هل يدفع بايدن ثمن دعمه لإسرائيل في انتخابات الرئاسة القادمة؟

دعم بايدن لإسرائيل يصرف ذوي الأصول العربية عن تأييده

محمد النحاس
إنفوجراف| 5 تحديات تواجه بايدن قبل انتخابات 2024

تراجعت نسب دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، جرّاء دعمه لإسرائيل، بل وداخل الحزب الديمقراطي نفسه، خاصةً لدى الأجيال الأصغر سنًا والمجموعات التقدمية داخل الحزب


بسبب دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، انفض عنه قطاع عريض من الناخبين الأمريكيين، وتحديدًا المسلمين وذوي الأصول العربية.

وقبل الحرب، كانت المجموعات ذات الأصول العربية والمسلمة داعمةً وبشدة لبايدن، إلا أن ذلك قد تغيّر، مع إصراره على مواصلة دعم إسرائيل التي تشن حربًا طاحنة منذ نحو 114 يومًا على قطاع غزة، مخلفةً عشرات الآلاف من القتلى والضحايا.

تراجع نسب دعم بايدن

ذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الأحد 28 يناير 2024، أن العديد من الناخبين العرب الأمريكيين والمسلمين الذين تحدثوا للشبكة، لن يدعموا بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجرائها نوفمبر القادم، مُعللين ذلك بـ”دعمه الثابت لإسرائيل وفشله في الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة”.

ولا يقتصر الأمر على ذوي الأصول العربية، أو المسلمين، ففي أوساط الشباب الأمريكيين على نحوٍ أعم، تراجعت نسب دعم الرئيس الأمريكي جو بايدن، جرّاء دعمه لإسرائيل، بل وداخل الحزب الديمقراطي نفسه، خاصةً لدى الأجيال الأصغر سنًا والمجموعات التقدمية داخل الحزب، بحسب ما أفادت عدة استطلاعات رأي تمّ إجراؤها على مدار أشهر الحرب في غزة.

وبالنسبة للرئيس الأمريكي، فإن المشكلة ليست باليسيرة، ويرى الخبراء أن بايدن قد يواجه صعوبة في العثور على بدائل على استعداد لتولي مهمة التحدث إلى مجموعات الناخبين الرئيسية مثل المسلمين والأمريكيين العرب والتقدميين الغاضبين من سياساته.

رفض لقاء ممثلي حملة بايدن

وتكافح الإدارة الأمريكية من أجل العثور على قادة أمريكيين عرب ومسلمين مستعدين للقاء مسؤولي البيت الأبيض، وحتى الآن لم تؤيد أي مجموعة إسلامية أو عربية أمريكية مساعي حملة باليدن الانتخابية.

ورفض العديد من القادة المحليين الدعوات للقاء مديرة حملة بايدن جولي تشافيز رودريجيز، وقال، عبدالله حمود، أول عربي أمريكي ومسلم يتبوأ منصب رئاسة بلدية ديربورن ويمثل واحدة من أكبر التجمعات السكانية المسلمة في البلاد، لشبكة “سي إن إن”، إنه رفض الاجتماع لأن “هذا ليس وقت السياسات الانتخابية”، وأن الحديث عن التغيير سيكون “مع صناع السياسات وليس من قبل موظفي الحملة”.

ونقل التقرير عن الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، أدريان هيموند قوله إن الرئيس يجب أن يشعر بالقلق إزاء نقص الدعم الذي يتلقاه بين هذه المجتمعات، خاصة في ميشيجان، التي تعد موطنًا لأكثر من 200 ألف ناخب أمريكي مسلم.

مطالبة بالدفع في اتجاه وقف إطلاق النار

ونقلت الشبكة الأمريكية عن عبد الله حمود قوله: “إذا كان الرئيس بايدن يريد أن يأتي ويجري محادثة حقيقية بشأن كيفية تغيير مساره وأفعاله، والقرارات التي اتخذها في الخارج عند الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، فيمكننا استضافته وإجراء مثل هذه المحادثة”.

وفي مقابلة سابقة مع “سي إن إن”، قال حمود إنه سيكون على استعداد للقاء الرئيس إذا كانت هناك “فرصة لإجراء حوار بناء حقيقي حول كيفية المضي قدما، مردفًا “لكن إذا كانت مجرد فرصة لالتقاط الصور والقول إننا استمعنا، ولكن لم يتغير شيء، فهذه ليست طاولة تستحق الجلوس عليها”.

وقال مُتحدث باسم البيت الأبيض لشبكة “سي إن إن إن”، أن مسؤوليه “أجروا أكثر من 100 محادثة مع القادة على المستوى المحلي ومستوى الولايات فيما يتعلق بالنزاع والمساعدات الإنسانية لشعب غزة”، مردفًا بأن مكاتب الشؤون الحكومية الدولية والمشاركة العامة بالبيت الأبيض تعاونت باستمرار مع قادة المجتمع والمسؤولين المنتخبين منذ هجمات 7 أكتوبر.

حملة التخلي عن بايدن

لم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد دشن ذوو الأصول العربية والمسلمون في 31 أكتوبر الماضي حركة “التخلي عن بايدن“، وهي حملة تعمل في جميع أرجاء الولايات المتحدة تهدف لتقويض جهود إعادة انتخاب الرئيس الديمقراطي، وستكون مؤثرة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيجان ومينيسوتا وفلوريدا وجورجيا ونيفادا وبنسلفانيا.

وفيما يتعلق بالبديل، ولا يتوقع الزعماء المسلمون أن يعامل ترامب مجتمعهم بشكل أفضل إذا أعيد انتخابه، لكنهم رأوا أن حرمان بايدن من أصواتهم هو الوسيلة الوحيدة لتشكيل السياسة الأمريكية. وقد طرح البعض فكرة دعم “المرشح الثالث”، وهي فكرة من حين لآخر تدعو للخروج من دائرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وبث دماء جديدة في عروق السياسة الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا