاز المسال

لم تزل اليابان تتربع على قائمة الدول المستورة للغاز الطبيعي المسال، حيث بلغت وارداتها 83.3 مليون طن بحصة سوقية 32.3%.

فيما تصل الحصة السوقية لكوريا الجنوبية من واردات الغاز المسال العالمية إلى 13.1%، بحجم 33.7 مليون طن.

وتستورد الصين ما يقارب من 26.8 مليون طن من الغاز المسال، بحصة سوقية تشكل 10.4%.

وقفزت واردات الصين الشهرية من الغاز الطبيعي المسال إلى ثاني أعلى مستوياتها على الإطلاق في سبتمبر الماضي، مع سعي البلاد لزيادة إمداداتها من الغاز إلى المنازل بالمنطقة الشمالية الذي ستستخدمه في التدفئة خلال الشتاء للمرة الأولى خلال الحرب التي تشنها بكين على التلوث.

وأظهرت بيانات نشرتها الإدارة العامة للجمارك أن الصين استوردت 3.45 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال الشهر الماضي، بزيادة 37% عن الشهر ذاته من العام الماضي.

فيما تستحوذ الهند التي تشهد تطورا اقتصاديا كبيرا على حصة سوقية بنسبة 7.4% من واردات الغاز العالمية، بحجم 19.2 مليون طن.
 

ربما يعجبك أيضا